«النصرة» تعيد الفوعة وكفريا إلى «دائرة النار»
في وقت تتابع فيه قوات الجيش السوري والمقاومة اللبنانية تقدمها في الزبداني، وبالتزامن مع ارتفاع وتيرة القصف اليومي لريف دمشق، أعلنت عدة فصائل متشددة في بيان بدء ما أسمته «معركة لهيب الشمال»، التي تستهدف بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين منذ سقوط إدلب بيد «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة النصرة». البيان الجديد الذي أصدرته الفصائل «الجهادية» التي تقودها «جبهة النصرة» تضمن الإعلان عن استهداف البلدتين اللتين تضمان نحو 40 ألف مدني بأكثر من 100 قذيفة في اليوم الواحد «نصرة للزبداني ودوما»، وفق البيان.
وبالرغم من هدوء جبهات القتال في محيط القريتين، خلال اليومين الماضيين، وسط سقوط عدة قذائف، إلا أن مصدرا أهلياً في الفوعة شدد على أن القريتين أصبحتا على «حافة الكارثة الإنسانية»، بسبب القصف العنيف الذي طالهما خلال الفترة الماضية من جهة، وبسبب النقص الكبير في المواد والمؤن الغذائية، رغم قيام مروحيات الجيش السوري برمي المواد الغذائية بشكل دوري».
وأوضح المصدر خلال اتصال هاتفي أن «سكان القريتين يعيشون في الملاجئ، الطائرات ترمي الخبز والذخيرة بين حين وآخر، إلا أن هذا الخبز لا يكفي، كما أن الأراضي التي كان يقتات عليها السكان أصبحت خارج سيطرة قوات الدفاع عن القريتين، أو في مناطق مقنوصة».
ويأتي التصعيد الجديد في وقت تشهد فيه جبهات منطقة الغاب حالة «ستاتيكو» بعدما تمكن الجيش السوري من تثبيت مواقعه في معظم تلال المنطقة، وسط قصف متواتر يستهدف مواقع تمركز مسلحي «جيش الفتح»، في حين يتابع الجيش السوري والفصائل التي تؤازره العملية العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي والتي تهدف الى السيطرة على منطقة جب أحمر المرتفعة، والمطلة على سهل الغاب. وفي هذا السياق ذكر مصدر ميداني أن الأحوال الجوية ساهمت بتعقيد العملية بعض الشيء، موضحا أن الضباب في هذه المنطقة تسبب ببطء حركة قوات الجيش والفصائل المؤازرة له.
وفي هذا السياق، رأى مصدر ميداني أن إعلان الفصائل «الجهادية» عن موجة الاستهدافات الجديدة يأتي في محاولة للبحث عن حلقات ضعيفة يمكنها أن تكسرها، خصوصا أمام تقدم الجيش الكبير في سهل الغاب، وزيادة الضغط على الفصائل في ريف اللاذقية. كذلك لم تعلن الفصائل أنها ستحاول اقتحام البلدتين، الأمر الذي رأى فيه المصدر دليلا على مدى «قوة العناصر المدافعين عن القريتين، يمكن للمسلحين أن يستهدفوهما بالقذائف عن بعد، إلا أن اقتحامهما أمر شبه مستحيل»، وفق تعبيره.
إلى ذلك، تعرض مطار أبو ضهور العسكري في ريف اللاذقية لاستهداف بعدة قذائف، تبعتها محاولة تسلل تصدت لها حامية المطار. وفي وقت أعلنت فيه بعض وسائل الإعلام المؤيدة للفصائل «الجهادية» أن المسلحين تمكنوا من اختراق سور المطار، نفى مصدر عسكري هذه الأنباء، مؤكداً أن المطار ومحيطه مؤمنان بشكل كامل، وأن القوات الموجودة في المطار تصدت لمحاولة المسلحين، مشدداً على أن هذه الأنباء هدفها «خلق انتصار وهمي»، وفق تعبيره.
وفي حلب، هز تفجيران عنيفان المدينة الهادئة نسبيا، تبين أن سببهما تفجير نفقين مفخخين في منطقة جمعية الزهراء كان الهدف منهما تفجير مواقع للجيش تمهيدا لاقتحامها. وبحسب مصدر ميداني فإن التفجيرين انحصرا تحت الارض وتسببا بهزة شعر فيها سكان المدينة من دون أن يؤديا إلى أية أضرار تذكر. ويبدو أن التفجيرين كان هدفهما التمهيد لهجوم لمسلحي «جبهة النصرة» الذين ينشطون على هذا المحور إلا أن فشل التفجيرين أدى إلى فشل الهجوم.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد