ليبيا: حوار الصخيرات يُنجز اتفاقاً سياسياً «بنسبة 80%»
توافق طرفا الصراع في ليبيا، حكومة البرلمان المنعقد في طبرق وحكومة المؤتمر الوطني للإنقاذ في طرابلس، على «نحو 80% من مسودة الأمم المتحدة» المطروحة للنقاش في الجولة الرابعة من الحوار الذي ترعاه الأخيرة في منتجع الصخيرات المغربي، حسبما أعلن مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا بيرناردينو ليون يوم أمس.
"لدينا الآن مسودة تبدو قريبة جداً من اتفاق نهائي"، قال ليون في ختام جولة الحوار، موضحاً أن توافق الأطراف على العناوين السياسية في المسودة المذكورة "لا يعني أنه لن تكون هناك ملاحظات أو تعديلات عليها"، مضيفاً إن "على الاطراف أن ترجع الى مؤسساتها في ليبيا لتعود بعد ذلك في الأيام المقبلة... الأمل أن يرجعوا الأسبوع المقبل، ورجاؤنا منهم أن يصلوا الى صيغة نهائية لهذا الاتفاق". وأعلنت بعثة الأمم المتحدة أنها تلقت ملاحظات الحكومتين الليبيتين على مذكرتها لإنهاء الصراع في البلاد، موضحة أنها تعمل على "تضييق الهوّة" بينهما، تمهيداً للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكانت البعثة قد طرحت في آذار الماضي 3 عناوين لتجاوز الأزمة، أولها تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، ومجلس رئاسي من شخصيات مستقلة؛ وثانيها اعتبار مجلس النواب (طبرق) الهيئة التشريعية الممثلة لجميع الليبيين؛ وثالثها تأسيس مجلس أعلى للدولة ومؤسسة حوكمة وهيئة لصياغة الدستور ومجلس للأمن القومي ومجلس للبلديات. ويُعد العنوان الثاني لمبادرة الأمم المتحدة، أي اعتبار مجلس النواب في طبرق الهيئة التشريعية التي تمثل جميع الليبيين، نقطة الخلاف الأبرز بين طرفي الحوار.
في السياق نفسه، كشف ليون أن بعثته تعمل على التحضير للقاء بين الفصائل المسلحة المتقاتلة بعد حوالى أسبوع، و"ستكون المرة الأولى حيث تلتقي فيها هذه الفصائل وجهاً لوجه" خلافاً لمفاوضات الصخيرات حيث تمت اللقاءات مع كل طرف على حدة، بحسب ليون الذي قال إن "كل العمل والجهد الذي قمنا به لن يكون ذا جدوى إذا لم نشرك فيه من يقاتلون في الميدان". كما أشار ليون إلى تحضير البعثة للقاء آخر يتعلق بالقبائل المشاركة في القتال، استكمالاً للقاءات الأحزاب التي استضافتها العاصمة الجزائرية قبل انطلاق جولة الحوار في الصخيرات.
بموازاة التطورات السياسية التي تبعث على التفاؤل، أشار ليون إلى "صعوبات في الميدان وتواصل القتال في عدد من مناطق البلاد؛ وفي العاصمة (طرابلس) هناك تقارير تتحدث عن أنشطة إرهابية متصاعدة من طرف تنظيم الدولة الإسلامية". "نعرف أن أعداء الحوار سيكونون أكثر نشاطاً في الأيام والأسابيع المقبلة، لهذا تصرّ الأمم المتحدة والمنتظم الدولي على المتابعة من أجل التوصل الى اتفاق في الأيام المقبلة، وعلى الأطراف المتحاورة أن تبعث رسالة قوية لمن يريد تقويض المسار السياسي بتغليب الخيار المسلح في ليبيا"، قال ليون. فبالتزامن مع اختتام الجولة الرابعة من مفاوضات الصخيرات، نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" يوم أمس تسجيلاً مصوراً يُظهر إعدام 28 شخصاً على الاقل، قال التنظيم الإرهابي إنهم إثيوبيون مسيحيون أعدموا في ليبيا بعدما «رفضوا دفع الجزية أو اعتناق الإسلام». كما قُتل 21 شخصاً على الأقل، معظمهم من القوات الموالية للحكومة الليبية في طبرق، في معارك شهدتها يوم الجمعة الماضي منطقتَا تاجوراء وفشلوم، شرق العاصمة طرابلس، والخاضعة لسيطرة قوات "فجر ليبيا".
وكالات
إضافة تعليق جديد