بروكسل عاصمة الحب الأوربية تحتفي بثقافات الحب في العالم
اشارات المرور على شكل قلب بمناسبة عيد الحب وتنويعات من الشيكولاتة وأشياء جديدة براقة تتدفق من أنحاء اوروبا تجعل من بروكسل عاصمة الحب في اوروبا فضلا عن كونها عاصمة السياسة.
لكن بالنسبة للمغتربين الذين ينتمون لعدد كبير من الثقافات الاوروبية فان الاختلافات في اللغة والخلفية يمكن أن تتسبب في نجاح العلاقات او فشلها.
وعيد الحب الذي يعتبر في بعض الدول اختبارا للحب وفي البعض الاخر اهدارا للوقت يستغل في ادرار الربح يضع هذه الرومانسية تحت الميكروسكوب.
سارة الاستشارية البريطانية وجدت أن من الصعوبة بمكان تقبل احجام حبيبها الدنمركي السابق عن الاحتفال بعيد الحب بدعوى أن هذا العيد لا وجود له في الدنمرك.
وتقول سارة "لا يمكن أن أجادل في هذا لانهم فعلا لا يحتفلون بعيد الحب في الدنمرك لكنني كنت أعتقد أنه بما أنه يواعد فتاة انجليزية فبوسعه أن يحاول."
ولا تألو بروكسل جهدا في 14 فبراير حيث تخزن متاجر الشيكولاتة الهدايا ذات الطابع الرومانسي فيما يحول "أعضاء لجان عيد الحب الاهلية" ومعظمهم من الطلبة اشارات المرور لتصبح على شكل قلب.
لكن الاعياد من هذا النوع في بعض الاحيان تتحول الى أوقات عصيبة بالنسبة للاحبة حيث يمكن أن تؤدي الاختلافات الثقافية الى ايذاء المشاعر حين يحتفل أحد الطرفين بهذا العيد بحماس فيما يتجاهله الطرف الاخر.
ويقول الكس جاردنر اختصاصي علم النفس ومقره بريطانيا "قد لا يدرك أحد الحبيبين أن هناك توقعا بسبب الثقافة."
ان عيد الحب اختبار للمحبين من ثقافتين مختلفتين.
وقد تصبح المشاحنات قاسية بين الاحباب الذين ينتمون لثقافات مختلفة ويتحدثون في العادة لغات مختلفة ويتواصلون مع بعضهم بعضا بلغة ثانية مثل الانجليزية او الفرنسية.
ديفيد امريكي انفصل عن حبيبته اليونانية ويرجع السبب في هذا جزئيا الى الاختلاف الشديد في الاسلوب الذي يتعامل به كل منهما مع الخلافات.
ويقول ديفيد "بالنسبة لي هناك خلاف حقيقي بين الانجلو ساكسون ومن ينتمون لمنطقة البحر المتوسط. سكان البحر المتوسط يميلون الى خوض مشاحنة كبرى ثم تصبح الامور على ما يرام في اليوم التالي. الانجلو ساكسون يمكن أن يستغرقوا اياما لتجاوز هذا. هذا يسبب حقا مشكلة في التواصل."
ويكون سوء التواصل في العادة السبب في بداية نهاية العلاقات خاصة بين المحبين الذين لا يتحدثون نفس اللغة او ينتمون لثقافات مختلفة.
وقال بير كولين وهو سويدي كان يواعد فتاة اسبانية "يجب أن تبسط الامور. حين تقول شيئا ولا يفهمه الشخص الاخر فان هذا يثير الغضب."
وأضاف "نظريتي هي أنك يجب أن تتزوج أحدا من محيطك. تحتاج الى نقطة واحدة على الاقل للتواصل مع اي أحد بغض النظر عن حقيقة اعجاب أحدكما بالاخر."
وبعيدا عن الحواجز الثقافية فان نمط حياة المغتربين في بروكسل عنصر اخر يزيد الامور تعقيدا خاصة حين يعاد أحد الشركين الى وطنه.
وتقول اليان كينجو المحامية المتخصصة في الطلاق ومقرها بروكسل "الازواج الذين يغادر أحدهم البلاد فيما يمكث الاخر تتعقد الامور بالنسبة لهم بشدة ويطلقون لا محالة. ويكون هذا عادة بسبب التقاء أحدهما بشخص اخر."
ومعدلات الطلاق في بروكسل ضعف معدلاتها في بقية أنحاء البلاد وتفوق متوسط معدلات الطلاق في اوروبا بدرجة كبيرة.
لكن مواعدة شخص ينتمي لثقافة أخرى يمكن أن تكون دافعا للتحرر.
ميمي ارمسترونج المحللة النفسية التي تتخذ من بروكسل مقرا لها تقول ان الناس يمكن أن يشعروا بحرية اكبر في التعبير عن أنفسهم بلغة أخرى وأن يتعلموا الكثير من الاشياء المختلفة.
وأضافت "لديك الكثير لتلعب به. اللغات والخلفيات الثقافية المختلفة يمكن أن تعتبر موردا يضيف للعلاقة بدلا من أن يخلق عقبة."
وتتفق لورنا وهي استشارية اسكتلندية متزوجة من بلجيكي مع هذا الرأي تماما وتقول "حين التقيت زوجي فتح هذا لي عالما جديدا تماما علي الثقافة وأسلوب رؤية الامور."
الانباء السارة هي أن التزاوج بين الثقافات واللغات يمكن أن يكون مسليا وساحرا ويقارب بين المحبين.
الامريكية ايلين ماركس زين حصلت على اكثر مما توقعته من حبيبها الالماني.
فحين طلب منها الزواج لم تسمعه جيدا بسبب لكنته.
وأضافت "اعتقدت أنه طلب مني اشعال سيجارته. ثم سألني ما الوقت الذي أعتقد أنه سيكون ملائما فقلت له (على الفور ان كنت في حاجة ماسة لهذا)."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد