الصحافة الأمريكية اليوم
ركزت الصحف الأميركية اليوم الاثنين على الوضع في العراق والمخاوف من اندلاع حرب بالوكالة بين الدول العربية السنية وإيران، كما تطرقت إلى عزوف البيروقراطيين عن التوقيع على عقود إعادة الإعمار خشية من أن تنالهم إجراءات مكافحة الفساد، ثم تناولت مقالا للأمين العام للأمم المتحدة يلخص فيه بعض الدروس التي استقاها خلال فترته الرئاسية.
فعن الشأن العراقي كتبت صحيفة واشنطن تايمز في صفحتها الرئيسة تقريرا تحت عنوان "الخشية من اندلاع حرب وكالة بين السعودية وإيران"، تقول فيه إن المسؤولين الأميركيين والعراقيين يخشون من أن يتحول الصراع الطائفي في العراق إلى حرب بالوكالة بين السعودية ومعها الدول الإسلامية السنية في المنطقة وإيران، إذا ما خلف الأميركيون وراءهم حكومة عراقية ضعيفة.
ونقلت الصحيفة عن عراقي سني في المنفى مقرب من "التمرد" قوله إن الصراع يقوي شوكة القاعدة في العراق التي ينظر إليها على أنها تدعم السنة في قتالهم ضد التأثير الإيراني المتزايد على الحكومة العراقية التي يقودها التيار الشيعي.
وقال العراقي إن "الحرب دينية"، مضيفا أن زعماء القبائل السنية في السعودية يقدمون الدعم المالي "للمتمردين السنة في العراق".
ثم استشهدت الصحيفة بما أشار إليه الأمين العام للأمم المتحدة في خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضية من أن تصاعد العنف في العراق رفع من احتمالية اندلاع حرب إقليمية.
ثم نسبت إلى مسؤول عراقي قوله إنه لاحظ قيام العديد من الدول العربية السنية بتوسيع دائرة علاقاتها السياسية والاقتصادية والأخلاقية وكافة أنواع الدعم، مع الجماعات السنية في العراق.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته أن "الوضع الراهن في العراق خطير جدا"، مشيرا إلى أن "ضعف الحكومة العراقية يترك الباب مفتوحا لزيادة نفوذ الآخرين في البلاد، كما سبق أن فتحت الباب أمام موجة القومية الشيعية".
- ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن العراق فشل في إنفاق مليارات الدولارات من عائدات النفط المخصصة لإعادة بناء الطرق والمدارس ومحاطات توليد الطاقة ومصافي البترول والأنابيب التي تعرضت للدمار.
وقالت الصحيفة إن الوزارات العراقية لم تنفق سوى 15% من الميزانية التي تلقتها لإعادة الإعمار عام 2006، مشيرة إلى أنه رغم الوفرة في الأموال فإن النظام العراقي بات عاجزا عن تفعيل عمليات الإنفاق.
وعزت الصحيفة هذا التقاعس في الإنفاق إلى خشية البيروقراطيين من إجراءات مكافحة الفساد التي وضعتها الحكومتين الأميركية والعراقية، مما أثار الخوف في قلوبهم فعزفوا عن التوقيع على عقود لإعادة الإعمار.
ومضت تقول إن عدم القدرة على الإنفاق يطرح أسئلة حول الحكومة التي يتعين عليها أن تظهر لمواطنيها الذين يشككون في الفساد الحكومي، أنها قادرة على تقديم الخدمات الأساسية، وأنها تستطيع أن تثبت للمانحين الأجانب -في وقت يتراجع فيه الدعم الأميركي- أنها قادرة على استخدام الأموال التي يتم تخصيصها لهذا الغرض.
تحت عنوان "هذا ما تعلمته" كتب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تعليقا يلخص فيه ما أسماه دروسا تعلمها خلال توليه هذا المنصب، معربا عن أمله في أن يأخذها الجميع على محمل الجد لأنها تشكل التحديات التي تواجه القرن الـ21.
وأول هذه الدروس أن الجميع يشتركون في المسؤولية الأمنية، وقال إنه "بالعمل معا على تحقيق الأمن للجميع، نستطيع أن نأمل بتحقيق أمن دائم لنا"، مشيرا إلى أن تلك المسؤولية تشمل المسؤولية المشتركة في حماية الشعوب من المجازر وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية.
وثاني هذه الدروس كما قال أنان هو "المسؤولية عن رفاهية بعضنا بعضا"، موضحا أنه بغياب التضامن، لن تستطيع أمة أن تنعم بالاستقرار.
ومضى يقول إنه "من غير الواقعي أن نفكر في أن البعض يستطيع أن يستفيد من العولمة في حين يُترك البلايين من البشر في دائرة الفقر المدقع".
ثم جاء في الدرس الثالث أن الأمن والرفاهية يعتمدان كليا على احترام حقوق الإنسان وحكم القانون، مشيرا إلى أنه إذا ما أرادت المجتمعات أن تعيش في سلام، فلا بد من الدفع نحو ما يوحد الجميع وهو أن "إنسانيتنا المشتركة والحاجة إلى الهوية والحقوق الإنسانية ينبغي أن تحظى بحماية القانون".
أما الدرس الرابع فلخصه أنان في تحميل الحكومات مسؤولية أعمالها على المستوى المحلي أو الدولي، مشيرا إلى أن تحميل المسؤولية لدول أخرى لن يتم إلا عبر الدرس الخامس الذي ينطوي على تشكيل مؤسسات متعددة الأطراف تحظى فيها الدول الفقيرة والضعيفة بنفوذ قوي وصوت مسموع.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد