«نيويورك تايمز»: كلّ الأسباب موجبة لمشاركة إيران
سلّم معظم الإعلام الأميركي بـ«ضرورة حضور إيران في مؤتمر فيينا» و«أهمية مشاركتها في أي مفاوضات بشأن الأزمة السورية». الإعلام الغربي الذي طالما أبلس الدور الإيراني في سوريا (في السياسة وعلى أرض المعارك) اعترف أخيراً بأنه لا حلّ سياسياً من دون أن تشارك الجمهورية الإيرانية بوضع أسسه.
ومن أبرز المواقف الإعلامية التي سجّلت بعد إعلان إيران قبولها الدعوة للمشاركة في «فيينا»، كانت افتتاحية «ذي نيويورك تايمز» الأميركية، بعنوان «الدور الإيراني في الأزمة السورية». الافتتاحية رأت أن انضمام إيران الى طاولة «فيينا» يعني أن «كلّ اللاعبين الأساسيين في تحديد مستقبل سوريا سيجلسون معاً للمرة الأولى ليدرسوا حلّاً سياسياً للأزمة السورية». افتتاحية «تايمز» تشير الى أن أحد أسباب فشل المؤتمرات السابقة حول سوريا والتي جمعت الولايات المتحدة وروسيا والأوروبيين «يعود الى رفض إشراك إيران فيها». «تايمز» تبرر هذا الاستبعاد بالقول إن «الولايات المتحدة التي لم تكن لديها أي علاقات دبلوماسية مع إيران كانت تركّز على مسألة الاتفاق النووي»، وتتابع «ولكن بعدما أُنجز الاتفاق، هناك كلّ الأسباب التي تدعو الى إدخال إيران في الملف السوري... وخصوصاً بعد التدخل العسكري الروسي الى جانب (الرئيس بشار) الأسد والذي عقّد الأمور».
«نيويورك تايمز» لفتت الى أن المملكة السعودية هي الوحيدة التي «لن تكون مسرورة بمشاركة إيران»، وهنا استعادت الصحيفة أبرز أسباب الخلاف بين الطرفين، والتي كررها الإعلام الأميركي منذ بداية الأزمة. ولكن الافتتاحية تضيف إنه «إذا ما وضعنا السعوديين جانباً، فإن معظم المشاركين في فيينا سيكونون سعداء بتحقيق تقدّم في رسم إطار مرحلة انتقالية من حكم الأسد الى حكومة أوسع وأشمل».
«تايمز» لا تعلّق آمالاً كبيرة على نتائج مفاوضات فيينا ولا تدعو الى تفاؤل صريح، لكنها تختتم افتتاحيتها بالقول إنه «لا أحد يعلم ماذا ستفعل إيران، لكن لديها فرصة كبيرة لإحداث فَرق في سوريا» وإن «فيينا ستكون بمثابة اختبار لما إذا كانت طهران تريد لعب دور بنّاء في المنطقة وإنهاء حرب الأسد المدمّرة».
وحول مستقبل الرئيس السوري، أكّدت كارين دي يونغ في تقرير في «ذي واشنطن بوست» أن «واشنطن وموسكو متفقتان على أن لا يطرح مستقبل الأسد على طاولة فيينا حتى الآن». دي يونغ تشير الى أن الاختلاف الروسي ــ الأميركي حول «كيفية إنهاء المرحلة الانتقالية أي برحيل الأسد أم بقائه، لا يجب أن يعرقل بدء المفاوضات بين الطرفين». «بوست» شرحت أنه بعد الاجتماع المصغّر الأسبوع الماضي، أعربت موسكو عن «عدم اهتمامها بالمضي قدماً في المفاوضات إذا لم تُدعَ طهران الى فيينا».
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد