الصحافة الأمريكية اليوم
شنت إحدى الصحف الأميركية الصادرة اليوم السبت هجوما لاذعا على ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي, متهمة إياه بحماقة لا تضاهى دمرت سمعة الولايات المتحدة في العالم وعززت قوة إيران.
وعلقت أخرى على قول بوش أمس "أنا صاحب القرار النهائي", بينما اهتمت ثالثة بالحديث عن المظاهرات الاحتجاجية ضد مواصلة حرب العراق التي ستشهدها واشنطن اليوم.
تحت عنوان «المعتوه يتخذ القرار» كتبت مورين دوود تعليقا في صحيفة نيويورك تايمز قالت فيه إن وصف السيناتور ديك ديربن لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني بأنه "مخادع" وصف فظيع, لكنه يعتبر لطيفا أكثر من اللازم ما دام يتعلق بتشيني.
وتساءلت: من ذا الذي في كل تاريخ الولايات المتحدة اقترف أخطاء شخصية كالتي وقع فيها تشيني؟ ومن ذا الذي حاد في تعامله مع قضايا بضخامة التي ضل فيها تشيني ولا يزال يصر على أنه على صواب رغم الأدلة الدامغة على عكس ذلك؟
وتابعت دوود تقول إن صرف مئات المليارات من الدولارات وتدمير سمعة الولايات المتحدة وإنهاك الجيش الأميركي والفشل في اعتقال أسامة بن لادن وتعزيز النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وتدريب وتسليح قوات عراقية كي تعمل ضد المصالح الأميركية كلها أمور تحتاج لحماقة من عيار ضخم.
وأضافت أنه يجب أن تكون للمرء موهبة حقيقية في التشويش والخبل ليظل مخطئا في كل خطوة يخطوها في مشواره وليظل على إنكار كلي للحرب الأهلية الدائرة في العراق وليتسم بسوء فهم كامل للثقافة العربية وليغفل كليا عن مزاج الشعب الأميركي.
وشددت دوود على أنه لا تشيني ولا رئيسه جورج بوش اللذان عملا كل ما بوسعهما لتفادي الخدمة العسكرية في فيتنام يدركان بشكل جيد الدرس الذي تعلمه الأميركيون من حربهم في ذلك البلد.
ولذلك تستغرب دوود كون هذين الرجلين اللذين أقحما أميركا في حرب في منطقة نائية من العالم دون ما مبررات ودون النظر في العواقب يجزمان بأن أي انتقاد لإدارتهما المرتبكة للحرب في أفغانستان والعراق هو في الواقع انتقاد للقوات الأميركية, ما يعتبر –حسب دوود- ديماغوجية صارخة.
وختمت بالقول إن تشيني حول حماقته إلى السياسة الخارجية, فهو يتصور أنه كلما اعتقد عدد أكبر من البشر أنه مجنون زاده ذلك سلامة عقل, وهو يعتبر الشعور المناهض للولايات المتحدة إطراء, فدليل كون الولايات المتحدة على صواب –حسب تشيني- هو كون الجميع يعتقد أنها ليست كذلك.
وخصصت نيويورك تايمز افتتاحيتها لنفس الموضوع, فقالت إن تعبير تشيني في CNNعن أفكار أغلبها مناقض لما قاله بوش في خطاب حالة الاتحاد يجعل المرء يتساءل عن صاحب القرار الحقيقي في البيت الأبيض.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن إعلان بوش أمس بأنه هو "صانع القرار" يمثل تحديا لجهود أعضاء الكونغرس الأميركي الرامية إلى الشجب الرسمي لخطته الجديدة في العراق.
وأضافت أن وزير دفاعه بوب غيتس أيضا اعتبر أن قرار الكونغرس المنتقد لنشر مزيد من القوات الأميركية في العراق سيعزز موقف العدو, مؤكدا أنه لا يتهم الكونغرس بتبني هذا القرار لذلك الدافع, لكن النتيجة هي تعزيز ذلك الموقف.
ونقلت الصحيفة عن بوش قوله للصحفيين إن المشرعين يريدون وأد هذه الخطة قبل منحها فرصة للتطبيق, "فإما أن يوافقوا على الخطة المطروحة أو يقدموا خطتهم الخاصة التي يرون أنها قابلة للتطبيق".
لكنها نقلت عن زعيم الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس ستيني هوفي تفنيده لقول بوش بأن الديمقراطيين لم يقدموا خطة بديلة, مشيرا إلى أن خطة حزبه تتمثل في تحويل مزيد من السلطات للعراقيين والبدء في إعادة انتشار القوات الأميركية على مراحل, والدخول في حملة إقليمية دبلوماسية مكثفة من أجل بسط الاستقرار في العراق.
نسبت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور لمنظمي الاحتجاجات المناهضة للحرب على العراق التي ستشهدها واشنطن اليوم قولهم إنهم يتوقعون مشاركة 300 ألف شخص في هذه التظاهرة.
وقالت الصحيفة إن تجمع آلاف الناس المناهضين للحرب على العراق بواشنطن من المتوقع أن تسمع أغانيهم وخطاباتهم في البيت الأبيض.
وأضافت أن المحتجين يستهدفون في الأساس مبنى الكونغرس لمطالبة رئيسة مجلس الشيوخ نانسي بيلوسي باتخاذ إجراءات أكثر حزما لمواجهة خطة بوش بإرسال مزيد من القوات إلى العراق.
وذكرت أن بعضهم يريد أن يفتح تحقيق في الأسس المثيرة للجدل التي شنت على أساسها هذه الحرب, ما قد يفتح الباب أمام إزاحة بوش نفسه عن السلطة.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد