حلب: الجيش يُفشل محاولة قطع «خناصر»
في وقت تستمر فيه عمليات القصف المستمر على مواقع سيطرة الفصائل «الجهادية» على الجبهة الجنوبية الغربية لمدينة حلب، ضمن كثافة نارية عالية وثابتة، وفق تعبير مصدر ميداني، حاولت فصائل مسلحة نقل المعركة إلى منطقة أخرى تقع بين الحدود الإدارية لمحافظتي حلب وحماه بهدف قطع طريق حلب ـ خناصر ـ حماة وحصار مدينة حلب من منطقة بعيدة جداً وقطع طريق الإمدادات.
وشنَّ مسلحون تابعون لـ «جيش النصر» و»حركة بيان» اللذين ينشطان في ريفي إدلب وحماه هجمات على محمية الغزلان، وهي نقطة عسكرية تبعد عن طريق خناصر نحو خمسة كيلومترات، حيث وقعت اشتباكات عنيفة قبل أن تتمكن قوات الجيش السوري والفصائل الحليفة من إفشال الهجوم وإنهائه بشكل كامل.
المعارك التي اندلعت لساعات عدة في محمية الغزلان لم تتسبب بقطع طريق خناصر بشكل نهائي، بل على العكس أدى إفشال الجيش السوري للهجوم إلى زيادة تأمين الطريق، خاصة بعد السماح للمدنيين بدخول مدينة حلب عبر طريق كاستيلو البديل بعد تأهيله، كما أن إدخال شاحنات المحروقات والمواد الغذائية إلى المدينة لم يتوقف.
وعلى جبهة حلب الجنوبية الغربية، وقعت اشتباكات عدة في منطقة الراموسة، واستهدف الجيش السوري والحلفاء مواقع سيطرة المسلحين وآليات حاولت التحرك، مسجلين إصابات وصفت بالدقيقة. في حين كثف سلاح الجو السوري ـ الروسي غاراته على مواقع سيطرة الفصائل في المنطقة، كما استهدف مواقع المسلحين في كل من حيان وعندان وحريتان وكفر حمرة عند المحور الشمالي لحلب.
الغارات الجوية شملت ايضا قرى ريف إدلب الشرقية، وهي خط امداد المسلحين نحو مدينة حلب، حيث تركزت الضربات بشكل كبير في محيط مدينة إدلب، وفي مدينة سراقب، من دون ورود معلومات دقيقة عن نتائجها.
ويكثّف سلاح الجو الروسي غاراته على المحور الشرقي لمدينة إدلب بهدف شل قدرات المسلحين ومنعهم من استعادة قواهم وشن هجمات أخرى على مدينة حلب، كما تأتي هذه الغارات بعد إسقاط الفصائل «الجهادية» لمروحية نقل روسية تابعة لمركز المصالحة في «حميميم»، ما تسبب بمقتل خمسة عناصر روس بينهم ضباط تحتفظ الفصائل «الجهادية» بجثثهم حتى الآن.
وفي هذا الإطار، أعلن حاكم منطقة كباردينو ـ بلكاريا في القوقاز الشمالي يوري كوكوف، أمس، مقتل جندي روسي جديد في سوريا، ما يرفع الحصيلة الرسمية لقتلى الجيش الروسي في هذا البلد الى 19.
وكتب كوكوف على موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام»: «سقط عسكر بيجوييف بطلا أثناء تنفيذ مهمة عسكرية في سوريا»، موضحاً أن الجندي «تلقى بعد مقتله وسام الشجاعة بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتم منحه لوالديه». فيما ذكرت السلطات المحلية في مسقط رأس بيجوييف أنه كان جندياً بالتعاقد بلغ رتبة ميجور وقتل في 19 ايار الماضي.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد