اندونيسيا ماضية في إعدام أجانب رغم التنديد الدولي
بدت اندونيسيا اليوم الأحد عازمة على المضي في تنفيذ أحكام بالإعدام في حق ثمانية أجانب بتهم تتعلق بتهريب المخدرات، رغم موجة متزايدة من الإدانات الدولية التي صدر آخرها عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وكانت السلطات الإندونيسية أبلغت أمس رسمياً المحكومين الثمانية، من استراليا والبرازيل ونيجيريا والفيليبين، بإعدامهم الوشيك رمياً بالرصاص، إضافة إلى سجين اندونيسي، فيما أرجئت إعدام فرنسي "مؤقتاً" بعدما صعدت باريس الضغط على جاكرتا.
ونقلت مجموعة المحكومين إلى سجن يخضع لإجراءات أمنية مشددة على جزيرة نوساكمبنغان، حيث ترسل اندونيسيا المحكومين بالإعدام، كما أفادت جاكرتا بأن تنفيذ الأحكام سيتم بحلول يوم الثلاثاء المقبل رغم عدم الإعلان رسمياً عن موعد محدد بعد.
وفشلت طلبات المدانين بالرأفة من الرئيس جوكو ويدودو الذي يتبع نهجاً متشدداً ضد مهربي المخدرات، ورفض التراجع عن الإعدامات رغم انتقادات دولية متزايدة.
وضم بان كي مون صوته إلى المناشدات بعدم إعدام المدانين، إذ قال متحدث باسمه إن "الأمين العام يناشد الرئيس جوكو ويدودو النظر بشكل عاجل في إمكانية إعلان تجميد تنفيذ عقوبة الإعدام في اندونيسيا بهدف إلغائها لاحقاً".
بدورها، جددت استراليا التي قامت بحملة ديبلوماسية لإنقاذ مواطنيها الاثنين في تلك المجموعة، إدانتها لأحكام الإعدام، وذلك على لسان وزيرة خارجيتها جولي بيشوب التي أكدت أن "لا مكاسب ستحقق، والخسارة ستكون كبيرة إذا ما أعدم الشابان الاستراليان".
وأضافت بيشوب: "مرة أخرى، أناشد رئيس اندونيسيا إعادة النظر في رفضه منح الرأفة. لم يتأخر الوقت لتغيير الموقف".
من جهتها، صعدت فرنسا الضغط على جاكرتا في الأيام القليلة الماضية، إذ حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من "العواقب" في حال إعدام الفرنسي سيرج عتلاوي.
كذلك، تعهدت البرازيل الضغط على اندونيسيا لعدم إعدام مواطنها رودريغو غولارتي لأسباب إنسانية، وقالت انه "يعاني من الفصام".
ورغم جميع المناشدات، لم تبد اندونيسيا مؤشرات تذكر على استعدادها للتراجع عن قرارها، ولمحت وزارة الخارجية إلى أن بيان الأمين العام للأمم المتحدة لن يغير مخططاتها.
وقال المتحدث باسم الوزارة أرمنثا ناصر "أخذنا علماً ببيان الأمم المتحدة، لكننا نلفت أيضاً إلى عدم صدور بيان مماثل عندما تم إعدام اندونيسيتين مؤخراً"، وذلك في إشارة إلى إعدام خادمتين اندونيسيتين في السعودية، مضيفاً أن "إعدامات نفذت مؤخراً في دول أخرى، ولم نر أي بيان للأمم المتحدة".
يذكر أنه تم إرجاء تنفيذ الإعدامات لأسابيع، وكانت اندونيسيا تعتزم تنفيذها في شباط الماضي، لكنها وافقت على انتظار البت في مناشدات قضائية بعد موجة احتجاجات دولية. غير أن إعلان أمس الأول يؤشر على أن السلطات ماضية في قرارها.
وفيما لم تعلن جاكرتا رسمياً بعد موعداً لتنفيذ الأحكام، قال محامو اثنين من المدانين، وهما فيليبينية وأحد النيجريين، إنهم ابلغوا بأن الأحكام ستنفذ الثلاثاء.
وقالت السلطات إنها تنتظر القرار المتعلق بطلب قدمه الاندونيسي الوحيد في المجموعة، والذي قد يصدر بحلول غد الإثنين.
وتوجه أقارب السجناء إلى بلدة سيلاكاب، التي تعد بوابة لنوساكمبنغان، بعدما أبلغت السلطات المدانين بان الأحكام ستنفذ قريباً.
ووصلت أسر الاستراليين، اندرو تشان وموريان سوكوماران المدانين بتهريب المخدرات، أمس السبت، لزيارة ولديهما، وتوجهوا الى نوساكامبنغان برفقة مسؤولي السفارة.
بدورهم، زار أقارب الفيليبينية ماري جين فيلوسو، وبينهم ابنيها (ستة أعوام و12 عاماً)، قريبتهم أمس واليوم.
وحث نائب الرئيس الفيليبيني جيجومار بيناي الذي يقود حملة لإنقاذ فيلوسو، بلاده على "عدم فقدان الأمل"، مشيراً إلى أن فريقها القانوني "قدم طلباً ثانياً للرأفة أمام المحكمة العليا".
وقال بيناي "سنواصل استخدام كل الوسائل المتاحة أمامنا".
وتطبق اندونيسيا قوانين من الأشد في العالم في مكافحة المخدرات.
وفي كانون الثاني الماضي، أعدمت جاكرتا ستة مدانين، بينهم خمسة أجانب، ما أثار احتجاجات دولية.
(أ ف ب)
إضافة تعليق جديد