تسوية وادي بردى على نار حامية واتفاقا قدسيا والهامة يدخلان المرحلة الأخيرة
بدأت المرحلةُ الثانية من تسوية كل من بلدتي قدسيا والهامة أمس، وذلك بتوصلّ الجانبين، الجيش السوري من جهة، ولجنتي الوجهاء عن الحيين من جهة أخرى، إلى بنود تنفيذ اتفاق الترحيل لعشرات المسلحين وأُسَرِهم في البلدتين.
وأمس، دخلت حوالي 50 حافلة إلى البلدتين في ريف دمشق برفقة سيارات من «الهلال الأحمر السوري»، وذلك لنقل المسلحين وعوائلهم، حيث تشير تقديرات المعارضة واهالي المنطقة إلى «تسجيل أسماء 200 مسلح من قدسيا و110 من الهامة»، من دون الإشارة لأسرهم، التي تغادر هي الأخرى باتجاه مدينة ادلب وريفها، فيما تتحدث المصادر الرسمية عن حوالي 600 مسلح من البلدتين، في تقديرات بوصول العدد الإجمالي لحوالي 1200 شخص.
وينصُّ الاتفاق على مغادرة هؤلاء مع أسلحتهم الخفيفة بعد تسليم المتوسطة والثقيلة منها، على أن تُمنح المنطقة حرّية الحركة، ويتمُّ تفعيل الخدمات، لا سيما الضرورية من مياه وكهرباء، خلال فترة قصيرة.
وسيتولى أمن المدينتين كما في تجارب مماثلة لجان شعبية مُشّكلة من أهل المنطقة، وبينهم مسلحون سابقون، تحت اشراف من الجيش، قدرت وسائل اعلام محلية عددهم بحوالي 300 شخص، كما سيتمُّ إعطاء المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإجبارية، والخدمة الاحتياطية في القوات النظامية، والمنشقين عنها مهلة ستة أشهر «لتقديم أوراق تأجيل أو للالتحاق بالجيش».
من جهتها، توصلت لجنة المصالحة في الهامة إلى اتفاق مشابه، يقضي بخروج حوالي 110 مسلحين من البلدة، التي دخلها الجيش يوم الجمعة الماضي. وتوقعت المصادر أن تتمَّ عملية اخلاء البلدتين كمرحلة أخيرة من التسوية بحلول يوم السبت المقبل.
وكان وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر أكد في لقاء تلفزيوني أن «الهدف النهائي من المصالحة المحلية الجارية حالياً في قدسيا والهامة في ريف دمشق هو عودة الدولة بكل مفاصلها ومؤسساتها إلى المنطقة»، لافتاً إلى أن عمليات الجيش «تُسّهل عملية المصالحة وتعطي الأمان لمن يريدون الدولة ومؤسساتها».
وأوضح حيدر أن «عملية المصالحة أصبحت في مراحلها الأخيرة، ويتمُّ الآن وضع التفاصيل النهائية لاستكمال انجازها خلال الأيام القريبة المقبلة»، مبيناً أن «نحو 600 مسلح سيخرجون من الهامة وقدسيا بموجب الاتفاق بينما الباقون ستتم تسوية أوضاعهم».
وتقع البلدتان على بعد كيلومترات عدة فقط عن مدينة دمشق، وتحيط بهما العديد من النقاط العسكرية الحساسة، الأمر الذي وضعهما على قمة اجندة التسويات في ريف دمشق، ومن المتوقع أن تليهما منطقة وادي بردى لذات الأسباب، وأبرزها غرض تأمين كل المنطقة المحاذية لطريق بيروت ـ دمشق الدولية.
ويعتبر اتفاق قدسيا ـ الهامة الاتفاق الثالث من هذا النوع الذي ينفذ من دون اشراف او تنسيق مع مكتب الامم المتحدة في دمشق، بعدما رفضت المنظمة الدولية الاشتراك باتفاق تسوية داريا منذ أسابيع.
وعلى صعيد مشابه، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية أن «أكثر من ألفي مسلح مع عائلاتهم (في حلب) تواصلوا مع المعنيين بالأمر خلال الأيام الأخيرة بغية تأمين مرور آمن لهم عبر المعابر الإنسانية التي حددتها المحافظة إلى أحياء المدينة الغربية، على أن يتمَّ الاتفاق حول وجهتهم في مفاوضاتٍ انتعشت الآمال بقرب تحقيق نتائج مرجوة منها».
ونقلت الصحيفة عن ما اسمته «مصادر خاصة» أن «فرصة إنجاز مصالحات وطنية للمسلحين مع الجيش نالت أخيراً حظاً جيداً من فرص النجاح وصلت إلى نسبة 50 في المئة، في ظل نية وعزم بعض الميليشيات تسوية أوضاعها».
وقالت الصحيفة إن حوامات الجيش السوري «ألقت بالإضافة إلى المنشورات، الأعلام السورية وقطع الصابون وشفرات الحلاقة، في ظل ورود معلومات عن حلق الكثير من مسلحي تلك الأحياء لحاهم استعداداً لتسوية أوضاعهم أو الدخول في مصالحات كما في حيي الحيدرية ومساكن هنانو وبعيدين والهلك».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد