قاعدة حميميم: العرض الجوي مستمر والعين على كويرس
ليلاً، يدوي صوت المقاتلات الروسية الحديثة مقلعة من مطار حميميم العسكري. فجأة تحول هذا المطار من قاعدة مدنية بسيطة إلى أكبر محطة انطلاق عسكرية لعشرات المقاتلات المتطورة، لا تضاهيها قاعدة انجرليك التركية. في حي التضامن على أطراف مدينة جبلة جلست أحصي المقاتلات والمروحيات الروسية، أراقبها بسهولة وبالعين المجردة دون أدنى عناء كما آلاف السوريين المقيمين في المناطق القريبة من قاعدة حميميم. يشعر المرء أحياناً وكأنه في عرض عسكري أو مناورات جوية، بث مباشر لـ اللحظات الأولى للمقاتلات الجوية الروسية تنطلق ثم تستدير نحو وجهتها. من الواضح أن الروس رفعوا عدد مقاتلاتهم في الأيام الأخيرة بشكل ملحوظ، كان بإمكاني تمييز السوخوي 34 عن شقيقتها سو 24 ، عن مقاتلة الميغ 31 ومشاهدة الصواريخ والقنابل التي تحملها وتعبُر فق البناء السكني حيث كنت. أحيانا يخرج سرب من ثلاث مقاتلات في لحظة واحدة وأحياناً أخرى تنطلق عشر مقاتلات بفارق زمني لا يتعدى الدقيقتين بين الواحدة والأخرى. مروحيات الصياد الروسية الفتاكة تبدو أقرب إلى الأرض. MI28 وmi24 ثلاثة مروحيات منها مرت فوق الكورنيش البحري لمدينة جبلة عصر يوم الخميس عائدة من مهمة قتالية. كلما زادت حمولة السوخوي من الصواريخ والقنابل كلما على صوتها أكثر.
المقاتلات السورية تنطلق هي الأخرى من مطار حماه العسكري وسط البلاد، ثمة تسخين لمختلف جبهات القتال السورية، دمشق رفعت عديد خبرائها الجويين داخل غرفة العمليات المشتركة نظراً لارتفاع عدد المقاتلات السورية والروسية المشاركة في الغارات ضد التنظيمات المتشددة ما يفرض زيادة في مستوى التنسيق داخل المجال الجوي السوري المزدحم بالمقاتلات والمروحيات الحربية. لا يشعر الخبراء والضباط والطيارون الروس بالغربة وهم ينفذون مهام عسكرية قتالية من داخل الأراضي السورية، ثمة علاقة قديمة عسكرياً بين دمشق وموسكو، مئات الضباط السوريين من مختلف الاختصاصات يجيدون اللغة الروسية وقد نالوا علومهم العسكرية في روسيا.
الغارات الروسية الكثيفة منذ عصر الخميس والجمعة تركزت في محيط مطار كويرس بريف حلب الذي يحاصره تنظيم داعش. أغلب الظن أن خرقاً كبيراً سيتحقق في الساعات القادمة لفك الحصار عن القوات السورية الموجودة بداخله منذ أشهر.
كامل صقر ـ القدس العربي
إضافة تعليق جديد