إجلاء المسلحين من حلب برقابة أممية

فيما تتواصل عملية إجلاء المسلحين من شرق حلب وإخراج الحالات الإنسانية من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل مسلحي «المعارضة» وسط خلافات بين فصائلها، كانت الاشتباكات على مختلف الجبهات السورية تسجل هدوءاً نسبياً.
المتحدث باسم الأمم المتحدة ينس لايركه أكد، أمس، أن الحكومة السورية سمحت للمنظمة الدولية بإرسال 20 موظفاً إضافياً من موظفيها إلى شرق حلب لمراقبة عمليات الإجلاء المستمرة.
وقال خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن «المهمة هي مراقبة الإجلاء ومتابعته»، لافتاً إلى أن موظفي الأمم المتحدة المحليين والدوليين الموجودين في مكتب المنظمة في دمشق سيسافرون إلى حلب «في أسرع وقت ممكن» لدعم فريق مراقبة صغير تابع للأمم المتحدة وموجود بالفعل عند معبر الراموسة.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى بالاجماع، أمس الأول، مشروع قرار فرنسي يدعو الى نشر مراقبين في حلب لمراقبة عمليات الإجلاء من أحيائها الشرقية والاطمئنان على «سلامة المدنيين» الباقين داخلها.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر ذكرت أنه منذ يوم الخميس الماضي، تم إجلاء نحو 25 ألف شخص من الجيب الذي تسيطر عليه «المعارضة»، بما في ذلك 15 ألفا تم إجلاؤهم أمس الأول.
وأشار لايركه إلى أنه تم إجلاء نحو 750 شخصا من قريتي الفوعة وكفريا السوريتين المحاصرتين، لافتاً إلى توجه 20 حافلة إضافية لإجلاء المزيد.
مدير فرق الاسعاف في ريف حلب الجنوبي بشار ببور أكد وصول ثماني حافلات من الفوعة وكفريا الى منطقة خان العسل صباح أمس وعلى متنها جرحى، قائلاً: «حالاتهم تعيسة والجميع يعانون من البرد»، مضيفاً أنه خلال اجراء تقييم لحالات المدنيين الذين يتم استقبالهم، «يطلب معظمهم الطعام والمياه والبطانيات خصوصا لدى وصولهم خلال ساعات الليل».
ومساء أمس، تأخرت عمليات إجلاء الدفعة الأخيرة من المسلحين وعائلاتهم من الأحياء الشرقية لحلب على اثر خلافات بين المجموعات المسلحة داخل أحياء الزبدية والمشهد وصلاح الدين والأنصاري في المدينة، فيما قام المسلحون في إدلب بمنع دخول الحافلات التي كانت ستقل دفعة جديدة من الجرحى والمرضى والأطفال والنساء من بلدتي كفريا والفوعة إلى حلب.
إلى ذلك، أوضحت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنه لا يوجد مؤشر على تدفق كثيف للهاربين من حلب على تركيا.
وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز: «كل الحدود السورية تخضع لإدارة صارمة في اللحظة الراهنة. بحسب ما فهمنا، يجري السماح للناس بالعبور لتركيا عندما يصلون، لكن أعتقد أن هذا على سبيل التكهنات لأننا لم نشهد بعد تحرك الناس (عبر الحدود) في ما يتعلق بحلب.»
بدوره، أوضح مصدر عسكري سوري أن «الجيش اطلق نداء عبر مكبرات الصوت لمن تبقى من المسلحين والمدنيين الراغبين بالمغادرة، للخروج من الأحياء الشرقية في حلب»، مضيفاً أنه اثر ذلك «من المفترض ان يدخل الجيش لتنظيف المنطقة بعد خروجهم».
وبُعيد الاجتماع الثلاثي بين روسيا وايران وتركيا الذي عقد، أمس، في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن عملية الإجلاء في حلب ستستكمل خلال يومين على الأكثر.
وقال في مؤتمر صحافي إن روسيا وإيران وتركيا استخدمت نفوذها حتى يتحقق الإجلاء، لافتاً إلى أن المجموعة الدولية لدعم سوريا لم تتمكن من تنفيذ قراراتها.
غضب في مضايا
 أفاد نشطاء بأن حالة من الاستياء تسود مدينة مضايا المحاصرة من قبل قوات الجيش السوري والقوات الحليفة في ريف مدينة دمشق، على خلفية التحضيرات الجارية لإخراج 1500 شخص من المدينة نحو مناطق أخرى، ومن ضمنهم حالات مرضية ومصابين بحاجة لتلقي العلاج.
وذكر النشطاء أن سكان مضايا المحاصرة يتهمون «جيش الفتح» بتركهم لمصيرهم وتسجيل أسماء مقاتليه لإخراجهم.
ميدانياً، أفادت «سانا» عن انفجار عبوة قرب ساحة العزيزية في حلب، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية من دون تسجيل سقوط أي إصابات بشرية.
وفي قرية عين حسين شمال شرق مدينة حمص، استهدفت وحدة من مدفعية الجيش السوري تحصينات لإرهابيي «جبهة النصرة»، ما أدى إلى تدمير أحد مقارهم ومقتل أربعة مسلحين.
وأوضح مصدر عسكري سوري أن وحدة من الجيش أحبطت محاولات تسلل إرهابيين من تنظيم «داعش» في محيط سد أبو كلة غرب تدمر بريف حمص، حيث تم القضاء على العديد من المهاجمين.
من جهة ثانية، أعلنت القوات الجوية الروسية أنها نفذت أكثر من 30 ألف طلعة جوية على مواقع التنظيمات الإرهابية في سوريا منذ بدء مشاركتها في الحرب على الإرهاب في الـ30 من أيلول العام الماضي.
وذكر النائب الأول لقائد القوات الجوية الروسية الجنرال بافيل كوراتشينكو، أن القوات الجوية دمرت خلال طلعاتها «أكثر من 62 ألف هدف».

وكالات