نبيل صالح يرصد أبطال الخراب السوري
وقّع الإعلامي نبيل صالح والباحث بسام حكيم كتابهما المشترك «يوميات الحرب على سورية 2011-2016» مساء أمس السبت 28 ايار، في قاعة الأمويين بفندق الشام، والذي يعود ريعه لصالح جمعية «راية الشهيد»، بحضور لافت من الشخصيات الثقافية والاجتماعية في سورية.
وتضمن الكتاب دراسات ووثائق سرية وتفاصيل تُنشر للمرة الأولى إضافة إلى تسلسل زمني للأحداث التي عصفت في سورية من عام 2011 إلى 2016.
وفي كلمة ألقاها الإعلامي نبيل صالح في حفل توقيع الكتاب قال فيها: «لن يصل السوريون إلى شاطئ السلام إذا لم يركبوا سفينة المعرفة، فالمعرفة قوة وهي نصف الطريق نحو النصر.
اليوم أرى أن حالنا من حال كتبنا وكتّابنا، إذ مازال الكتاب في آخر سلسلة الوسائل المعرفية، بينما بات التلفزيون والإعلانات هي المعلم الأول لعامة الناس، وبقيت فعالية القراءة في مستوياتها السطحية، وبات أنصاف المتعلمين هم من يوجهون مسيرة الأمة وسط هذا الطوفان، دون أن ندرك بعد أن المعرفة هي سفينة نوح المنقذة من الضلال..
فعلى الرغم من أن الدولة السورية عملت على مجانية التعليم والثقافة ورمزية بدل القراءة عبر مئات المراكز الثقافية، فإن شهوة القراءة والمعرفة مازالت ضعيفة في حياتنا، ولولا ذلك لما تمكن السلفيون من اختراق أمننا الثقافي وتمزيق وحدة المجتمع السوري وسلامه».
التقينا الباحث بسام الحكيم المشارك في إعداد الكتاب حيث قال: «يعتبر الكتاب محاولة لتوثيق أحداث الأزمة السورية من منطلق معايشة السوريين لها كشاهد عيان على ما يحصل، فمن خلال البحث بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الأخبارية على الشبكة العنكبوتية، نلحظ أنه تَمت رواية كل أحداث أزمتنا على لسان نفس الجلاد الذي تسبب في كل هذا الدمار والخراب والقتل، من هنا يأتي هذا الكتاب ليروي عما حاول الآخرون إخفاءه والسكوت عنه، ارجو أن نكون قد وُفقنا في توثيق الفترة التي يغطيها الكتاب من تاريخ الأزمة السورية».
يضيف الحكيم: «الكتاب الذي بين ايدينا الآن هو ثمرة جهد مشترك مع الأستاذ نبيل صالح الذي كتب مقدمته عارضاً الأجواء العامة لكل مدينة سوريّة ما قبل الأزمة، وكيف انجّر البعض منها للانخراط في آتون هذه الفوضى، فيما أقوم بدوري بتوثيق هذه الأحداث منذ بداية «الربيع العربي» المزعوم، أي مع الحراك المشبوه في مصر بداية شهر حزيران 2010، وليس مع أحجية إضرام النار بجسد البوعزيزي كما يدّعون، فمن مصر إلى تونس ومنها إلى سورية، يفضح الكتاب أدواتهم الأخونجية والأمريكية المستخدمة في جرائمهم».
وعن «ثورة الحرية» المزعومة في سورية يقول: «في محاولة منهم لتلافي الغباء الذي عملوا عليه منذ 18 كانون الثاني 2011، أي قبل أحداث سوق الحميدية ودرعا، وذلك عند إنشاء صفحة على الفيسبوك تحت عنوان "الثورة السورية ضد بشار الأسد" لا تهدف إلى أي إصلاح أو حرية أو أي شيء آخر، كان همها الوحيد إسقاط شخص الرئيس في محاولة منهم لشيطنة مقام الرئاسة، فبعد خمسة أعوام ورغم كل محاولاتهم البائسة لم يعد هناك من ينادي بهذه الحرية الخائبة، وليتضح لنا نحن السوريون أن الرئيس بشار الأسد هو الضامن الوحيد لوحدة وبقاء هذه البلاد».
السيدة رحاب ناصر رئيسة جمعية «راية الشهيد»، والذي يعود ريع الكتاب لصالح نشاطاتها.. حدثتنا عن مهام الجمعية فقالت: «البداية كانت منذ العام 2012، مهمتنا الأساسية رعاية أبناء الشهداء من خلال تقديم برنامج دعم نفسي تابع لمنظمة «أطفال الحروب» الهولندية، البرنامج يعتمد على نشاطات فنية مختلفة، منها على سبيل المثال إقامة المخيمات التثقيفية والترفيهية، لدينا 107 من أطفال الشهداء تحت رعاية 60 متطوع يقومون بالإشراف عليهم خلال إقامة المخيمات الصيفية ومتابعة تحصيلهم الدراسي، وكذلك دعم أسرهم اقتصادياً عن طريق مشاريع صغيرة، في النهاية نرجو أن نكون على قدر هذه المسؤولية الكبيرة».
الكتاب جاء في 575 صفحة من القطع الكبير، بغلاف أنيق، يتضمن حوالي 50 صفحة من الوثائق السرية المصورة، إضافة إلى سرد بالتسلسل الزمني لأحداث الأزمة في سورية من تاريخ انطلاقتها وإلى تاريخ إصدار الكتاب.
المصدر: اكتشف سورية
إضافة تعليق جديد