مؤتمر لقوى معارضة في الداخل تحت شعار «صوت الداخل»..والمشاركون فتحوا النار على مؤتمر الرياض
عقدت أمس قوى معارضة في الداخل مؤتمراً بدمشق تحت شعار «صوت الداخل» أبرز ما ميز مجرياته الفوضى التي عمت خلاله، وذلك بالترافق مع مؤتمر الرياض الذي يشارك فيه ممثلون لقوى سياسية معارضة، وممثلون عن تنظيمات مسلحة تقاتل في سورية.
وعلى حين ندد مشاركون في مؤتمر دمشق، بمؤتمر الرياض والمشاركين فيه، اعتبر آخرون أن مؤتمر دمشق «مجرد بروبغندا إعلامية لن يقدم ولن يؤخر».
وشارك في مؤتمر دمشق الذي عقد بفندق الشيراتون من 15 إلى 17 تياراً وهيئة وحزباً من أبرزها «حزب التضامن، حزب سورية الوطن، حزب الشباب الوطني السوري، حزب الشباب للعدالة والتنمية، وهيئة العمل الوطني الديمقراطي»، وذلك بحضور ممثلين عن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في دمشق.
و على هامش المؤتمر، قال حمود الجرماني ممثل عن حزب الشباب السوري «هذا المؤتمر هو مؤتمر المعارضة الحقيقي.. ولا علاقة لأي مؤتمر يعقد بالخارج بسورية ولا يمثل السوريين»، مشدداً على أن الذي يمثل سورية هو من «في سورية ولا يضع يده في يد إسرائيل وأعوانها».
وقال الشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم أمين عام حزب الشعب، إن عقد مؤتمر دمشق بالترافق مع مؤتمر الرياض جاء للتأكيد على أنه «لا يمثل المجتمع السوري إلا من هم داخل سورية ولن نقبل بهذه الضغوطات لفرض أسماء علينا من هنا وهناك». وأضاف «المؤتمر رسالة إلى مؤتمر الرياض وغيره من المؤتمرات التي تعقد في الخارج وتغيب من في الداخل سنؤكد لهم أننا الصوت السوري أننا من يمثل الشعب أننا المعارضة الوطنية الحقيقية وأنتم لا تمثلون إلا أسيادكم». وتابع «السعودية دعت أزلامها ومن يمثلها ويمثل مصالحها من أحرار الشام وجيش الإسلام وغيرها ممن سفكوا الدم السوري فهي دعوة للإرهابيين الداعشيين وان كانوا بمسميات أخرى». واعتبر الملحم أن مؤتمر الرياض «ليس منبثقاً عن اجتماع فيينا الذي ينص على مساعي لتوحيد المعارضة السورية لكن المجتمعين في الرياض مسلحون»، متسائلاً: هل يريدون غسيلهم كما يغسلون الأموال؟.. لا نريد مثل هؤلاء.. نحن لا نفرقهم عن داعش».
وبدوره عضو المكتب السياسي لحزب التنمية الوطني عبد السلام سلامة اعتبر لـ«الوطن»، أن مؤتمر دمشق «مبدئياً ضربة لمؤتمر الرياض»، متوقعاً حصول تواصل بين المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا مع المشاركين بمؤتمر دمشق، في حين قال أمين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي محمود مرعي لـ«الوطن»: «سنرسل رسائل بأسماء معارضي الداخل إلى الخارجية الروسية وإلى المبعوث الأممي، ولم ننسق مع دي ميستورا حول عقد هذا المؤتمر رغم أننا على تواصل مستمر معه».
من جانبه وصف سفير السلام العالمي فارس المطائي الذي ذكر وهو يتحدث لـ«الوطن» أنه يتحدث باسم الأمم المتحدة، المشاركين في مؤتمر الرياض بأنهم «مجموعة السيرك السوري» معتبراً أنهم «لا يملكون أي قاعدة شعبية في الداخل ويسيرون خلف أموال خارجية وأمور شخصية ليس لها علاقة بمصلحة الشعب السوري والحكومة السورية»، مشدداً على أن «كل من يجتمع مع إرهابي هو إرهابي إضافة».
وبخلاف الآراء السابقة قال سمير هواش من التيار الوطني السوري «أنا مدعو إلى المشاركة في مؤتمر دمشق وجئت إليه فقط للقاء الأصدقاء وإذا كان هناك خلاف في الرأي فيبقى الجميع أبناء وطن واحد وبالنهاية لدينا هدف واحد وهو الحفاظ على الوطن».
وأضاف: «أما بالنسبة للمؤتمر بحد ذاته وبرأيي هو مجرد بروبغندا إعلامية لن يقدم ولن يؤخر، فهذا المؤتمر تم التحضير له على عجل، وأنا أراه رداً على مؤتمر الرياض ولن يقدم ولن يؤخر في شيء».
ورأى هواش أن العمل السياسي يفرض أن يكون الجميع مستفيقاً قبل سنة وسنتين لهذا الأمر لتوحيد كلمة المعارضة الوطنية الداخلية ليكون لها وزن ليكون لها كلمة، في حين رأينا في السنتين الماضيتين كل يغني على ليلاه».
وقال: «هذا المؤتمر ما الفائدة منه، إلا إعلامياً.. ما نتائجه، هل سينتج وفداً تقبل به مجموعة فيينا ويخرج ليفاوض الحكومة السورية، بالطبع لا لأن فيينا لها أسس واضحة وصريحة ووافق عليها الروس والإيرانيون والأميركان والأوروبيون، وكلفوا السعودية أن ترعى مؤتمراً للمعارضة ووضع لائحة يخرج منها بمؤتمر الرياض بأشخاص هي تفاوض الحكومة».
وأضاف: «نحن اليوم وفي هذا المؤتمر لو خرجنا بلائحة وقلنا بأنها ستفاوض الحكومة.. من سيأخذ بها؟ فإذا كانت الحكومة السورية ستأخذ بها لمفاوضتها هنا لا بأس بذلك، لكن نحن نعلم أن الحكومة السورية من أعلى رأس هرم في السلطة إلى أصغر موظف كل من يتكلم عن أي أحد من المعارضة الداخلية يقولون من هو ومن وزنه.. يعني أن الحكومة السورية غير معترفة بكل الموجودين أو بالأحرى السلطة السورية غير معترفة بكل الموجودين».
من جانبه أكد مسؤول الإعلام في السفارة الاندونيسية بدمشق أدخلني مدخل صدقي لـ«الوطن»، «الحاجة لهكذا مؤتمرات على الدوام، وان كل المداخلات كانت إيجابية من حيث إيجاد حل سياسي للازمة ورفض التدخلات الخارجية». وقال «موقفنا يساعد ويدعم الحكومة السورية ولا يمكن لأندونيسيا أن تترك سورية في أزمتها».
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وصف اليان مسعد من «هيئة العمل الوطني السوري» في كلمة له مؤتمر الرياض بأنه مؤتمر «خياني طائفي»، ويعقد «خدمة ليهودية الدولة». وقال: «لماذا لاء كبيرة للرياض لأنهم طائفيون ومذهبيون…».
من جانبه أكد الملحم في كلمته «أن المؤامرات التي تواجه سورية منذ خمس سنوات والهادفة إلى النيل من وحدة أرضها وشعبها لم تزد الشعب السوري إلا صلابة وتمسكا بوحدته الوطنية».
ورأى الملحم أن «هدف بعض المؤتمرات المدعومة من دول إقليمية ودولية والتي تدعي تمثيلها للشعب السوري كمؤتمر الرياض أن تنال من سورية وتنفذ ما لم تستطع تحقيقه الحرب الضروس على مدى خمس سنوات» قائلاً: «لن نسمح لأحد بأن يمثل الشعب السوري في الخارج أو أي محفل دولي إلا من كان في سورية ويساهم في الدفاع عنها».
بدورها أمين عام حزب سورية الوطن مجد نيازي رأت أن «القوى الوطنية المجتمعة اليوم في المؤتمر تختلف برؤيتها للأمور لكنها تجتمع على الثوابت الوطنية».
وقالت: «نرفض أي مؤتمر وحل لا يفضي إلى تطلعات جزء كبير من الداخل السوري وأي قرارات صادرة عنها تعبر عن رأي جزء صغير من الداخل أو رغبة دول لم تكن يوماً حيادية من الأزمة في سورية» معتبرة أن الشعب السوري قادر على إنتاج حل ينقذ الوطن.
أمين عام حزب التضامن محمد أبو القاسم أكد أن ما يجمع القوى اليوم هو الوطن والحفاظ عليه، مبيناً أن حزب التضامن يقف مع كل القوى والأحزاب للوصول إلى حل سياسي سلمي يحقق تطلعات الشعب السوري.
من جهته ألقى دبلوماسي في السفارة الإيرانية كلمة باسم البعثات الدبلوماسية التي حضرت المؤتمر أكد فيها أن استكمال العملية السياسية في سورية هو من أبرز توجهات السياسة الإيرانية، وان سياسة بلاده تقوم على احترام مطالب الشعب السوري في تقرير مصيره وان أي تغيير يجب أن يكون بأيدي السوريين وحدهم.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد