المقداد: سوريا مستعدة لحلف يضم الصادقين بمكافحة الإرهاب
قال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إن سوريا ستواصل حربها المفتوحة على الإرهاب حتى اجتثاثه من كل التراب الوطني السوري وإعادة بسط سلطة الدولة، وذلك بالتفاهم مع حلفائها في روسيا وإيران وحزب الله، وفي الوقت نفسه الانفتاح والاستعداد لتطوير كل فرص إيجابية لحلف يضم الراغبين الصادقين بمكافحة الإرهاب على مستوى العالم والإقليم ومواصلة السعي إلى حل سياسي يفتح الباب لمصالحة وطنية.
وأكّد المقداد، في مقال له في صحيفة "البناء" اللبنانية، أنه "خلال أربع سنوات ونصف من الحرب على سوريا تقابل حلفان انقسم العالم بينهما الأول يملك المال والسلاح والأطماع ومتحرر من موازين القيم والأخلاق السياسية والثاني حلف لدول مستقلة تعمل وفقاً لمصالح شعوبها وتقيدها الأخلاق والقيم والمصالح الوطنية لشعوبها ومقدراتها محدودة".
وأشار المقداد إلى أن "الحلف الأول يملك خططاً جاهزة وإمكانات مرصودة بلا حدود والآخر يضع خططاً للكيفية التي سيتصرف بها وحدود المخاطر التي ستمس بشعوب بلدانه إذا انكفأ عن المواجهة وحدود الاستهداف الذي يطاول قراره المستقل إذا أصابه التردد وعندما يحسم خياراته ويحدد موقعه وقراره يصبح حلفاً يحتاج إلى تحديد حجم الموارد التي يستطيع رصدها للمواجهة .. وصولاً إلى امتلاك وصفة صناعة النصر".
وأضاف المقداد، " مع بداية الحرب على سورية أدركت القيادة السورية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية تواجه حرباً عالمية إقليمية كبرى وليقينها بمعرفتها بشعبها أدركت أن المبادرات الإصلاحية الجادة والصادقة ستعزل مشروع الحرب عن أي بيئة شعبية حاضنة يراهن عليها وأن الوقود الوحيد لمواصلة الحرب هو استجلاب التنظيمات الإرهابية من أصقاع الدنيا للقتال بالنيابة عن أصحاب قرار الحرب".
وتابع، "عندما تتحدث سوريا عن حلف مقابل حلف الحرب عليها تدرك أنه حلف غير موجود وأن عليها إنشاءه بالصبر والمثابرة والاستثمار على صمودها من جهة ووضوح الصورة بكل أبعادها من جهة أخرى واستنهاض وعي شعبها وقدراته من جهة ثالثة لكن في النهاية حددت سورية حلفاءها باختيارها وتقديرها وحساباتها".
وأكمل، "فتوجهت سوريا بثقل عملها الدبلوماسي نحو كل الدول المتمسكة بقيمة الاستقلال الوطني والتي تنبع قراراتها من مصالح شعوبها كدول مستهدفة بكسر الحلقة التي تمثلها سوريا في سلسلة الدول المستقلة والرافضة لسياسات الهيمنة والاستتباع وكل الدول المدركة لخطورة تنمية التنظيمات الإرهابية وتقديم التسهيلات لها رهاناً على استعمالها في تحقيق مصالح سياسية ضيقة وهو ما شكل جبهة واسعة من الدول والحركات السياسية على مساحة العالم".
وأوضح نائب وزير الخارجية والمغتربين ان سوريا "تتحدث بصورة مباشرة عن مثلث يتقدم هذه الجبهة العالمية يضم روسيا كدولة رائدة في مفهوم الاستقلال الوطني وإيران الدولة المستقلة الصاعدة إقليمياً بقوة خيارها الاستقلالي وحزب الله القوة الشعبية التي تمثل روح المقاومة العربية التي تملك إرادة الاستقلال الوطني وتعبر عنها".
وأشار المقداد إلى أن سوريا "أدركت أن الاستثمار على عناصر القوة في هذا الحلف يبدأ من كونه حلف الصدق والمصداقية والأخلاق ومصالح الشعوب وقرارها المستقل وبالتالي تحويل هذه العناصر التي يراها معسكر الأعداء نقاط ضعف في سوريا وحلفائها إلى أسباب مضاعفة للقوة".
وبين المقداد أن "الذين تورطوا في الحرب على سوريا بدؤوا يرون اليوم في موسكو محجة لهم ويقدمون على كرسي الاعتراف فيها وأمام قادتها شهاداتهم بالقلق من تمدد خطر الإرهاب إلى بلدانهم ويستشعرون أن سوريا تخوض الحرب بالنيابة عنهم وعن العالم حتى لو لم يعترفوا بذلك وتتقدم موسكو لملاقاتهم بمبادرة لحلف في وجه الإرهاب".
وتابع، "هذا يفرح سوريا بأن يكون صمودها وحسن إدارة شؤون الحرب والأدوار فيها قد أوصل الذين تورطوا بالحرب إلى موسكو ويفرحها أيضا أن يكون الحل في سوريا أساسه مبادرة روسية كانت أول من اطلع على تفاصيلها وأول من بارك وانفتح على مضامينها تأسيساً على الثقة بصدق نوايا وصوابية منهج صاحبها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديق سوريا ورئيسها وشعبها".
وأضاف المقداد، "إن سوريا المنفتحة بكل إيجابية على هذه المبادرة تنتظر اليوم لترى الأفعال التي تترجم معنى استشعار خطر الإرهاب بوقف هذه الدول لكل أشكال التمييز بين الإرهابيين والكف عن العبث بالرهان على استخدامهم في وجه سوريا وإيقاف كل أشكال التسهيلات الممنوحة لهم مالاً وسلاحاً وإعلاماً وملاذاً آمنا"
ولفت المقداد إلى إن سوريا بالتفاهم مع حلفائها في روسيا وإيران وحزب الله على مساحة العالم "ستواصل في آن واحد حربها المفتوحة على الإرهاب حتى اجتثاثه من كل التراب الوطني السوري وإعادة بسط سلطة الدولة وجيشها وأجهزة أمنها وحدها فوقه وفي الوقت نفسه الانفتاح والاستعداد لتطوير كل فرص إيجابية لحلف يضم الراغبين الصادقين بمكافحة الإرهاب على مستوى العالم والإقليم".
كما ستواصل السعي إلى "حل سياسي يفتح الباب لمصالحة وطنية ويوسع القاعدة الشعبية لمكافحة الإرهاب لتضم المعارضة الوطنية بكل مكوناتها وتطوير المبادرات الديمقراطية التي تنطلق من الدستور السوري وتمنح مؤسساته المزيد من مصادر القوة الشرعية والشعبية وتجعل الدولة بمؤسساتها الإطار الجامع لكل المكونات التي يتشكل منها الشعب السوري".
وكالات
إضافة تعليق جديد