ظاهرة الـ«نينو» حتمية في الـ2014.. وأكبر المتضررين الهند
يبدو أن ظاهرة الـ«نينو» المناخية، التي قد تحدث تأثيراتها المجاعة والفيضانات، وحتى الحروب، والتي بدأت بوادرها تظهر في الأفق في عدة بلدان هذا العام (تقلب مناخي، فياضانات، وغيرها)، «لديها حظ بنسبة 90 في المئة أن تضرب بقوة هذا العام»، بناء على ما تنشره أحدث التقارير المناخية في العالم.
وتؤكد هذه التقارير أن الهند «ستكون أول المتضررين من النينو، وذلك من خلال قلة في الأمطار الموسمية ما سيضعف مؤونتها الغذائية الهشة، كما سيتبع ذلك موجات من الجفاف في أستراليا، وتقلص في الموارد السمكية في جنوب أميركا». وللمفارقة، تضيف التقارير أن الظاهرة «سيكون لها تأثيراتها الإيجابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، حيث سينظر إلى النينو على أنها الأمل الكبير بالماء، والتي ستقدم أمطارها فرجاً لحالة جفاف مسيطرة في الغرب».
وتأتي آخر التوقعات المناخية من «المركز الاوروبي للتوقعات المناخية المتوسطة» (ECMWF)، والتي تعتبر واحدا من أكثر 15 مصدراً لتوقعات المناخ صدقية في العالم.
«يبدو الأمر غريباً»، يقول تيم ستوكدال، الباحث في المركز، إذ «ان 90 في المئة من سيناريوهاتنا المناخية تنتهي بحدوث النينو»، معتبراً أن «نسبة المياه الدافئة اليوم في المحيط الهادئ هي مهمة جداً، وقد تكون الأكبر منذ ما حدث في العامين 1997 و1998».
ويضيف الباحث أن «ما لانعرفه فقط اليوم هو ما إذا كانت ظاهرة النينو المقبلة ستكون شديدة، أو متوسطة الحجم، أو ستشكل حدثاً صغيراً»، معتبراً أن «الطريق الذي ستسلكه الرياح سيحدد ما سيحصل لاحقاً، لأن الرياح معروفة بأنها تغدر دائماً».
وتزيد حركة المياه الدافئة، المحفزة للمطر، في غرب المحيط الهادئ خطر هطول الأمطار الغزيرة في الدول التي تطل على هذا الجزء من المحيط، بينما من المتوقع أن تجف الضفة الشرقية للمحيط التي تكون رطبة في العادة. وفي هذا السياق، تقوم الحكومات، وقطاعات التجارة والتأمين، إلى جانب منظمات الإغاثة كـ« الصليب الأحمر» و«منظمة الغذاء العالمي»، بمراقبة التطورات المناخية عن كثب، حتى أن حماية المياه وتجميع الغذاء، أمران يجريان على قدم وساق في بعض البلدان.
من ناحيته، يقول الباحث في جامعة «ريدينغ» في مقاطعة بركشير البريطانية الدكتور نيك كلينغامان إن «ظاهرة النينو من الممكن أن تكون مدمرة في الهند بالنسبة إلى الزراعة والمياه»، مضيفاً أن «ثلثي الأراضي الزراعية الهندية تفتقر إلى وسائل الري، وتعتمد فقط على مياه الأمطار، ما يعني أن تقلص الأمطار حتى بنسبة خمسة في المئة كما هو متوقع قد يكون أمراً سيئاً جداً، أما انخفاض الأمطار بنسبة 10 في الأمطار فيعني حتماً كلمة واحدة: الجفاف».
أما المسؤول الهندي في الأرصاد الجوية، كريشنا كومار، والخبير في الـ«النينو»، فيعتبر أنه «حتى إذا لم تحمل الظاهرة معها هذا العام الكثير من الحر، فسيكون لها تأثير قوي في الأمطار»، مقدماً مثالاً سابقاً «ما حدث في العامين 2002 و2009، حين كانت النينو متوسطة القوة، ولكنها جاءت بآثار سلبية فاقت العام 1997، حين كانت أكثر حدة». وختم كومار بالقول إن «الهند لن تشعر بأكبر انقطاع في الأمطار قبل شهر أيلول الحالي».
المصدر: السفير (عن «الغارديان»)
إضافة تعليق جديد