تطورات الخارطة الجيوإرهابية في محيط دمشق : داعش في القابون و برزة
الجمل Nicolas Zahr : إنتهى الآن رسمياً أي وجود لداعش في برزة و القابون و حي تشرين بحرب إستباقية أجراها زعران علوش على مسلحي داعش كانت نتيجتها أسر أمير التنظيم و مقتل و أسر ما لا يقل عن ثلاثين من أفراده الذين نشروا قبل إسبوع من اليوم صورا لمعسكرهم الواقع ما بين بساتين حرستا و برزة و ازدياد النشاط التعبوي لزعيم التنظيم في المنطقة المهادنة "منذر الصالحاني أبو عمر بن لادن" بعد إعلان جيش الإسلام محاربتهم و هروب عناصرهم من الغوطة الشرقية عبر الأنفاق التي تربط غرب حرستا بشرقها و إتخاذهم لمقرات شديدة الحراسة في حي تشرين.
اعتمدت حملة التعبئة من قبل داعش على الإغراء بالمال وإستقطاب مجرمي المنطقة العاطلين عن العمل بعد الهدنة ببدل شهري مقداره 65 ألف ليرة جعلت فصيلاً كاملاً من الجيش الحر "كتائب السلف الصالح بقيادة منذر الصالحاني ابن ركن الدين" يعلن مبايعته للتنظيم و ليكون تعداده يقارب 200 مقاتل .
العمل لم يكن منفرداً لدكانة جيش الإسلام بل شمل الفصائل المحلية في برزة والقابون ( اللواء الأول بدمشق، لواء سيف الدين الدمشقي، لواء المسلمين و كتائب شهداء الصالحية ) و ذلك بعد إجتماع في برزة ضم قادة الفصائل المحلية مجتمعة مع جبهة النصرة و أحرار الشام، و ترأس الإجتماع خليفة المجرمين زهران علوش الذي وصل عن طريق النفق ما بين برزة و حرستا، وأفضى إلى تبني قرار محاربة داعش من الفصائل المحلية إلى جانب جيش الإسلام وتنحي جبهة النصرة و أحرار الشام متبنين موقفا محايدا في قتال داعش كما حصل في مخيم اليرموك تماماً.
وجود داعش في شمال شرق مدينة دمشق ليس بالأمر الطارئ كما إدعى بعض من منجمي الإعلام و نسّاخه، فالأمر مستمر دون تغطية تذكر لأكثر من عام و كان له طلة إعلامية من قبل التنظيم تظهر مقاتليه في تحصيناتهم في القابون أيام العاصفة الثلجية الأولى بداية العام.
الجدير بالذكر أن الخطة التي كانت داعش تعمل على تنفيذها تهدف إلى تطويق دمشق عبر جهاتها الأربع عبر التقدم والتفرد بمناطق خطوط التماس المباشر مع الجيش العربي السوري بالتعاون مع حليفيها القاعديين جبهة النصرة و أحرار الشام و محاربتها من قبل زهران علوش تندرح تحت بند التفرد بقيادة الجبهات وإستباقاً لأي حراك لداعش قد يجرده من خطوط إمداده في الغوطة الشرقية كما حصل في تل دكوة مدخل الغوطة الشرقي سابقاً.
المناطق التي ستشهد إحتداما مفاجئا بعد أن "تظهر" داعش فيها هي مدينة التل شمال دمشق و التي يتمركز مجرمو القاعدة في محيطها ببلدة حرنة الغربية، و يتجول مسلحوهم في مدينة التل تحت أنظار رواد المصالحة و لجانها المسلحة و التي تغاضت قبل ما يقارب الشهرين عن ثلاثة حواجز ظهرت فجأة في مدينة التل تتبع لجبهة النصرة و تدقق هويات المارة بحثاً عن قوائم مطلوبين لديها من أهالي بلدة عين منين و استمر الوضع ليوم واحد لتعود بعدها لجان المصالحة و تستلم الحواجز عن مسلحي القاعدة.
المنطقة الأخرى المرشحة للتصعيد هي مدينة الزبداني غرب دمشق و التي باتت إمارة كاملة لداعش و يتزعمها أحد أبناء قرية دير مقرن "علاء زاهدة أبو ماهر" و التي لم تتوقف عن محاولات التوسع غرباً بإتجاه الحدود اللبنانية و محاولة التمدد بإتجاه وادي بردي و منطقة عين الفيجة و التي تم طردهم منها أواخر العام الماضي.
الخلاصة :
داعش في محيط دمشق لا تختلف عن مليشيات الجيش الحر بل ولدت من رحمه و من أفراده، و لا تشكل خطراً حقيقياً حتى اللحظة كما يروج مخاتير الفيسبوك و معجبيهم..
الخطر الحقيقي يكمن باستمرار إحتلال الغوطة الشرقية من قبل زعران علوش و تحول المنطقة إلى مفرخة إرهابية مع إنعدام سبل العيش التي تتيح لسكان الغوطة عدم الإنخراط في صفوف المليشيات، و لهذا قام الجيش الإثنين ما قبل الماضي بإستهداف تخرج دورة عسكرية لإرهابي علوش قضى فيها 35 و جرح ما يقارب الخمسين مع تعتيم شديد من قبل علوش الذي حلف الأيمان المعظمة أن هذه الدورة كانت مخصصة لتحرير مخيم اليرموك.
ملاحظة : لا صحة للإشاعات التي تدّعي إشتراك الجيش العربي السوري في قتال داعش بالقابون أو مؤازرة الفصائل المسلحة في الحي.
إضافة تعليق جديد