المقداد: السعودية بدأت قبل الأحداث بتكديس الأسلحة وشراء الضمائر في سورية
شن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد هجوماً عنيفاً على «آلة القتل السعودية والغربية» المستمرة في قتل السوريين، مؤكداً أن آل سعود يهدرون دماء أبناء سورية، بسبب الخلاف مع دور بلادهم «المعادي للهيمنة»، إضافة لرفضهم رؤية قيادات عربية تتصدى لسياساتهم التي «وصلت إلى حدّ التحالف مع «إسرائيل» وتبذيرهم غير المسؤول لأموال شعبنا في نجد والحجاز».
وإذ شدد على أن السعوديين أفشلوا كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية التي وافقت عليها سورية لإنهاء الأزمة، سألهم عما إذا كانوا لم يقتنعوا، كما اقتنع أسيادهم في الغرب، أن دمشق عصية على الاستسلام، وأن السوريين قد حسموا خياراتهم إلى جانب قائدهم الرئيس بشار الأسد.
وأكد أن محاولات ممثلي السعودية إغراء الدول الداعمة لسورية «النبيلة»، منيت بـ«فشل ذريع»، لأن «الأبواب كانت موصدة في وجه رشاويهم وأموالهم» بخلاف الحالة مع أنقرة وباريس ولندن.
وفي مقاله الأسبوعي الذي نشرته صحيفة «البناء» اللبنانية أمس، أكد المقداد أن «آلة القتل السعودية والغربية (مستمرة) في ذبح أبناء سورية من دون رحمة ومن دون وازع أخلاقي أو ديني»، وأضاف «عند توجيه السؤال عن أسباب هدر العائلة السعودية لدماء السوريين بالتحالف مع حلفائها الغربيين و«الإسرائيليين»، يأتيك الجواب أن ذلك يعود للخلاف بين نهج العائلة السعودية السياسي، والدور الصامد والمعادي للهيمنة الذي تقوم به سورية إضافة إلى عامل أساسي وهو البعد الشخصي لأن أبناء عبد العزيز لا يريدون رؤية قيادات عربية تخرج عن طاعتهم أو التصدي لسياساتهم التي وصلت إلى حدّ التحالف مع «إسرائيل» وتبذيرهم غير المسؤول لأموال شعبنا في نجد والحجاز»، وهما الإقليمان الرئيسيان اللذان أسس منهما ابن سعود مملكته في الربع الثاني من القرن الماضي.
وإذ أشار إلى أن القيادة السعودية أعلنت منذ بدء الأزمة السورية «وقوفها مع القتلة والمجرمين»، استطرد بالقول: «أجزم القول، وبناءً على معلومات موثقة، أن عمل السعودية وحلفائها الغربيين كان قد بدأ منذ وقت طويل قبل الأحداث. فكانت السعودية، مع حلفائها، قد قامت بتكديس الأسلحة وشراء الضمائر في كافة أنحاء سورية».
وسخر نائب وزير الخارجية والمغتربين من تشدق ممثلي النظام السعودي «في المنتديات التي تداعى إليها أعداء سورية.. بدعمهم لما أطلقوا عليه «رغبات الشعب السوري»، وكأنّ هؤلاء يحترمون أصلاً رغبات شعبنا في نجد والحجاز وخاصة في تحكمه بثرواته التي يوزعها النظام على نحو عشرين ألفاً من «أمراء آل سعود» الذين يتحكمون بدقائق الحياة الاقتصادية اليومية لملايين المواطنين السعوديين. وعلى حين أشار إلى أن «الكيان الصهيوني (أصبح) حليفاً كما ذكر بعض أفراد العائلة (السعودية) في العلن والسر»، كشف «أن الطائرات التي تشتريها المملكة ويقوم الطيارون الأميركيون و«الإسرائيليون» بقيادتها في الأجواء العربية للتجسس على المقاومة، وتقديم المعلومات لـ«إسرائيل» والأعداء الآخرين لأمتنا العربية إنما تتم على حساب المال العربي والأرض والسماء العربية».
ولفت المقداد إلى «الدور المدمر» الذي لعبته الرياض في سورية وغيرها من البلدان العربية، والذي من دلائله إفشالـها.. لكل الجهود التي وافقت عليها سورية لإنهاء الأزمة بما في ذلك الجهود المحلية والإقليمية والدولية» وكذلك بعثة المراقبين العرب بقيادة الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي في 2012، ومهمة المبعوث الأممي الأسبق كوفي أنان، والجنرال روبرت مود، الذي قاد فريقاً من المراقبين الدوليين كجزء من خطة النقاط الست، وصولاً إلى مهمة المبعوث الأممي السابق الأخضر الإبراهيمي ومؤتمر جنيف.
وتطرق إلى محاولات الرياض إغراء الدول المساندة لسورية للانفضاض من حولها في إشارة غير مباشرة إلى روسيا. وقال: «لقد تابع الرأي العام العربي الهيستيريا السعودية، وغيرها من الغربيين والخليجيين الآخرين، ومحاولات كل هؤلاء لزعزعة الصف النبيل الذي وقف إلى جانب سورية سواء كان ذلك عبر الزيارات التي قام بها (رئيس الاستخبارات السعودية السابق) بندر بن سلطان أو (وزير الخارجية) سعود الفيصل»، اللذان زارا، وعلى التوالي، روسيا خلال العام الماضي.
لكن نائب وزير الخارجية والمغتربين أكد أن «الفشل الذريع» كان حليف بندر والفيصل «لأنهما ارتكبا خطأً كبيراً.. حيث توجها إلى العناوين الخطأ». وشدد على أنهما «وجدا أبواباً موصدة في وجه رشاويهم وأموالهم التي لم تسعفهم كما فعلت مع دول مثل فرنسا وتركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكثير من الدول التي لا نجد مبرراً لذكرها، لأنها لا تستحق ذلك».
وإذ أشار المقداد إلى أن المال الذي يصل إلى الإرهابيين ويذبح السوريين صباح مساء، يأتي «من السعوديين في شكل خاص»، طرح عدة تساءلات قائلاً: «لماذا يقتل السعوديون السوريين؟»، و«لماذا يقدمون مليارات الدولارات والسلاح لكل القتلة مما يسمى «جيش الإسلام» و«الجيش الحر» و«جبهة النصرة» وأطراف «القاعدة» الأخرى؟ ألم يرو هؤلاء ظمأهم بدماء السوريين، كل السوريين، طوال أربع سنوات؟ ألم يدرك هؤلاء وحلفاؤهم أن السوريين قد حسموا خياراتهم إلى جانب قائدهم الذي لا تلين له قناة في الدفاع عن وطنه والصمود في وجه أعداء الوطن والأمة؟ ألم يرَ هؤلاء قائد سورية وهو يزور جنوده في جوبر بعد أن زارهم في مواقع كثيرة أخرى في شكل معلن أو غير معلن، وهو واحد منهم، ويعيش بينهم، ويأكل معهم من طعامهم، ويشد على أياديهم ويطمئنهم على مستقبل وطنهم وعائلاتهم؟».
ومضى مؤكداً: «على هؤلاء جميعاً، أن يدركوا أن أموالهم وحتى كل أموال أصدقائهم من داعمي الإرهاب لن تنفعهم في إركاع سورية»، وتساءل مجدداً «ألم يقتنع هؤلاء كما اقتنع أسيادهم في الغرب، أن دمشق عصية على الاستسلام لأنها لا تقبل الخضوع لغازٍ ولمجرم وتكفيري، لأن جيش سورية البطل الذي يقف خلفه شعب عظيم يسانده حتى تحقيق الانتصار، لن يقبل بالاستسلام ولا بالعبودية للمال المسموم وهيمنة الأعداء؟»
وحمل المقداد كل من يهدر الدم السوري الطاهر من وهابيين و«الإخوان المسلمين» و«قاعدة» و«داعش» ورعاة هؤلاء مثل (الرئيس التركي) رجب طيب أردوغان وقتلة آخرين في باريس ولندن وواشنطن، «مسؤولية ما تقترفه أياديهم وخزائنهم من جرائم»، مؤكداً «أن دم السوريين، كل السوريين، سيبقى في أعناق هؤلاء أمام التاريخ وأمام عائلات هؤلاء وأطفالهم. ولن يغفر هؤلاء تمويل العائلة السعودية للإرهاب وتسليح القتلة مهما طال الزمن». وختم مقاله بالإشارة إلى وفاة رئيس وزراء لبنان الأسبق عمر كرامي واصفاً إياها بـ«القامة الوطنية الكبرى» التي دافعت عن العروبة وحملت راية الأخوّة السورية اللبنانية إلى آخر رمق في حياتها. وأعرب عن ثقته في أن «لبنان الشقيق الذي يقاوم «داعش» و«جبهة النصرة» و«القاعدة» وأعلام هؤلاء السوداء.. سيستمر على نهجه (كرامي) لتعزيز وحدة الشعب اللبناني وتلاحمه مع أشقائه في سورية لمكافحة العدو الواحد، ولتعزيز صمودنا المشترك وبما ينعكس على دور بلدينا الشقيقين الحضاري والإنساني».
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد