اختبار بالستي جديد لإيران: قدراتنا الصاروخية خط أحمر
اختتمت إيران، أمس، مناورات «اقتدار الولاية»، بإطلاق صواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، في تجربة هي الثانية لها منذ توقيع الاتفاق النووي في تموز الماضي، وتأتي بعد حوالي أسبوعين من انتخابات حقق فيه الإصلاحيون مكاسب مهمة في مجلسي الشورى والقيادة، مؤكدة أن قدراتها الدفاعية خط أحمر، وأن أخطر التهديدات تأتي من اسرائيل.
وفي أول تعليق بعد الإعلان الإيراني عن المناورات، اعتبرت واشنطن أنه «إذا تأكدت تقارير عن أن طهران أجرت تجارب جديدة لصواريخ بالستية، فإننا نعتزم طرح المسألة على مجلس الأمن الدولي والضغط من أجل رد مناسب».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر «نحن نتابع التقارير الإيرانية عن كثب»، وأن التجارب «لن تشكل انتهاكاً للاتفاق النووي، ولكننا سنواصل تطبيق أدواتنا الأحادية بحزم للتصدي لمخاطر برنامج إيران الصاروخي».
وفي تحد جديد للعقوبات الأميركية التي فرضت عليها إثر تجربتها البالستية الأولى بعد الاتفاق النووي، أكدت طهران أمس أن مسألة الأمن الصاروخي متوافق عليها من قبل جميع المسؤولين الإيرانيين، مجددة تصميمها على تطوير قدراتها الصاروخية، والتقليل من أهمية أي مساع أميركية لعرقلة نشاط الحرس الثوري.
وأكدت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن صواريخ بالستية موجهة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى أطلقت من مواقع عدة لإظهار «الجهوزية التامة لمواجهة أي تهديد» لسيادة البلاد، بإشراف «الحرس الثوري» و«القوة الجوفضائية».
وأكد التلفزيون الإيراني الرسمي وموقع «الحرس الثوري» الرسمي أن الحرس «اختبر إطلاق عدد من الصواريخ البالستية من منصات إطلاق في مناطق متفرقة من البلاد».
وبحسب الموقع، فقد رفعت المناورة شعار «استعراض الاقتدار والأمن المستدام في ظل الوحدة والانسجام والوفاق والتفاهم»، وهي تسعی إلى إظهار قوة الردع الإیرانیة، واستعداد إيران على كل الأصعدة للتصدي لأي تهدید ضد الثورة الإسلامیة والنظام».
وقال قائد «القوة الجوفضائية» التابعة لـ«الحرس الثوري» العميد امير علي حاجي زادة إن المناورات اشتملت في يومها الأخير على «إطلاق صواريخ بمدى ألفي كيلومتر، وكذلك صواريخ من صوامع تحت الارض دمرت أهدافاً على بعد 700 كيلومتر»، وأنه «تم خلال الايام الماضية إطلاق طيف متنوع من الصواريخ، ومنها بالستية بمدى ألفي كيلومتر و800 و500 و300 كيلومتر».
وشدد حاجي زادة على ان المناورات تشكل «رسالة واضحة موجهة لنظام الهيمنة والاستكبار وأعداء الثورة والنظام والشعب الايراني».
وأضاف ان «أعداءنا الرئيسيين، الاميركيين الذين يشتكون من قدراتنا الصاروخية، والذين أطلقوا مرحلة جديدة من الحظر الصاروخي على الجمهورية الإسلامية الايرانية ويسعون لإضعاف قدرات البلاد الصاروخية وقوتها الدفاعية وتهديد أمنها القومي، عليهم أن يعلموا أن أبناء الشعب الايراني في الحرس الثوري وسائر القوات المسلحة والمدافعة عن الثورة والبلاد، لن يعطوا فرصة لأحد وسيقفون في وجه أطماعهم التوسعية».
من جهته، أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري الذي حضر المراسم الأخيرة للمناورات أن «الاقتدار الدفاعي والامن القومي للبلاد خطنا الاحمر ولن نساوم عليه»، محذراً «أعداء الثورة الاسلامية وأمن المنطقة» بأن عليهم «أن يخشوا من هدير صواريخ الحرس الثوري».
وأضاف أن المسؤولين الإيرانيين «متفقون على أن قدراتنا الصاروخية خط أحمر»، وأن «أكثر التهديدات التي تستهدف الجمهورية الاسلامية تأتي من جانب الصهاينة»، وان مدى «معظم صواريخنا يصل الى الكيان الغاصب للقدس».
وكانت إيران قد أجرت في 11 تشرين الاول الماضي التجربة الاولى على صواريخ «عماد» البالستية، تبعها بعد أسابيع بث مشاهد غير مسبوقة لمنصات لإطلاق الصواريخ تحت الارض، كما بثت منصات لصواريخ «عماد» في مرة لاحقة أيضاً. وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها الصاروخي بعد يوم واحد على دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ ورفع العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
واعتبرت لجنة تابعة للأمم المتحدة اقترحتها خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في كانون الأول الماضي ان التجارب تنتهك قرارات سابقة تهدف الى منع ايران من تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، رغم تأكيد طهران ان صواريخها لن تصمم لحمل هذه الرؤوس.
ونتيجة للعقوبات الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، أضافت وزارة الخزانة الأميركية خمسة ايرانيين ومجموعة شركات لديها مقار في دولة الامارات والصين، الى لائحة عقوباتها.
إلى ذلك، عقد مجلس خبراء القيادة الإيراني المنتهية ولايته أمس جلسته الأخيرة برئاسة محمد يزدي الذي لم يتمكن من الفوز بعضوية المجلس الجديد الذي سيعقد أولى جلساته في أيار المقبل.
وأقر يزدي ، بهزيمته الانتخابية، معرباً عن «ارتياحه» لنتائج الاقتراع الذي نظم في 26 شباط الماضي، معتبراً ان هذه «النتائج قانونية ويجب علينا الالتزام بالقانون الذي نضعه فوق كل شيء».
وكالات
إضافة تعليق جديد