بدء عملية التطبيع بين المعارضات السورية لتشكيل وفد المفاوضات مع الحكومة
أعلن عضو المكتب السياسي لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» منذر خدام أن اجتماع «الهيئة العليا للمفاوضات» اليوم يهدف إلى تشكيل وفد المعارضة لمفاوضات جنيف التي يفترض أن تجري في 25 الجاري.
وقال خدام: «إن مهمة اجتماع الرياض تشكيل الوفد» المعارض، لافتاً إلى أنه وحتى الآن «لم يتم تشكيل هذا الوفد بصورة رسمية».
ومن المقرر أن تعقد «الهيئة العليا للتفاوض» المنبثقة عن مؤتمر الرياض اجتماعها الأول اليوم الأحد في العاصمة السعودية، للبحث في ترتيبات عملية التفاوض، على أن تجتمع في اليوم التالي في الرياض أيضاً مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا. وتبقي الهيئة اجتماعاتها مفتوحة حتى 21 الجاري، أي قبل أربعة أيام من مفاوضات جنيف.
وأوضح خدام أن أعضاء هيئة التنسيق في «الهيئة العليا للمفاوضات» ستشارك في اجتماعي الأحد والإثنين.
وحسب وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، فإن بعض أطراف المعارضة، التي لم يتم تمثيلها في مؤتمر الرياض ولم يتم ضمها لـ«الهيئة العليا للمفاوضات»، تسعى مع أطراف دولية ليشارك في مفاوضات جنيف المرتقبة وفدان يمثلان المعارضة السورية بدلاً من وفد واحد.
وترى هذه الأطراف أن وفد المفاوضات الذي ستختاره «الهيئة العليا للمفاوضات»، سيكون «وفداً ضعيفاً» ولا يمثل كامل المعارضة السورية، لذلك اقترحت هذه الأطراف على المبعوث الأممي وعلى غيره من ممثلي الدول الكبرى أن يكون هناك أكثر من وفد للمعارضة السورية في المفاوضات. وترغب تلك الأطراف في أن يقوم دي ميستورا أثناء المفاوضات بالاستماع لرأي وفدي المعارضة كل على حدة ويبحث عن نقاط التقاطع والتوافق المتبادلة بين المعارضة قبل أن ينقل هذه التقاطعات المتفق عليها لوفد الحكومة السورية. ووفق متابعين لهذا الملف، فإن هذه الأطراف ستحاول الاجتماع بالمعارضة قبل المفاوضات وتحاول الاتفاق على وفد تفاوضي موحّد معها، وإن فشلت في إقناعها بذلك فإنها ستمضي في مشروعها هذا الذي تقول إنها حصلت على دعم من المبعوث الأممي ومن مسؤولين روس.
وقال خدام: «سمعت بذلك ونحن في هيئة التنسيق ندعم انضمام ممثلين عنها (التيارات التي لم تمثل في مؤتمر الرياض) إلى الهيئة العليا للمفاوضات وقد أرسلنا كتاباً بهذا الخصوص إلى دي ميستورا».
وإن كان لديه معلومات عما يحمله دي ميستورا إلى اجتماع الإثنين قال خدام: «دي ميستورا مكلف بتشكيل وفد المعارضة.. وعندما نلتقي به نعلم ما بجعبته».
ورداً على سؤال إن كانت هيئة التنسيق متفائلة باجتماعات جنيف المقبلة قال خدام: «ينبغي أن نتفاءل. الظروف كلها تغيرت».
من جهته وحسب تقارير صحفية أوضح سفير الائتلاف المعارض في باريس والناطق الرسمي باسم «الهيئة العليا للمفاوضات»، منذر ماخوس أن اجتماع الهيئة الأحد «سيبحث التطورات التي حصلت أخيراً على الساحة السورية، والتحضير للمفاوضات وإعداد الوثائق والبرامج والاتفاق على سياسة التفاوض، ووضع آلياتها ليكون الوفد جاهزاً وملماً بكل التفاصيل».
وكشف ماخوس أن دي ميستورا «سيحمل إلى لقائه مع الهيئة رسالة روسية تحمل مقترحات من أجل إضافة أسماء إلى وفد المعارضة المفاوض». وقال: «المعارضة شكلت وفدها وهي سيدة نفسها ولن تقبل بأي إضافات أخرى»، مشيراً إلى أنه لا يحق لموسكو ولا دي ميستورا أو غيرهما التدخل في تشكيل وفد المعارضة، كما أنه لا يحق للمعارضة التدخل في تشكيل وفد النظام.
ولم يخف ماخوس أن دي ميستورا سيبحث مع «الهيئة العليا للمفاوضات» في آلية التفاوض، وتسويق اقتراح يقضي بتشكيل أربع لجان، هي لجنة أمنية ولجنة سياسية ولجنة إعادة الإعمار ولجنة إدارية. وقال: «نحن نتحفّظ على هذه الآلية لأنها ستطيل عمر الأزمة.. ونحن نصرّ على أن تبدأ المفاوضات بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحية، وهذا ما نصرّ عليه، ولن نقبل بمفاوضات مفتوحة تستمر مع سياسة تدمير سورية». وبدا الناطق باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» غير متفائل بأي نتيجة إيجابية للعملية التفاوضية.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد