«ويكيليكس» يكشف معايير حملة كلينتون المزدوجة
أعطت الوثائق التي نشرها موقع «ويكيليكس»، يوم الثلاثاء، زخماً جديداً للمعركة الانتخابية الرئاسية. وفي الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام تصطف وراء المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون معلنة دعمها لها، ومهاجمةً المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فرضت الدفعة الجديدة من الرسائل التابعة لفريق كلينتون نفسها على الساحة الانتخابية.
ويخطط «ويكيليكس» لنشر ما تبقى من بريد فريق كلينتون (الذي يتضمن 50 ألف رسالة)، على أيام متتالية، حتى يوم الانتخابات في الثامن من تشرين الثاني المقبل، الأمر الذي سيخلق الكثير من النقاشات. وكان الموقع قد نشر، قبل يومين، حوالى 2500 رسالة تعود لرئيس حملة كلينتون جون بوديستا، بنى عليها العديد من المراقبين الكثير من الأحداث التي جرت خلال فترة تولي كلينتون منصب وزيرة الخارجية، ومنذ ترشحها للانتخابات الرئاسية، والتي تشير إلى معايير المرشحة الديموقراطية المزدوجة، في إطار التعاطي مع تطوّرات معيّنة.
وكنا قد أشرنا، قبل يومين، إلى ما ورد في هذه الرسائل، خصوصاً في ما يتعلق بتوصيف كلينتون لقطر والسعودية بأنهما مموّلتان لتنظيم «داعش»، إضافة إلى تقاضيها المال مقابل الإدلاء بخطابات لمصلحة جهات مالية واقتصادية أميركية. ولكن بعض وسائل الإعلام الأميركية، ومنها صحيفة «واشنطن تايمز» المحافظة والمقرّبة من الجمهوريين، ركزت على وثائق أخرى تتعلق بالشأن الداخلي وبالحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون.
وفي هذا الإطار، كشفت الرسائل المزيد من الاستراتيجيات والملاحظات السلبية من قبل حملة كلينتون ضد منافسها في الانتخابات التمهيدية السيناتور بيرني ساندرز. وفي رسالة تعود إلى 20 آذار 2014، نصح المدير التنفيذي السابق للجنة الوطنية للحزب الديموقراطي مارك سيغيل، المساعدة السابقة لكلينتون، تاميرا لوزاتو، في كيفية «إبقاء مناصري بيرني (في مؤتمر الحزب)، ولكن بشكل هامشي». وقال في الرسالة «إذا أعطينا بيرني ذلك في مؤتمر اللجنة، فإن مناصريه سيظنون أنهم حصّلوا شيئاً من مؤسسة الحزب». وأضاف «بشكل عملي، لن يتغيّر شيء بكل الأحوال، سيربحون، ولن نخسر، الكل سعيد». وتعدّ هذه الرسالة دليلاً آخر على تفضيل لجنة الحزب لكلينتون، منذ ما قبل بدء الانتخابات التمهيدية.
كذلك، كشفت الرسائل عن النفوذ الذي تمارسه حملة كلينتون على بعض الوسائل الإعلامية. وظهرت نائبة مدير الاتصالات في الحملة كريستينا رينولدز بأنها تتواصل مع منشورات، مثل «نيويورك تايمز»، حيث طلبت من الكاتب باتريك هيلي أن لا يشير إلى الولايات حيث يمكن أن يؤدي المرشح الجمهوري دونالد ترامب أداءً جيداً. ووفق وثيقة أخرى، فقد ساعدت صحيفة «بوستن غلوب» فريق هيلاري كلينتون على توسيع حضوره في نيوإنغلند، خلال فترة الانتخابات التمهيدية.
وكشفت رسالة أخرى عن أن المتعاونة مع شبكة «سي ان ان» دونا برازيل، التي كانت مستشارة للجنة الوطنية للحزب الديموقراطي، والتي تبوّأت أخيراً منصب الرئيسة المؤقتة للجنة، قدّمت لحملة كلينتون إشعاراً مسبقاً بشأن الأسئلة التي ستطرح على المرشحة، في إحدى المناسبات التي تستضيفها الشبكة.
من جهة أخرى، كشفت هذه الدفعة من وثائق «ويكيليكس» عن الفساد والمحسوبية خلال تبوّء كلينتون منصب وزيرة الخارجية. وبحسب ما أشارت إليه صحيفة «واشنطن تايمز»، فقد أعطت وزارة الخارجية اهتماماً خاصاً لـ»أصدقاء بيل»، وذلك بعد الزلزال الذي ضرب هاييتي في عام 2010. وقد كشفت عن أن أحد المسؤولين الكبار لدى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أعطى اهتماماً خاصاً لهؤلاء الذين جرى تسميتهم «أصدقاء بيل» (FOB Friends of Bill)، أو (WJC VIPs (William Jefferson Clinton VIPs، بالإشارة إلى الرئيس الأسبق، من خلال تخصيص مبلغ 10 مليارات دولار لهؤلاء للقيام بجهود الإصلاح بعد الزلزال. بعدها، استطلعت وزارة الخارجية شعبية بيل كلينتون في هاييتي، وشاركته النتائج.
أخيراً، من المعروف أن كلينتون تعتبر المُرشحة المفضّلة لدى اللاتين والسود الأميركيين، ولكن في إحدى الوثائق يصف أحد مساعديها هؤلاء بـ«المتطلّبين». أما في وثيقة أخرى، فإن المتحدث باسم كلينتون يسخر من الكاثوليك والإنجيليين، واصفاً إياهم بأنهم «متخلّفون بشدة».
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد