24-12-2017
مـؤشرات بزيادة الأمراض النفسية نتيجة الأزمة
بيّن الدكتور رمضان المحفوري مدير الصحة النفسية في وزارة الصحة أن لدينا ثلاثة أنواع من الاضطرابات النفسية الشديدة والمتوسطة والخفيفة الاضطرابات الشديدة تكون في حالات الاسترخاء 1-2 % من عامة الناس مشيراً إلى أنه إذا كان عدد سكان سورية عشرين مليونا فسيكون لدينا بناء على ما سلف أربعون ألف مريض نفسي وفي حالة الأزمات كما هو حال الأزمة السورية تتضاعف النسبة إلى 2-4%أي أنه لدينا في ظل الأزمة حوالي 80 ألف مريضٍ نفسي بحالة شديدة أما الاضطرابات المتوسطة ففي الحالات الطبيعية عادة تكون نسبتها بين 8-10% أما في حال الأزمات فتتضاعف لتصبح ما بين 15-20% وتالياً أصبح لدينا خلال الأزمة بحدود مليونا مريض نفسي لديهم اضطرابات متوسطة, أما الاضطرابات الخفيفة فهي غير مدروسة بشكل علمي دقيق لكنّ الاختصاصيين والخبراء النفسيين يقدرونها بحالة الاسترخاء بحدود 20- 25%, أما في حال الأزمات فالجميع لديهم اضطرابات خفيفة نتيجة التأثر بكل حيثيات الأزمة.
ردم الفجوة
وأشار الدكتور المحفوري إلى أنه تم تدريب 1400 طبيب اختصاصي غير نفسي منذ عام 2014 على 10- 12 مرضاً نفسياً وذلك سعياً لسد الفجوة لبعض الأمراض النفسية وليساعدوا في تقديم الخدمة النفسية وهم لم يصبحوا اختصاصيين نفسيين وإنما مساعدون في حال وجدوا أحد مرضاهم لديه أحد الحالات التي دربوا عليها أن يعالجوهم للتقليل ما أمكن من الفجوة كما أننا دربنا كل المعالجين النفسيين الذين كانوا في مواقع إدارية في وزارة الصحة على المعالجات النفسية وأصبحوا يعملون مع المرضى والمراجعين وأصبحت تأتينا منهم تقارير شهرية ودورية لأن عدد الأطباء النفسيين بحدود 70 طبيباً نفسياً فقط لافتاً إلى أنه إذا تقدم لهذا الاختصاص من 10- 20طبيباً يتخرج منهم فقط عشرة بالمئة ليس بسبب ضعفهم وإنما لعدم إغراء الاختصاص مادياً ولهجرة الأدمغة والتوجه لاختصاصات أخرى أكثر إغراء مادياً وتالياً فنحن بحاجة لسد الفجوة لأننا سنويا نخرّج عشرة أطباء نفسيين فقط .
معالجة 150 ألف حالة
وبين المحفوري أنه تمت معالجة حوالي 150 ألف حالة مرضية خلال عام 2017 في الجهات الصحية النفسية التابعة لوزارة الصحة علماً أن الذين هم بحاجة لعلاج نفسي حوالي 800ألف إلى مليون حالة أي بحدود 15% من الحالات المرضية مشيراً إلى أنه لدينا مشفيان خارج الخدمة حاليا بسبب الأزمة في المليحة وحرستا ولدينا شعبتان تم افتتاحهما من جديد في المشفيين الوطنيين في اللاذقية وحماة .
تخلف القوانين النفسية
وأشار الدكتور المحفوري إلى أن تخلف القوانين أدى إلى تصرفات خاطئة بحيث أن من يدخل المشافي النفسية يصبح محجوراً عليه وتالياً تسلب أمواله وأملاكه أحياناً من أقرب الناس إليه ونحن نشير إلى ذلك للتوعية لأن ليس كل من يدخل مشفى الأمراض النفسية محجوراً عليه والحقيقة أن الـ 2% من الحالات الشديدة من دون أزمات منهم 1% انفصام وإذا كان في سورية عشرون مليوناً معناها لدينا 200ألف مريض 10% منهم بحاجة لدخول المشفى أي لدينا بحدود 20ألفاً بحاجة للمشفى بينما المتاح يتسع فقط لـ760 سريراً وفعلياً 500 سرير ومشفى ابن خلدون في حلب نظرياً يتسع لـ350 سريراً وعملياً لحوالي 150سريراً, وفي دمشق مشفى ابن سينا يتسع لحوالي 60سريراً وشعبة المواساة لعشرين سريراً وشعبتا اللاذقية وحماة تتسعان لحوالي 40 مريضاً مناصفة, وتالياً فجميع الأسرّة لا يتجاوز عددها الألف وتالياً لدينا حوالي 19 ألف مريض ممن حالتهم شديدة ويحتاجون فعلاً للدخول إلى المشفى ليس لهم مكان أو سرير لذلك وجهنا المشافي النفسية ألا تقبل الحالات النفسية الميئوس منها وإنما أن يقبلوا الحالات التي يمكن بالعلاج يعود أصحابها إلى حياتهم الطبيعية. مشيراً إلى أن الميئوس منهم عالمياً لهم مراكز إيواء تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وتدعى (بيوت منتصف الطريق) ويتم الإشراف عليهم من خلال تمرير طبيب عليهم مرة أسبوعياً ويوجد عندهم ممرضون وممرضات لتقديم الخدمات التي يحتاجونها.
المصدر: ياسر النعسان - تشرين
إضافة تعليق جديد