مدارس وجامعات دير الزور تنبض مجدداً بالحياة
يعود الطلاب متلهفين إلى الكتب والورق والحبر ومقاعد الدراسة في مناطق سيطرة الحكومة بمحافظة دير الزور، بعدما حرمهم تنظيم داعش الإرهابي من مدارسهم وجامعاتهم.وذكر تقرير لوكالة «أ ف ب» للأنباء أنه في «قرية الشميطية غرب دير الزور، يركض أطفال على ظهورهم حقائب الدراسة الملونة في باحة واسعة أمام مبنى رملي اللون، قبل أن يصعدوا إلى قاعات الدراسة للجلوس خلف المقاعد المتراصة».
وأوضح التقرير انه «في إحدى غرف التدريس، يقول محمد الراغب بصوت خجول عمري 13 عاماً، ولا أعرف القراءة ولا الكتابة، دخل الإرهابيون إلى مناطقنا ومنعونا من الدراسة».وأضاف: يقول الطفل الجالس على مقعد خشبي في شعبة الصف الخامس «يجب أن أكون الآن طالباً في الصف الثامن، لكن ذلك لم يكن ممكنا»، مضيفاً «بقيت سنتين أهرب منهم (الجهاديون)» خشية التجنيد.
وأشار التقرير إلى أنه «داخل غرفة الصفّ ذات الجدران الصفراء، يجلس ثلاثة أطفال على مقعد يتسع أساساً لطفلين فقط. يتصفح أحدهم كتاباً، وتكتب طفلة أخرى الأرقام على دفترها الصغير».وخلال ثلاث سنوات من سيطرته، فرض تنظيم داعش قواعد صارمة على السكان، وألغى الدراسة وفق المنهج الحكومي، فمنع تعليم مواد الفيزياء والكيمياء واقتصرت مدارسه على تدريس الشريعة، وحصص الحساب على الرصاص والقنابل والسلاح.
أما اليوم، فيردد التلاميذ خلف معلمتهم أحلام (39 عاماً) الأرقام من واحد إلى عشرة أمام لوح أخضر اللون رسمت عليه فاكهة ونجوم.وعلى غرار الأطفال، حرمت أحلام وزملاء آخرون لها من التعليم خلال فترة سيطرة داعش على محافظة دير الزور، باستثناء أجزاء من المدينة، مركز المحافظة.وقالت المعلمة السمراء التي تضع حجاباً أزرق اللون، وفق التقرير: «اعتقدت أنه لم يعد لأطفالنا أي مستقبل»، أما الآن تقول أحلام «الحمد اللـه، الأطفال يدرسون، ليتعلموا على الأقل القراءة والكتابة».
وحرمت سيطرة التنظيم المتشدد على محافظة دير الزور 200 ألف طالب من التعليم فضلاً عن خمسة آلاف مدرس من مزاولة مهنتهم، وفق إحصائيات مديرية التربية في محافظة دير الزور
الوطن
إضافة تعليق جديد