بوتين: سنشارك في العمل المشترك الخاص بمكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستشارك في العمل المشترك الخاص بمكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي وفي معالجة قضايا أخرى مثل استشراء الأوبئة مشددا على ضرورة تعزيز “دور ونفوذ” القانون الدولي بعيدا عن العمل من أجل تلبية “المصالح الأنانية” للاعبين الآخرين على حساب مصالح بقية الدول.
ودعا بوتين في الرسالة السنوية إلى الجمعية الاتحادية الروسية إلى ضرورة احترام جميع اللاعبين في الحياة الدولية مبينا أنه بهذا الشرط يمكن أن تحمي القوانين الدولية الناس من النزاعات الدموية.
وقال بوتين “في التسعينيات من القرن الماضي كان الغربيون يستقبلون الإرهابيين على أعلى المستويات ويدعون أنهم مناضلون من أجل الحرية والديمقراطية واليوم تتضح طبيعة الإرهابيين الدموية في الشيشان” مضيفا أنه “منذ تلك الفترة فهمنا أن زملاءنا يتصرفون باستهتار بغض النظر عن شفافيتنا ونزاهتنا وجاهزيتنا للتعاون في أكثر المسائل صعوبة”.
وأكد بوتين إصرار بلاده على “تنوع” المنظومة السياسية في العالم لكي يرى العالم بأجمعه الصورة الحقيقية لروسيا الحريصة على بناء العلاقات الثقافية والاجتماعية في الوقت الذي تبنى فيه بعض الدول “جدرانا حديدية” أمامها وتبحث بصورة مشتبه بها عن الأعداء وهذا دليل ضعف.
وقال بوتين “نحن في روسيا أقوياء وواثقون من أنفسنا وسنقيم علاقات مع الشركاء وسنحقق أهدافنا ومصالحنا في المناطق التي تحترم العلاقات ولا تمزج بين السياسة والمصالح وسنحصل على طرق جديدة للاستثمارات وتنوع البضائع ومرورها بسهولة وسنسعى إلى تعزيز علاقاتنا في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي”.
وأوضح بوتين أنه إذا كان الفخر القومى وسيادة الدولة بالنسبة لعدد من الدول الأوروبية “مفهوما منسيا” فسيادة الدولة بالنسبة لروسيا شرط “رئيسي وأساسي” لوجودها مشيرا إلى ضرورة أن تمتلك روسيا سيادتها داعيا جميع اللاعبين الدوليين إلى أن يفهموا ذلك.
وبشأن نشر الولايات المتحدة الدرع الصاروخية أشار الرئيس الروسي إلى أنه ابتداء من عام 2012 وبعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة عدم الانتشار الاستراتيجي يستمر العمل الحثيث من أجل بناء منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية العالمية بما في ذلك في أوروبا مؤكدا أن هذا الأمر يمثل خطرا حقيقيا ليس فقط على أمن روسيا بل على أمن العالم كله بسبب إمكانية الخلل في توازن القوى الاستراتيجية وهو أيضا يضر بالولايات المتحدة نفسها لأنه يشكل أوهاما بعدم إمكانية التعرض لضربة انتقامية.
وشدد بوتين على أن روسيا لا تسعى للانخراط فى سباق التسلح الباهظ الثمن إلا أنها ستعمل على توفير الأمن والقدرات الدفاعية لها في الظروف الجديدة المتغيرة.
وأكد بوتين أن أحداً لن يتمكن من تحقيق التفوق العسكري على روسيا مبيناً أن الجيش الروسي حديث وذو قدرات قتالية ولديه ما يكفي من القوة والإرادة والشجاعة لحماية حرية روسيا.
وبشأن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا أكد بوتين أن الغرب يستخدم هذه العقوبات لإضعاف روسيا وقال “إن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا لا تضر بها فقط بل بالجهة التي فرضتها” مشيرا إلى أن سبب هذه العقوبات لم يكن سببه ما جرى في شبه جزيرة القرم وغيرها من التطورات “لأننا على يقين أنه حتى لو لم تحدث أحداث القرم لاخترعوا ذريعة أخرى لدرء وإيقاف نمو روسيا والتأثير عليها واستغلالها من أجل مصالحهم فهم يمارسون هذه السياسة بهدف إضعاف روسيا”.
وأكد بوتين أن روسيا لن تخضع لضغوط الغرب فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا مشيراً إلى أن الأمريكيين يؤثرون على علاقات روسيا مع جيرانها دائما إما بشكل مباشر أو من وراء الكواليس متسائلاً في هذا الخصوص “لا نعرف في بعض الأحيان مع من يجب أن نتحادث مع حكومات الدول أو مع رعاتها الأمريكيين بشكل مباشر”.
وأشار بوتين إلى أنه على الرغم من انفتاح روسيا غير المسبوق كان خطر تقسيمها حسب السيناريو اليوغسلافي بكل ما يترتب عليه من عواقب مأساوية قائما حيث كان هناك حراك انفصالي مدعوم من الخارج إعلاميا وسياسيا وماليا وعبر قنوات المخابرات إلا أن “هذا التقسيم لم يتحقق ونحن لم نسمح به”.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية أوضح بوتين أن عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا لها أهمية استراتيجية وروحية لبلده مبينا أن روسيا أيدت أوكرانيا في سعيها لنيل سيادتها منذ البداية ولم يتغير شيء منذ ذلك اليوم.
وأكد الرئيس الروسي أن الامريكيين يعملون على تأزيم العلاقات الروسية الأوكرانية من وراء الكواليس وأن أوكرانيا ليست بحاجة إلى “خطابات فارغة” بل إلى “مساعدات فعلية” وهذا ما لا يفعله الغرب.
وشدد بوتين على أنه لكل شعب الحق في اختيار الحلفاء والطريق السيادي وأشكال بناء الاقتصاد وتوفير الأمن مبينا أن روسيا كانت ولاتزال تصر على احترام هذه المبادئ وهذا يتعلق بأوكرانيا حيث قامت روسيا باستنكار الانقلاب العسكري في كييف وأن ما نشهده من ماس في أوكرانيا ولاسيما في جنوب شرقها يؤكد صحة مواقفنا.
وبين بوتين أن روسيا اجتازت بفضل جهود مواطنيها هذا العام “امتحانا صعبا” وأثبتت فيه قدرتها على الدفاع عن نفسها وشعبها وعن “الحق والعدالة” مضيفاً أن “ما مرت به روسيا هذا العام من اختبارات لا يمكن أن تتحملها إلا أمة قوية وموحدة ودولة قوية ذات سيادة حقيقية”.
وأشار بوتين إلى أن العقوبات والتهديدات الخارجية المفروضة على بلاده هي عبارة عن دافع لكي تتمكن روسيا من تثبيت وجودها ومصالحها وتقوم بخلق تكنولوجيات جديدة وتعزز أنظمتها الاقتصادية والمالية مبيناً أن لدى روسيا الإمكانيات ورؤوس الأموال والسوق الداخلية والأشخاص الأذكياء الذين يحبون العمل وبالتالي يجب إعطاء المواطنين الفرصة ليقدموا إسهاماتهم وهذا هو الرد الأفضل سواء على التحديات الخارجية أو المشاكل الداخلية.
وأوضح بوتين أن علاقات الأعمال والدولة يجب أن تصب في محور واحد مضيفاً أنه “يجب الحديث عن ضرورة تثبيت واستقرار القوانين بما في ذلك تثبيت أنظمة الضرائب خلال الأعوام الأربعة القادمة وعدم العودة إلى هذه المسالة أو التغيير فيها إضافة إلى إعفاء رؤوس الأموال العائدة إلى روسيا إعفاء كاملا وشاملا”.
وشدد بوتين على وجوب أن تخرج روسيا خلال الأربعة أعوام القادمة إلى السوق العالمية لكي يخرج اقتصادها إلى العالم وهذا سيعني تعزيز نفوذها وتحقيق الاستقلال الاقتصادي مشيرا إلى أنه بحسب وضع روسيا الجيوسياسي يجب تحديد بعض المشاريع الاختبارية في عدة أقاليم كما يجب أن نحاول إنقاذ مثالية الدولة ونحميها من تمويل الإرهاب.
وفيما يتعلق بالتدخل بالعملات وانخفاض سعر الروبل أكد بوتين أن البنك المركزي بدأ بسياسة تعويم سعر الروبل إلا أن ذلك لا يعني أن قيمة العملة يمكن أن تكون عرضة للمضاربات مطالبا البنك المركزي باتخاذ إجراءات قاسية من أجل التأثير على المضاربين.
وفي مجال الصحة أشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده صنفت كدولة جيدة في شأن الصحة العالمية حيث زاد متوسط العمر في روسيا على 71 عاما داعياً إلى إعلان عام 2015 كعام لمحاربة أمراض الأوعية وأمراض القلب وإحياء الحياة الصحية ورفع قدرة الأطباء وتأهيلهم.
وفي مجال التعليم أوضح بوتين أن روسيا انتقلت إلى مرحلة جديدة من النوعية في التعليم ويتم العمل على تأمين أربعة ملايين ونصف المليون مكان للدراسة مشددا على دعم الأسر ذوي الدخل المحدود للحصول على أي فرصة للتعليم وأن تتجه المدارس للإبداع ويكون لها خلفيات تقنية.
وكالات
إضافة تعليق جديد