المرشحان السوريان النوري والحجار: المهم هو البرنامج الانتخابي لا الشخص
تحدث المرشحان الى انتخابات الرئاسة السورية ماهر الحجار وحسان النوري عن أسباب ترشحهما مقابل الرئيس السوري بشار الأسد، في الانتخابات المقررة في 3 حزيران المقبل، والتي يرى المراقبون أنها محسومة النتائج سلفا .
وأجرى التلفزيون السوري ليل أمس أول لقاء مع النوري، في ضوء سياسة تحاول وسائل الإعلام الحكومية تطبيقها، بتوفير أوقات بث لحملتي المرشحين الانتخابية.
وبدا النوري مرتاحا لظهوره على الشاشة الرسمية، ومبتسما طوال الوقت. وقرأ فقرات من برنامجه الانتخابي، كما جادل وقبل انتقادات مستمرة من محاورته، وذلك على مدى ساعة ونصف ساعة.
وتركز برنامج النوري على عدة فقرات، قال إنها تتفق في "الثوابت الوطنية العامة" مع سائر المرشحين، مركزا على دور الجيش السوري في حماية الوحدة الوطنية ومكافحة الإرهاب الداخلي والخارجي، مستخدما تعبير "الحرب الكونية على سوريا" التي غالبا ما يستخدمها إعلام الدولة.
لكن النوري رأى أن ثمة اختلافات بينه وبين الآخرين، في رؤيته للعمل الاقتصادي والتنموي والاجتماعي. وقال انه يدعو الى "تعددية اقتصادية من خلال شراكة حقيقية" تمنع الاحتكارات، كما انتقد طريقة رعاية الدولة للنمو غير المتوازن في بعض المناطق، ما أسفر عن اختلال اقتصادي واجتماعي.
وبدت شعارات النوري شبيهة بتلك التي يرددها الإعلام المحلي بشكل عام، من ناحية مكافحة الفساد وتطبيق اقتصاد حر يسمح بتدخل الدولة المنهجي، وتنمية الطبقة الوسطى. وشدد على كونه متسابقا رئاسيا أكثر من كونه منافسا، حين أصر على أن الأهم في هذه الانتخابات ليس "الكرسي" بقدر ما هو "ترويج رؤى اقتصادية واجتماعية"، معتبرا أنه "ليس خاسرا ايا كانت النتائج" في الثالث من حزيران المقبل.
ورأى النوري، الذي سبق أن عمل وزيرا لعامين في أولى حكومات الرئيس بشار الأسد، أن ظروف الإصلاح في تلك الأوقات لم تكن ناضجة، مشيرا إلى أن الوصول إلى نهاية الانتخابات "برؤية استراتيجية واضحة يكفي". وأكد أنه "مستمر حتى النهاية، ومتفائل بتحقيق نتائج جيدة".
وهو ذات التأكيد الذي قدمه المرشح الثاني ماهر الحجار، حين أكد "بالمطلق جدية هذه المنافسة بالنسبة له".
وقال الحجار، انه يستعد لإطلاق برنامجه الانتخابي قريبا جدا، وذلك عبر وكالة الأنباء السورية (سانا)، بحيث يأتي بعد ايام على بث أول إعلان رئاسي له على التلفزيون السوري.
وركز الحجار حملته الانتخابية على شعار "الدولة القوية"، مشيرا خلال إعلانه إلى مشاكل البطالة والتنمية والفقر، وبطبيعة الحال الإرهاب. ووفقا للحجار فإن "الاختلاف" في رؤيته الانتخابية هو الذي دفعه للترشح. ورأى أن أهم ما في الترشح هو "الفكر وليس الشخص"، معتبرا أن همه ليس أن يُذكر باعتباره من أوائل المتنافسين على منصب الرئاسة في تاريخ سوريا المعاصر، وإنما أن تذكر "أفكار برنامجه السياسي، وأن يقترب ببرنامجه من أحلام الجمهور السوري".
وينتمي المرشحان للمحافظتين الأهم في سوريا، وهما دمشق التي يأتي النوري من حي الميدان فيها، وحلب التي ينتمي إليها الحجار. ورغم أن التوقعات هي أن تحقق دمشق إقبالا كبيرا في التصويت، تبقى مشكلة حلب هي الأبرز، حيث تكثر التقديرات بوجود جهود إقليمية لإخراجها من دائرة التصويت ايا كانت الكلفة.
عدا عن ذلك توزعت ملصقات المرشحين في شوارع المدن الآمنة، في سواحل سوريا، وبعض مناطق جنوبها كما في حمص وحماه ايضا.
وجست هيئات حكومية ظروف وأوضاع عدة مناطق في الجنوب، ولا سيما في ريف درعا، كما تجري حملات لتجميع أكبر قدر من المقترعين في مدن مثل إدلب ودير الزور، وذلك بانتظار إعلان الهيئة العليا للانتخابات التقدير الرسمي لمن يستطيع الاقتراع.
وأمس الأول قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات هشام الشعار، إن اللجنة "تعمل حالياً على إعداد السجل الانتخابي، وذلك بالتواصل مع وزارة الداخلية لتزويدها بأسماء المواطنين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم والمواطنين المحرومين من هذا الحق"، مضيفا "خلال الأيام القليلة المقبلة سيتم إحصاء عدد الذين يحق لهم الانتخاب".
وتستمر الخشية من أن تحذو غالبية الدول الأوروبية حذو كل من ألمانيا وفرنسا، في حجب ترخيص فتح صناديق اقتراع في السفارات السورية. وقال مسؤولون أردنيون أمس ان الحكومة تدرس طلبا سوريا بهذا الخصوص، بينما من غير الواضح إن كانت مصر ستسمح للسوريين المقيمين بذلك، بسبب الضغوط السعودية القائمة على عدة عواصم عربية لمنع حصول هذا الامر.
وأمس دعت صفحات تواصل اجتماعي لتطبيق اقتراح "التصويت الالكتروني" للمغتربين، يقوم على جمع بيانات المقيمين القانونيين في كل بلد، ودعوتهم للتصويت، إلا ان أمرا كهذا يبقى مستبعدا، لأسباب لوجستية وقانونية.
ويفترض بالحملات الانتخابية أن تستمر حتى ما قبل 24 ساعة من بدء عملية الانتخاب في الثالث من حزيران المقبل. وينص قانون الانتخابات العامة على أن يلتزم المرشحون بعدم الطعن بالمرشحين الآخرين، أو التشهير بهم، أو التحريض ضدهم، أو التعرض لحرمة الحياة الخاصة بهم، والمحافظة على الوحدة الوطنية، وعدم تضمين الدعاية الانتخابية أي دلالات مذهبية أو طائفية أو اثنية أو قبلية او ما يخالف النظام العام أو الآداب العامة.
وتميزت حملة الأسد كما بات واضحا بإشغالها للفضاء الالكتروني، عبر حسابات عديدة على "فايسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" و"انستغرام"، كما باعتمادها على البساطة والتحضير المسبق، واستخدامها الصور العائلية القديمة، التي تعود لزمن ربما يحن إليه قسم كبير من السوريين في هذه الظروف.
أما المرشحان النوري والحجار فلا يمتلكان حسابات رسمية على شبكات التواصل الاجتماعي. وسبق للحجار أن نفى، أي علاقة بصفحات تتحدث باسمه، وتضع صورته. أما النوري فتعددت الصفحات التي تنتحل هويته، وبعضها ساخر، من دون أن يصدر عنه تكذيب رسمي بعد. وقد دعت إحدى صفحاته إلى "مناظرة رئاسية" كما يحصل في الدول الغربية.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد