عباس تدعو كل شعوب العالم إلى تنسيق الجهود الجماعية للقضاء على الإرهاب
أكدت رئيسة مجلس الشعب الدكتورة هدية عباس أن محاربة الإرهاب ستسهم في إنجاح الحل السياسي للأزمة في سورية الذي يضمن سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها مشيرة إلى أن الحديث عن مكافحة الإرهاب وإلغاء العقوبات الاقتصادية يقود إلى الخطوة المطلوبة لحل الأزمة الإنسانية عبر دعم الحل السياسي الذي يلبي تطلعات الشعب السوري ويحظى بدعمه المتمثل بمواصلة الحوار السوري السوري دون شروط مسبقة يرسم من خلاله الحل الشامل بنفسه دون تدخل خارجي.
وفي كلمتها خلال اجتماع الجمعية الـ 135 للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف اليوم أكدت عباس إصرار الشعب السوري واستمراره رغم معاناته من وحشية الإرهاب الظلامي في محاربة ومكافحة هذا الإرهاب لافتة إلى تمسك السوريين بأرضهم رغم محاولات البعض سلبها منهم عنوة واغتصابها بغير وجه حق أو شرعية دولية على حساب دماء الأطفال والنساء .
وأوضحت الدكتورة عباس أهمية مشاركة الجميع في مكافحة الإرهاب وقالت: “ننتظر دعمكم ومساندتكم وفهمكم وتفهمكم لحجم خطر الإرهاب الذي نواجهه في سورية والمنطقة والعالم وهو خطر بدأ يصل إلى شعوبكم.. فإنه من حق كل الشعوب التي اجتاحتها موجات من الأعمال الإرهابية مؤخراً التساؤل عن سبب تغاضي حكومات بلادهم عن سفر بعض الأفراد من رعاياها إلى سورية ليتمرسوا على ارتكاب الأعمال الإرهابية ومن ثم العودة إلى بلادهم الأصلية لمواصلة إرهابهم” داعية كل شعوب العالم إلى تنسيق الجهود الجماعية من أجل القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تهدد الجميع دون استثناء.
وأشارت رئيسة مجلس الشعب إلى أن ما تشهده العديد من عواصم ومدن العالم من اعتداءات إرهابية تستهدف المدنيين الأبرياء يشكل دليلاً واضحاً على وحشية الإرهاب الذي استثمرت فيه حكومات بعض الدول نتيجة سياسات خاطئة انتهجتها لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الشعوب والقيم الإنسانية والأخلاقية مبينة أن “من هذه الحكومات من تولى فتح حدوده لتدفق عشرات الآلاف من الإرهابيين المرتزقة من كل بقاع العالم ومن تولى تجنيدهم إما عبر المال أو تبشيرهم بالجنة والحور العين من خلال الجهاد الذي استغل النساء بشكل يندى له الجبين”.
وتابعت الدكتورة عباس: “إن من هذه الحكومات من تولى تدريب الإرهابيين للقيام بأبشع العمليات الإرهابية مجندا الأطفال ومستخدماً المدنيين كدروع بشرية ومن تولى تهريب الأسلحة وفتح خزائن شعبه وآبار نفطه وغازه وأنفق مليارات الدولارات لتمويل هذه الحرب الإرهابية البشعة ومنها من تولى تكريس منابره الإعلامية والسياسية والدينية لإضفاء الشرعية على هذه التنظيمات الإرهابية من خلال تسميتها “بالمعارضة المعتدلة” أو “المعارضة المسلحة المعتدلة” أو “الجماعات المسلحة من غير الدول”.
وأكدت رئيسة المجلس أن الإرهاب حول العالم إلى مسرح كبير يمارس فيه أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق الإنسان والإنسانية التي يتوجب على المجتمع الدولي ضرورة صيانتها وحمايتها لافتة إلى أن “سورية كانت قبل خمس سنوات ونصف السنة من أكثر دول العالم أمناً واستقراراً وكانت تحقق اكتفاءً ذاتياً في متطلبات الحياة الأساسية من غذاء ودواء وصحة وتعليم ناهيك عن الدور الفعال لكل مواطن سوري ومشاركته في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومشاركة نصف المجتمع المتمثل بالمرأة السورية في مستويات العمل كافة ولا سيما السياسي منه”.
- ولفتت الدكتورة عباس إلى أن “معاناة الشعب السوري تعززت بإرهاب من نوع آخر هو إرهاب اقتصادي مقيت تمثل بفرض اجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب وضعت قيوداً تمنع إيصال المواد الأساسية للحياة كالغذاء والدواء والمعدات الطبية وعطلت تشغيل الأنظمة التعليمية الأساسية وأدت إلى انخفاض حاد في مستوى المعيشة وارتفاع شديد في مستوى البطالة ولعبت دوراً أساسياً في ترك آلاف السوريين لبيوتهم طلباً لحياة أفضل”.
وقالت الدكتورة عباس: “إن الشعب السوري يدعو شعوب العالم ممثلة ببرلماناتها إلى العمل الجاد من أجل إلغاء تلك العقوبات كافة لانتهاكها أبسط حقوق الإنسان.. تلك الحقوق التي من واجبنا حمايتها وتعزيزها فهي مسألة نبيلة تستدعي التزام جميع برلمانات الدول الأعضاء بها مع ضرورة عدم استخدام هذه المسألة المهمة من أجل قلب أنظمة الحكم في الدول المفروضة عليها بالقوة لمجرد أن هذه الأنظمة لا تنسجم مع أجندات الدول التي تريد التدخل في شؤون تلك الدول”.
وأكدت الدكتورة عباس أن الاجتماع اليوم هو من أجل العمل على ضمان حقوق شعوبنا وتأمين الحياة الكريمة لهم فمن واجب الجميع ضمان هذه الحقوق لأنها الأمانة التي حملنا إياها كبرلمانيين وقالت: “نحن أولياء الدم الذي يسفك في بلادنا.. ونحن ضحايا الحرب الإرهابية وما ينجم عنها من آلام وأوجاع ومآس إنسانية ولا أحد غيرنا.. وذروة النفاق والتضليل أن يتباكى رعاة الإرهاب على أزمة السوريين الإنسانية”.
ودعت الدكتورة عباس إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم أسباب صموده في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف الإنسان في إنسانيته والقيم والقواعد القانونية الدولية على امتداد العالم مبينة أن قيم الحياة أثمن من الموت.. والإنسان أسمى من أن تأتي مجموعات ظلامية تنزع عنه إنسانيته.
وختمت الدكتورة كلمتها بشكر الاتحاد البرلماني الدولي وتنظيم المؤتمر متأملة أن تكلل الجهود بالنجاح لما فيه خير شعوبنا ومستقبل أولادنا.
الدكتورة عباس تلتقي رؤساء الاتحاد البرلماني الدولي ومجلس النواب اللبناني والجمعية الوطنية الباكستانية وتبحث معهم التعاون الثنائي في مواجهة الإرهاب
كما بحثت الدكتورة عباس على هامش اجتماعات الجمعية ال 135 للاتحاد البرلماني الدولي مع عدد من رؤساء البرلمانات علاقات التعاون البرلماني وسبل تفعيل التعاون الثنائي في مواجهة الإرهاب والتطرف والحد من سياسات التدخل التي تنتهجها بعض الدول في الشؤون الداخلية لسورية.
وعرضت الدكتورة عباس مع رئيس الاتحاد البرلماني الدولي صابر تشودري ما تتعرض له سورية من حرب إرهابية والخطوات التي تقوم بها الدولة السورية لمواجهة الإرهاب المدعوم من بعض الدول الغربية والعربية داعية الاتحاد البرلماني الدولي إلى ممارسة دوره في الضغط باتجاه إلزام جميع الدول تنفيذ التزاماتها تجاه محاربة الإرهاب واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وعبر تشودري عن اهتمام الاتحاد البرلماني الدولي بالتواصل مع مجلس الشعب السوري مؤءكدا دعمه الحل السياسي في سورية وكذلك الحوار السوري السوري للوصول إلى الحل السياسي المنشود.
من جهة ثانية التقت الدكتورة عباس سردار إياز صادق رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية وبحثت معه سبل تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين الصديقين وتنسيق المواقف حيال التصدي لظاهرة الإرهاب الدولي العابر للحدود الذي تعاني منه سورية وباكستان.
وأكد إياز صادق حق سورية بمحاربة الإرهاب الذي تتعرض له وتأييد الجمعية الوطنية الباكستانية للبند الطارئء الذي تقدم به مجلس الشعب السوري حول المنعكسات السلبية للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها بعض الدول على حقوق الإنسان في سورية.
كما بحثت الدكتورة عباس مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين ودور البرلمانيين في توطيدها لتحصين البلدين من الاستهدافات التي تتعرض لها المنطقة ولا سيما الإرهاب العابر للحدود الذي ينتشر بدعم وتمويل وتسليح من بعض الأنظمة العربية والغربية.
وأكدت الدكتورة عباس حرص سورية على أمن واستقرار لبنان لأن ما يمس لبنان يمس سورية مشيرة إلى أن سورية تعمل من هذا المنطلق في كل سياساتها على المستويات الثنائية والدولية.
من جهته أكد بري أن سورية بلد التنوع وهي توءم لبنان في ذلك ولهذا يتم استهدافها من قبل الإرهابيين وداعميهم منوها بصمود الشعب السوري وقيادته وجيشه في مواجهة أعتى هجمة يتعرض لها مبينا أن هذا الصمود هو انتصار حقيقي على المخطط الذي يستهدف سورية.
وجدد بري التأكيد على تلازم الصمود السوري اللبناني في وجه ما يحاك للمنطقة فالمقاومة والجيش العربي السوري هما اللذان يشكلان مصدر قلق للعدو الإسرائيلي.
كما بحثت الدكتورة عباس مع الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي مارتن تشونغونع سبل تعزيز التواصل والتعاون البرلماني وتفعيل دور البرلمانات في دعم الحل السياسي في سورية.
وأعربت الدكتورة عباس عن أملها بتطوير التعاون بين الجانبين موجهة الدعوة لوفد من الاتحاد لزيارة سورية والاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها والجهود التي تبذلها الدولة السورية لمحاربة الإرهاب ورفع المعاناة عن مواطنيها.
من جانبه أكد تشونغونغ دعم الاتحاد البرلماني الدولي الحل السياسي في سورية والجهود التي يبذلها مجلس الشعب في انجاز المصالحات الوطنية بين السوريين.
وكان وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتورة عباس ناقش مع المشاركين في أعمال الدورة الـ 135 للاتحاد البرلماني الدولي استراتيجية المجلس الحاكم للاتحاد في دورته الـ 199 للفترة من عام 2017 ولغاية 2021 والتعاون مع منظومة الأمم المتحدة وتقارير اجتماعات الاتحاد المتخصصة وأنشطة الهيئات العامة واللجان.
ويعد المجلس الحاكم للاتحاد هو الجهاز الرئيسي الذي يحدد سياسة الاتحاد البرلماني الدولي ويوجهها ويحدد مكان وموعد انعقاد مجلس الاتحاد.
وتناقش اجتماعات الجمعية الـ 135 للاتحاد التي بدأت أمس على مدى خمسة أيام قضايا تتعلق بدور البرلمانات في الاستجابة العاجلة لانتهاكات حقوق الإنسان وحرية المرأة ومشاركتها في العملية السياسية وتقارير اللجان حول الأمن والسلم والتنمية المستدامة والتمويل والتجارة وشؤون الأمم المتحدة.
سانا
إضافة تعليق جديد