وللأباء أيضاً الحق بإجازة أبوة
مثلما تتمتع المرأة بلقب الأم ، يتمتع الرجل أيضاً بلقب الأب وحقوقه في الطاعة على الابن ، إذا لما تتحمل حواء عناء التربية وحدها سواء كانت عاملة أم ربة منزل ، للرجل أيضاً واجبات تجاه طفله الصغير في التربية ، ومن حقه الحصول على إجازة أبوة .
لم يحقق قانون إجازة الأبوة نظير إجازة الوضع والرضاعة للنساء في بلادنا العربية ، ولكنه خطوة جديرة بالاحترام أقرتها بعض الدول الغربية لرفع عناء التربية عن الأم وحدها وليشارك الأب بدوره في تربية ابنه منذ صغره .
- منذ أبريل 2004, حصل الآباء البريطانيين على حقهم في إجازة الأبوة ، حيث يعطى حق أخذ الإجازة للآباء وللأمهات على السواء و تمتد فترة إمكانية أخذها إلى غاية بلوغ السنة الخامسة من عمر الطفل.
تسمح إجازة الأبوة بالتوقف عن العمل لمدة أسبوعين مأجورين، و يمكن أخذها لمدة أسبوع أو أسبوعين متواصلين و لا يمكن أخذها في أيام منفصلة أو أسبوعين منفصلين .
و يجب أخذ الإجازة خلال ال56 يوما التي تلي ولادة الطفل ( أو الأسبوع المتوقع للوضوع إذا ولد الطفل مبكرا) ), أو من اليوم الذي تبدأ فيه فترة تبنى الطفل, و يجب أخذ الإجازة لرعاية الطفل أو لمساعدة الأم.
لا تمنح إجازة الأبوة لأي شخص زوجته أوشكت على الولادة ، حيث يجب أن يكون مستحقاً لها إذا كان لديه أو يتوقع أن يكون لديه مسؤولية في تربية طفل, أو أن تأخذ بعض الوقت لرعاية طفل أو لمساعدة الأم, و يجب أن يكون:
الأب البيولوجى للطفل ، زوج أو شريك حياة أم الطفل (و يشمل ذلك شركاء الحياة من نفس الجنس)؛ أو أبا بالتبنى لأطفال زوجتك أو شريكة حياتك, أو أن تكون أبا بالتبنى مشاركة مع شخص آخر (فى حالة أن يكون شريكك قد أخذ إجازة تبنى) ، كما يجب أن يكون الموظف الحاصل على الإجازة عاملاً في الشركة لمدة لا تقل عن 26 أسبوعاً .
- بهدف المساواة بين الجنسين وبعداً عن التمييز بعد انطلاق حركة تحرير المرأة السويدية في السبعينيات، أقرّت الحكومة السويدية قوانين تُلزم بالمساواة في كل مناحي الحياة العامة، وحتى بعض مناحي الحياة الخاصة.
منعت الحكومة العنف ضد النساء، وفرضت المساواة في الأجور للرجال والنساء الذين يؤدون نفس الوظائف، وأعطت الرجال والنساء حقوقاً متساوية من حيث إجازات الأبوة.
- أخيراً أقرت لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في البرلمان الإسباني مشروع قانون يمنح الأب بموجبه إجازة لمدة شهر لمساعدة زوجته في تحمل مسؤولية تربية الطفل.
وأجمعت جميع الأحزاب على القانون الجديد، باستثناء الحزب الشعبي المعارض، الذي امتنع عن التصويت.
وكان سبب إقرار هذه الإجازة المساهمة في "رفع الحيف الذي لحق بالمرأة في تحملها مسؤولية تربية الطفل، ومنح الفرصة للأب كي يتحمل مسؤوليته في تربية ابنه".
وكانت الحكومة الإسبانية قد عرضت قبل فترة مسوّدة القانون على الأحزاب والنقابات ورجال الأعمال والهيئات المعنية ، وبعد مناقشات طويلة بين مؤيدين ومعارضين، تمّ إقرار القانون بشكل يُرضي الأغلبية، حيث نصّ على منح الأب في السنة المقبلة إجازة أبوة لمدة أسبوعين، ثم تتمدد شيئاً فشيئاً إلى أن تبلغ شهراً بعد ثماني سنوات.
أكدت ممثلة الحزب الاشتراكي في البرلمان الإسباني ماريبي مونتيسيرين، أن "إجازة الأبوة التي يتم إقرارها لأول مرة، هي حق جديد، وعلى الجميع أن يتعودوا عليه، وبذلك فإن الآباء سيبدؤون بالمساهمة في تربية أطفالهم، على الرغم من تكلفة القانون الكبيرة".
بينما أفادت ممثلة الحزب الشعبي المعارض في البرلمان سوسانا كاباييرو ، أن "كلفة القانون ليست عالية، وهي لا تتجاوز الـ300 مليون يورو، في حالة أن يطلب جميع الآباء إجازة الأبوة، وهي مسألة صعبة المنال".
جدير بالذكر أن الأب الإسباني يتمتع حالياً بإجازة يومين فقط عند ولادة زوجته.
فادية عبود
المصدر: محيط
إضافة تعليق جديد