مداخلات الندوة الدولية حول الثقوب السوداء الإرهابية
الجمل: عقد معهد كلينغيندال الهولندي للدراسات الاسترايتيجة سيمناراً لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بالإرهاب وقد كان حضور السيمنار على النحو الآتي:
رئيس السيمنار: الجنرال المتقاعد ييوو فان رايين، رئيس جمعية الدراسات الاستخبارية الهولندية، والرئيس السابق لجهاز المخابرات والأمن العسكري الهولندي.
لجنة السيمنار: الدكتور رين كورتيفيغ الباحث بالمركز.
الدكتور فرانك بوييز الباحث المختص بشؤون التعبئة والإدماج السياسي للمهاجرين العرب والمسلمين في أوروبا، والأستاذ في جامعة العاصمة الهولندية أمستردام.
البروفيسور روب دوفييك مدير المركز وأستاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة لايدن.
تم عقد السيمنار لمناقشة ظاهرة ما أطلقوا عليه تسمية (الثقوب السوداء الإرهابية)، وقد اشتملت بداية السيمنار على ثلاث مداخلات تم تقديمها، تناولت الجوانب المختلفة للظاهرة ثم أعقب ذلك فتح النقاش، والمداخلات الثلاث كانت عناوينها كمايلي:
- البعد الأمني الخارجي.
- البعد الأمني الداخلي.
- الاستجابة ورد الفعل إزاء الثقوب السوداء.
وقد ركز رين كورتيفيغ في مداخلته التي حملت عنوان (البعد الأمني الخارجي) على مفهوم الثقوب السوداء الإرهابية وعلى الأساليب التي يتم استخدامها مؤكداً على أن مفهوم الثقوب السوداء هو أسلوب فاعل منهجي جديد إزاء الإرهاب والدور المعزز له بواسطة الدول الأخرى وفقاً لنظرية الدولة الفاشلة. والثقوب السوداء هي المناطق التي تكون فيها سيطرة الدولة غائبة تماماً، وبسبب ذلك تكون هذه المناطق تحت استخدام وسيطرة المجرمين والإرهابيين والعناصر المسلحة التي لا تعمل تحت سيطرة الدولة. كذلك تستخدم هذه الثقوب السوداء المنظمات السياسية المعارضة كملاذ وملجأ آمن يتيح لها الوجود الآمن وإعادة تنظيم قدراتها وتجميد وتدريب العناصر وجمع الأموال، وأيضاً الانطلاق من هذه المناطق وجعلها قاعدة للعمليات الإرهابية.
إن الافتقار لسيطرة الدولة المصحوب بوجود بعض المزايا النسبية الداعمة للوجود الإرهابي، في مناطق الثقوب السوداء أصبح أمراً ينطوي على المزيد من المخاطر التي تهدد الأمن والسلام لا في هذه الدول الفاشلة وحسب، بل وبدرجة أكبر في دول العالم المتقدمة، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا.
حددت المداخلة على أساس هذه الظروف أن ثمة عوامل رئيسية متعددة ترتبط بصعود وتنامي الثقوب السوداء الإرهابية في العالم، فبالإضافة لعامل الجغرافيا الأقليمية هناك عوامل أخرى منها: الفساد، الفشل السياسي، الدين، والاثنية. وإذا كان العامل الجغرافي يتعلق بالبيئة الطبيعية فإن الفساد والعامل السياسي يتعلقان ويشيران إلى العجز وعدم القدرة المؤسسية لحكومات الدول الفاشلة في ممارسة السيطرة على الأرض، أما الدين والاثنية فيشيران إلى الاعتبارات المتعلقة بالفوارق والفواصل والتمييز الاجتماعي بين السكان.
أما الدكتور فرانك بوييز من جامعة أمستردام فقد ركز في مداخلته التي حملت عنوان (البعد الأمني الداخلي) على توضيح التوازي بين خصائص شبكات الإرهاب في البلدان الغربية وخصائص الثقوب السوداء الإرهابية، وقال تحديداً: بوجود (جيوب) في البلدان الغربية تشكل امتداداً للثقوب السوداء الإرهابية الموجودة في الدول الفاشلة.. وبكلمات أخرى يرى الدكتور فرانك بأن عناصر الشبكات الموجودة حالياً والناشطة في غرب أوروبا وأمريكا قد تم تجنديها وتدريبها وتصديرها إلى غرب أوروبا وأمريكا بحيث تم تكوينها ضمن شبكات إرهابية تنشط حالياً في أعمال العنف والتخريب.
المداخلة الثالثة حملت عنوان (الاستجابة ورد الفعل إزاء الثقوب السوداء) والتي قدمها البروفيسور الدكتور روب دوفييك، تناولت بالنقاش والدراسة مشاكل الأمن الداخلي والخارجي في أمريكا وبلدان غرب أوروبا باعتبارها مشاكل ترتبط جذورها الأساسية بمناطق الثقوب السوداء الإرهابية، وكان تركيزه بشكل رئيسي على استخدام العامل العسكري باعتباره الحل الوحيد الناجز للتعامل مع الثقوب السوداء الإرهابية الموجودة في الدول الفاشلة (أي دول العالم الثالث)، كذلك قال بأن دول الاتحاد الأوروبي لا تملك القدرة المادية والعسكرية والاستخبارية والسياسية الكافية للقيام بهذا الأمر، لذلك لابد من التعاون مع حلفائها الآخرين مستفيدة من بنود علاقات عبر الأطلنطي التي تربط غرب أوروبا استراتيجياً وأمنياً وعسكرياً واقتصادياً مع الولايات المتحدة الأمريكية. كذلك تحدث عن المهاجرين الموجودين حالياً في أوروبا وأمريكا باعتبارهم الأكثر خطراً في تنفيذ العمليات الإرهابية وقال: إن الجهود يجب أن تنصب باتجاه التدقيق والتشديد في عملية دخول الأفراد واستيعاب وإدماج المهاجرين.
وعموماً نقول: تسلسل مداخلات السيمنار يشير بوضوح إلى أنه تسلسل يهدف إلى ترسيخ الفكرة الآتية:
إن دول العالم الثالث هي دول فاشلة غير قادرة على السيطرة على أراضيها وبالتالي تقوم الجماعات والمنظمات الإرهابية باستغلال هذا الضعف وتنظيم صفوفها ثم الانطلاق إلى أوروبا وأمريكا مستغلة قوانين الهجرة والتوطين وإعادة التوطين من أجل تنفيذ العمليات الإرهابية، وبالتالي لابد لدول أوروبا الغربية من التحالف مع أمريكا والقيام بعمليات تدخل عسكري في هذه الدول الفاشلة التي تتضمن أراضيها الثقوب السوداء الإرهابية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد