حكاية الزارة كما يرويها أهلها
لم يتوقع أبناء الشهيد أحمد الراعي أن تنتهي حياتهم قبل انتهاء امتحاناتهم المدرسية.. سيوف شُحذت بالحقد، ورصاصٌ فاحت من مخازنه الجريمة، تسللت فجر الخميس، وأضافت بصمة همجية أنهت حياة العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ، وهم نيام ...
أحد الناجين من المجزرة يروي من مكان إقامته الحالية في حي وادي الدهب في محافظة #حمص، أن العشرات من الشهداء من آل الراعي وآل شعبان ومحرز والعلي والصالح والاسعد لقوا مصرعهم في الجزء الغربي من القرية المنكوبة.
وأضاف اختطف عدد آخر في هذا الهجوم الغادر وتم نقل البعض منهم الى الرستن و تلبيسة بينما قتل البعض الآخر والقيت جثامينهم في بحيرة الرستن..
اسماعيل علي القاسم ناج آخر من القرية، قال : " استيقظنا على أصوات الرصاص تملأ المكان، والدي ذهب ليسعف أحد العسكريين وانا أصبت بطلق ناري نافذ في الساقين، فتم سحبي على الأرض الى خارج القرية لعدم توفر سيارة إسعاف أو اية وسيلة نقل أخرى.
وقالت زينب القاسم وهي شابة في مقتبل العمر "أصبت بطلق ناري في يدي وتم اسعافي الى خارج القرية ومن ثم الى مشفى حماه حيث عاملونا معاملة سيئة للغاية فأحد الاطباء في المشفى قال لأمي "اخرسي وحاجتك علاك " عندما كانت تسأله عن وضع أخي الصحي، وتصمت زينب قليلا، لتقول " ان والدي استشهد وهو يحاول الدفاع عن القرية".
وأضافت زوجة الشهيد علي القاسم والدموع تنهمر من عينيها " لقد أبادوا القرية ..عائلة الراعي وعائلة شعبان وكذلك الكثير من آل محرز والصالح والعلي… لقد ذبحوا الجميع وهم نيام ..".
أحد الناجين في حي وادي الذهب في حمص قال " قام المسلحين بمهاجمة القرية من الجنوب والغرب من حربنفسه وتلبيسة والرستن وديرفول وباعداد كبيرة ، ومنطقتنا منطقة مصالحات، و حامية القرية القليلة العدد استشهد عناصرها جميعاوهم يحاولون الدفاع عنها".
ويتابع "لقد هرب من استطاع الهرب الى بيرين ومساكن المحطة الحرارية والى احياء الزهراء والمهاجرين والارمن ووادي الذهب في حمص، ونحن نعيش الان في منازل المحسنين والاقرباء ، ولم تتقدم أي جهة من محافظتي حمص أو حماة لتقديم المساعدة لنا".
وانتقد أحد الضباط من أبناء الزارة، عدم وجود سيارة اسعاف لنقل المصاببن الذين تم نقلهم "شحطاً " الى خارج القرية، وقال " نحن نقاتل في جبهات #حلب واثقين أن هناك من يحمي أهلنا، وأن مصالحات كفلتها جهات حكومية ودولية في منطقتنا، لنجد أن ماجرى ويجري في البلاد لم يتغير منذ الأزل، الفقير ما حدا بيسعى فيه".
وأضاف" قدمت قريتي العشرات من الشهداء على كافة جبهات الوطن ومع ذلك لم يجدوا سيارة إسعاف تقلهم وقت الحاجة، وخصوصا أن الهجوم بدأ في الرابعة فجراً وسيارات الاسعاف تأخرت الى الساعة التاسعة صباحاً، وحينها لم تكن هناك حاجة لهم" .
وقال المدرس محمد القاسم إن عائلته نكبت، فجميع عائلات القرية تربطهم علاقة قرابة، وان القسم الاكبر منهم توجه الى حمص .
و بحسب العائلات النازحة التي التقيناها في أحياء حمص قالت إنها لم تتلق اي دعم أو مساعدة سواء حكومية بشكل مباشر أو جهة ممثلة لها ولا غير حكومية ممثلا بالمنظمات الإغاثية أو الانسانية ولم تتقدم اي جهة للوقوف على متطلباتهم والتخفيف عنهم حتى اعلامياً.
وتبقى حكاية مجزرة الزارة يكتنفها الغموض والتضارب في وسائل الإعلام بين من استشهد أو خطف فمعظمها قالت إن عدد الشهداء الذين قضوا في القرية 15 شهيدا، في وقت يؤكد فيه أبناء القرية الناجون في قرى وأحياء حمص ان العدد فاق الـ40، وحتى تعود القرية ويرى أهلها ماحل بأبنائهم، تبقى أرواح من قضوا فيها تئن مطالبة بالقصاص.
محمد علي الضاهر : تلفزيون الخبر
إضافة تعليق جديد