عودة الأهالي إلى أحياء القتال في بنغازي
مع عودة بعض عائلات النازحين إلى بيوتهم بدأت الروح تعود مجدداً إلى منطقة الليثي في مدينة بنغازي التي تعرضت لقصف شديد جعلها تبدو كمدينة أشباح.
فبعد ما يزيد على عام على فرار ألوف العائلات من المنطقة في أعقاب سيطرة متشددين إسلاميين على حي الليثي، بدأ السكان يعودون تدريجياً الى بيوتهم بعد أن طرد الجيش الليبي المتشددين واستعاد السيطرة على المنطقة.
وتقاتل قوات حكومية منذ فترة طويلة جماعات إسلامية وأُخرى مسلحة في بنغازي، في ما يعتبر أحد أشرس المعارك في الصراع الذي تفجر في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي.
وحقق الجيش تقدما كبيرا في الآونة الأخيرة في عدة مناطق في بنغازي بما فيها منطقة الليثي.
وعلى الرغم من الحجم الهائل للدمار الذي لحق بالمنازل والمحال التجارية، فان سكان منطقة الليثي سعداء للغاية بالعودة لبيوتهم.
ويقول عائد يُدعى محمد الغرياني، إن "الفرحة لا توصف حتى أصبح عندي حالة من الارتباك أو حالة نفسية. مش مصدق ولكن لما ردينا الحمد لله رب العالمين لقينا الحوش (البيت) قد تم قصفه من الطيارة ولكن فداء البلاد وفداء الشباب اللي عدوا (الشهداء)".
ويضيف عائد آخر يُدعى وليد الشاعري: "الحمد لله رب العالمين إحنا لقينا الحوش محروق لكن مش مشكلة. الردة خير من مئة ألف حوش وحوش يعني. الواحد ما صدق رد لجيرانه ولأهله ولأصحابه. لنا عام ونحن في معاناة وبالإيجار والحمد لله. ورجعنا وبدأنا تنظيف في العفن وتكسير وخلاص.. وبنديره".
ويتجول آمر تحريات القوات الخاصة فضل الحاسي في شوارع المنطقة مع والدة الجندي سالم النيلي الذي لاقى حتفه أثناءالمعارك، راوياً حكايته والظروف التي أحاطت بمقتله.
يوضح الحاسي أنه جرى تطهير المنطقة من المتفجرات والألغام قبل السماح بعودة السكان لها.
ويقول: "طبعا تم رجوع عدد كبير من سكان منطقة الليثي بعد دخول الهندسة العسكرية وخبراء المتفجرات وتفتيش المنازل وأماكن المدارس ومؤسسات الدولة في هذه المنطقة. الحمد لله نتمنى من المجلس البلدي والحكومة أن يسرعوا بتوصيل الكهرباء لهذه المنطقة حتى يتسنى للمواطن أن يرتاح في بيته من معاناة الإيجار".
ومنذ العام 2014 تتنافس على إدارة شؤون ليبيا حكومتان إحداهما في مدينة البيضاء، شرق البلاد، والأخرى في طرابلس.
واستغل متشددون إسلاميون بعضهم يدين بالولاء لتنظيم "داعش"، الفراغ الأمني في ليبيا ليؤسسوا لأنفسهم موطئ قدم هناك، حيث يشنون هجمات على مدن ومنشآت نفطية.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد