فرنسا تستنجد بالأئمة لإيقاف "جهاد " القاصرين في سوريا
تأتي هذه الخطوة التي اتخذتها "بلاد الحرية" بعد ثلاث سنوات من الدعم العسكري والمادي واللوجستي الذي تقدمه فرنسا والدول الأوروبية و العربية ، بعد تخوف هذه الدول من عودة "جهادييها "الذين يقاتلون في سوريا ولديهم الخبرة الميدانية الكافية ، وقلق حكومات هذه الدول من سعي "المجاهدين "العائدين لتطبيق أفكارهم في بلدانهم الأم .
حيث عقد منتدى أئمة فرنسا في ضاحية مونتوي شرق باريس، ندوة في قصر المؤتمرات لدراسة ظاهرة التكفير والإرهاب، وتزايد سفر بعض الشباب الفرنسيين بدعوى الجهاد في سوريا، وتكفير من يرفض القتال هناك من قبل بعض رجال الدين المتطرفين.
وشارك في الندوة ممثلون رسميون من الداخلية الفرنسية والجمعيات الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني.
ونقلت مصادر إعلامية عن أجواء المنتدى أن هذه الظاهرة باتت تقلق العائلة الفرنسية التي أصبحت تتخوف على مستقبل أبنائها، وطالب عدد من أهالي الشباب الفرنسي "المغرر بهم" بمراقبة جادة للجوامع وما يصدر منها من فتاوي تشجع الشباب على السفر إلى سوريا بحجة "الجهاد "هناك.
كما طالبت الجمعيات الإسلامية بضرورة مراقبة الإنترنت الذي ينشر رسائل مصورة من داخل سوريا تدعو الشباب للالتحاق بصفوف المسلحين.
وتؤكد مصادر الداخلية الفرنسية أن عدد الشباب الفرنسي الذين يقاتلون في سوريا تجاوز 700 شاب، وأن الموضوع بات خارجا عن السيطرة.
وقال بيرنار غودار، مسؤول الشؤون الإسلامية في وزارة الداخلية الفرنسية: "تأكد لنا أن أكثر من 700 شاب فرنسي يحارب حاليا في سوريا، والبعض ينتظر على الحدود لكي يدخل للحرب مع "جيش الشام" أو "جبهة النصرة" ،وهناك من عاد إلى فرنسا ونحن نلاحقهم حتى لا يعودوا إلى سوريا مرة أخرى".
وبحث أئمة المساجد الفرنسية في هذه الندوة أسباب إقبال الشباب الفرنسي المتزايد على السفر إلى سوريا، وحملات غسل أدمغتهم من قبل المتطرفين.
وحمّل أئمة وخطباء المساجد، الحكومة الفرنسية المسؤولية لتأخرها في مناقشة هذه المشكلة وغياب المراقبة على بعض الجوامع في مدن الضواحي التي تعاني إهمالا وتهميشا لأبناء الجاليات الإسلامية.
وأشاد رئيس أئمة فرنسا الشيخ حسن شلغومي "بما قامت به المملكة العربية السعودية من معاقبة كل من تثبت مشاركته في القتال خارج المملكة بحجة الجهاد، وطالب الشيخ شلغومي، فرنسا بأن تحذو حذو السعودية، وتعاقب كل الشباب الفرنسيين العائدين من سوريا".
وشدد الشيخ شلغومي "على ضرورة دراسة الظاهرة، وقال إن الأسباب تأتي من المدرسة والبيت ثم الدولة الفرنسية، لأنها مطالبة بتوفير العمل لكل الشباب الفرنسي المسلم ومكافحة التهميش والعنصرية".
وتحدثت سيدة فرنسية مازال ابنها بريان، "الذي لم يتجاوز السابعة عشر من عمره، في داخل سوريا، وشرحت كيف طالبها ابنها بالموافقة على الذهاب لقضاء ليلة واحدة برفقة صديقه الفرنسي، ثم اختفى لتأتي منه رسالة صوتية بعد ثلاثة أيام تؤكد ذهابه إلى "الجهاد" في سوريا".
واتفقت الجمعيات العربية والإسلامية في فرنسا مع مجلس أئمة فرنسا للعمل على توعية الشباب وتوفير فرص العمل لهم حتى لا يكونوا فريسة للمتطرفين، فيما تواصل الأجهزة الأمنية الفرنسية تفكيك الشبكات التي تقوم بتجنيد الشباب حتى لا تتحول فرنسا إلى ساحات قتال من قبل العائدين من سوريا.
وكالات
إضافة تعليق جديد