تونس تنتخب رئيسها اليوم
يتجه التونسيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للبلاد في أول انتخابات تعددية منذ عام 2011، ويعد مرشح حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي (87 عاماً) الأوفر حظاً، بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية وهزيمته لحزب «النهضة» الإسلامي.
ويتنافس في هذه الانتخابات 27 مرشحاً بينهم الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي ووزراء من عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي واليساري البارز حمة همامي ورجل الأعمال الثري سليم رياحي والقاضية كلثوم كنو، المرأة الوحيدة المترشحة إلى الانتخابات.
وستكون هناك جولة ثانية أواخر كانون الأول المقبل إذا لم يتمكن أحد المرشحين من الفوز بالجولة الأولى.
ولا يتوقع أغلب المحللين وحتى استطلاعات الرأي المحلية فوز أي مرشح بأكثر من 50% من الأصوات وهي النسبة اللازمة للفوز مباشرة وتجنب دور ثان، ولكن انسحاب عدة مرشحين ليبراليين من السباق رغم بقاء أسمائهم على بطاقات الاقتراع، قد يزيد في حظوظ السبسي. ولم يقدم حزب «النهضة» الذي حكم من نهاية 2011 إلى بداية 2014 وحل ثانياً في الانتخابات التشريعية بحصوله على 86 مقعداً من أصل 217 في البرلمان أي مرشح، مؤكداً أنه يترك حرية الخيار لأتباعه لانتخاب رئيس «يشكل ضمانة للديمقراطية».
ومنذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 وحتى انطلاق ما سمي «موجة الربيع العربي» عام 2011، عرفت تونس رئيسين فقط هما الحبيب بورقيبة «أبو الاستقلال» الذي خلعه رئيس وزرائه زين العابدين بن علي في تشرين الثاني 1987. وبن علي حكم البلاد حتى 14 كانون الثاني 2011 تاريخ هروبه إلى السعودية في أعقاب احتجاجات عارمة طالبت برحيله.
وبينت استطلاعات للرأي أجريت في وقت سابق أن الباجي قائد السبسي هو الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية، على الرغم من تقدمه في السن، وقد ركز حملته الانتخابية على «إعادة هيبة الدولة».
ولقي هذا الخطاب صدى لدى تونسيين كثيرين منهكين من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد منذ 2011. ويقول أنصار قائد السبسي: إنه الوحيد الذي تمكن من الوقوف بوجه الإسلاميين لكن خصومه يتهمونه بالسعي إلى إعادة إنتاج النظام السابق ولا سيما أن حزبه يضم منتمين سابقين لحزب «التجمع» الحاكم في عهد بن علي. وسيسهل فوز قائد السبسي مهمة حزبه في تشكيل حكومة ائتلاف إذ إن فوز نداء تونس في الاقتراع لا يكفيه لتشكيل أغلبية.
ولا يمنح الدستور سوى صلاحيات محدودة لرئيس الدولة، لكن الاقتراع العام يمنحه وزناً سياسياً كبيراً، كما يتمتع الرئيس بحق الحل إذا لم تتوصل الأغلبية السياسية إلى تشكيل أغلبية.
من جهته، لم يتوقف المرزوقي خلال حملته عن طرح نفسه كسد منيع في وجه عودة «السابقين»، مناشداً التونسيين منحه أصواتهم لمواجهة «التهديدات» المحدقة، حسب رأيه، بالحريات التي حصلوا عليها بعد «الثورة». وكان السبسي تقلد مسؤوليات في نظامي بورقيبة وبن علي.
لكن المحللين يرون أن هذه النظرة لمرشح «الثورة» مقابل النظام السابق تعود إلى الخطاب السياسي أكثر من الواقع.
وقال المحلل المستقل سليم خراط: إن «حزب نداء تونس ورئيسه الباجي قائد السبسي يشكلان في وقت واحد شكلاً من أشكال الاستمرارية بما أنهما يقولان إنهما من المدرسة الدستورية (عهد بورقيبة) وشكل من أشكال القطيعة بما أنهما تبنيا مبادئ الثورة».
وأضاف: «نحن في مرحلة حساسة جداً من البناء الديمقراطي ولدينا شكل من التعددية اليوم على الساحة السياسية التونسية لن يسمح لهذا الحزب باحتلال أو احتكار كل الساحة السياسية».
وأخيراً تتحسب السلطات لأي هجمات لإرهابيين خلال الاقتراع، لذلك لن يفتح خمسون من مراكز الاقتراع سوى خمس ساعات بدلاً من عشر ساعات في مناطق قريبة من الجزائر حيث تنشط الجماعات المسلحة، كما سيتم نشر عشرات الآلاف من الشرطيين والعسكريين في جميع أنحاء البلاد لضمان أمن الاقتراع والناخبين.
وكالات
إضافة تعليق جديد