قمة روسية - أميركية... و«أس 300» لسوريا؟
يبدو أنّ حدة التوتر بين موسكو وواشنطن، المتفاقمة خصوصاً على خلفية العداون الثلاثي الذي شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد سوريا، تتجه إلى الانحسار تدريجاً، وفق ما تشير إليه تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أكد اليوم جاهزية الروسي فلاديمير بوتين، للقاء نظيره الأميركي، دونالد ترامب، في واشنطن تلبيةً لدعوة الأخير.
تصريحات لافروف جاءت في سياق مقابلة أجرتها معه وكالة «نوفوستي»، لفت خلالها إلى أن «ترامب دعا بوتين لزيارة واشنطن، والرئيس الروسي مستعد للقاء نظيره الأميركي» الذي تطرق إلى مسألة الدعوة مرتين خلال حديثه مع بوتين عبر الهاتف الشهر الماضي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن التحضير للقمة لم يبدأ بعد، وأن وزارته ستبلغ الصحافيين بسير التحضير للّقاء المرتقب. وفي السياق، قال لافروف: «أريد أن ألفت نظركم إلى أن ترامب كان يعلن أكثر من مرة، في تصريحاته وتغريداته، أن الولايات المتحدة تسعى لعلاقات جيدة مع روسيا»، مشدداً على أنّ الطرفين «لن يسمحا بأن تتحوّل التوترات القائمة بين بلديهما إلى صراع مسلح»، في إشارة واضحة إلى رغبة البلدين في نزع فتيل التوتر.
واشنطن (لم) تجتاز «الخطوط الحمر»
خلال المقابلة، وفي سياق «العودة إلى مسألة أخطار المواجهة العسكرية» مع الولايات المتحدة، أكد لافروف أن «العسكريين لن يسمحوا بذلك»، مضيفاً: «لن يسمح بذلك، بالطبع، لا الرئيس بوتين، وأنا واثق لن يسمح كذلك الرئيس ترامب»، على اعتبار أن الرئيسين «انتخبا من قبل شعوبهما، وهما مسؤولان أمام هذه الشعوب عن السلام والأمن».كذلك، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الاتصالات «على مستوى القيادة العسكرية وعلى مستوى الجنرالات وبين ممثلينا وقيادة التحالف الأميركي»، خلال فترة التوترات التي سبقت ضربة ثلاثي العدوان وتلتها، حدّدت لواشنطن مكان وجود «الخطوط الحمر»، بما في ذلك «الخطوط الحمر» على الأرض جغرافياً. وأكد أنهم «لم يجتازوا هذه الخطوط الحمر»، وفق ما تُظهره النتائج.
تزويد سوريا بـ «أس 300»
من ناحية أخرى، رأى لافروف أن العدوان الثلاثي «يمنح موسكو الحق في تزويد دمشق بمنظومات الدفاع الجوي «أس 300»، علماً أن بلاده كانت، حتى الآونة الأخيرة، تتحمل «المسؤوليات الأخلاقية» أمام شركائها الغربيين، حيث وعدتهم قبل نحو عشر سنوات بعدم تسليم المنظومات الصاروخية إلى سوريا.
وفي هذا الخصوص، أشار إلى أن موسكو راعت، حينذاك، «البرهان الذي استخدمه هؤلاء الشركاء بأن تصدير هذه الأسلحة إلى سوريا قد يؤدي إلى نسف الاستقرار، وذلك على رغم أن منظومات «أس 300» سلاح دفاعي حصراً»، مشدداً على أن بلاده، ونتيجةً للعدوان، «لم تعد لديها أي التزامات أخلاقية الآن. لقد كانت لدينا التزامات أخلاقية. ووعدنا شركاءنا المعروفين بعدم القيام بذلك في غضون 10 سنوات، لقد أخذنا في الاعتبار حجّتهم بأن هذا سيؤدي إلى زعزعة الوضع، على رغم أن الوسائل للدفاع فقط، ومع ذلك فقد أصغينا إلى المطالب، لكننا الآن لا نملك أي التزامات أخلاقية».
كما تطرق مسؤول الديبلوماسية الروسية إلى إعلان نظام الدفاع الجوي السوري إسقاطه عدداً كبيراً من صواريخ التحالف الثلاثي، قائلاً: «الجيش الروسي سيقدّم أدلة على اعتراض نظام الدفاع الجوي السوري جزءاً من الصواريخ»، مشيراً إلى أن الجانب الروسي كان يتلقّى البيانات في شكلٍ فوري.
بريطانيا «متورطة» في فبركة هجوم دوما
تصريحات وزير الخارجية الروسي تخلّلها توجيه اتهام واضح إلى بريطانيا بـ«التورط في فبركة الهجوم الكيماوي» المزعوم في مدينة دوما السورية، بناءً على «الكثير من الأدلة» التي في حوزة موسكو.لافروف أشار إلى أن مقطع الفيديو الذي استخدمه ثلاثي العدوان كذريعة لشن «الهجوم المحموم» على مواقع تابعة للحكومة السورية، «يظهر بوضوح أن الأشخاص الذين زُعم أنهم يحاولون إنقاذ المتضررين جراء الهجوم الكيماوي (...) لا يستخدمون أي وسائل حماية شخصية، سوى أقنعة من الشاش لدى بعضهم».
وذكّر لافروف بأن هذا التسجيل المصور نُشر من قبل مسعفي «الخوذ البيضاء»، مؤكداً أن هذه المنظمة تعمل حصراً في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات المسلحة، بما في ذلك «جبهة النصرة» الإرهابية، «وليس سراً أنها تحظى بتمويل من بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية».من جهة أخرى، أشار لافروف إلى عدم منطقية تصريحات واشنطن وباريس ولندن بأن ضرباتها على سوريا استهدفت مواقع خاصة بتصنيع الأسلحة الكيماوية، مؤكداً أن «قصف موقع يُخزن فيه سلاح كيماوي لا يعني إلا السعي إلى إحداث كارثة إنسانية بالنسبة إلى مَن يقيم في محيطه».
أبرز ما جاء في تصريحات لافروف:
**الحملة الدعائية في الولايات المتحدة، ضد روسيا تلفظ أنفاسها الأخيرة على رغم أنه تم دعمها في شكل مصطنع بعقوبات غير مسبوقة.
**موسكو تسعى لضمان وصول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى دوما، وتأمل بأن يتم التحقيق بمهنية.
**البنتاغون يعرف الخطوط الحمراء التي من شأنها أن تؤدي إلى صدام عسكري مباشر بين روسيا والولايات المتحدة.
**العسكريون الروس عثروا على حاويات تحتوي على مادة الكلور في الغوطة الشرقية التي سيطر عليها المسلحون.
**كثيرون في الإدارة الأميركية يريدون حل المشكلة النووية في كوريا الديموقراطية بسرعة، لكن المفاوضات في شأن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة
**الكورية ستكون صعبة للغاية، خصوصاً بالنظر إلى الموقف الأميركي من الصفقة النووية الإيرانية.
**تمت الإشارة إلى أن مكان لقاء ترامب وكيم قد يكون في منغوليا أو إحدى الدول الأوروبية أو المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين.
**بيونغ يانغ تريد ضمانات أمنية لا يمكن انتهاكها مقابل التخلي عن البرنامج النووي. **روسيا لا تنوي تقديم مبادرة لاستضافة المحادثات بين الرئيسين الأميركي والكوري الشمالي.
يدلين: إذا وصل «أس 300» لسوريا سندمره
في تصريح لوكالة «بلومبرغ» الأميركية، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) السابق، عاموس يدلين، إن «إسرائيل ستقصف منظومات الدفاع الجوي «أس 300» الروسية، في حال منحتها الأخيرة للنظام السوري».واعتبر يدلين، الذي يدير «مركز بحوث الأمن القومي» وتربطه علاقات قوية مع قيادات الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أن «نشر مضادات الصواريخ الروسية في سوريا سيتم قريباً».
وقال: «أعرف سلاح الجو جيداً، تم وضع الخطط للتعامل مع مثل هذا التهديد. وبعد القضاء على الأخير- وهذا ما سنفعله بالضبط - سنعود لنقطة البداية».
الأخبار
إضافة تعليق جديد