استياء من نتائج اجتماع محافظ حمص مع مسرَّحي الدورة 102 .. هذا ما جرى داخل القاعة
أبدى عدد من العسكريين المسرَّحين من الدورة 102 عدم رضاهم، وأن اجتماعهم بمحافظ حمص في المركز الثقافي، لم يكن بحجم التوقعات والأحلام الوردية التي اعتقدوا أنها تنتظرهم بعد أن قضوا نحو ثماني سنوات في القتال للحفاظ على وحدة الدولة السورية وأمن مواطنيها.
نحو ألف عسكري مسرَّح تم إبلاغهم عن طريق مكتب الشهداء والجرحى بضرورة اجتماعهم بمحافظ حمص ليستمع إلى مطالبهم ويعمل على حلها فلبوا دعوة المحافظة واجتمعوا، لكن النتائج لم تكن مرضية و كان الاجتماع للصور التذكارية، بحسب وصفهم.
أحد الشباب المسرَّحين ممن حضروا الاجتماع قال “جلس بعض زملائنا في الصف الأول قبل بدء الاجتماع ليأتِ أحد الأشخاص ويطلب منهم الجلوس في الصفوف الخلفية لأن الصف الأول مخصص لبعض المسؤولين وعدد من المشايخ واستجاب الزملاء لطلبهم وعادوا للخلف”.
وبعد دخول المحافظ طلال البرازي إلى قاعة الاجتماع وقف الجميع دقيقة صمت اجلالاً لأرواح الشهداء ليتحدث بعدها عن الجهد الذي قضاه خلال شهر من الزمن في إقناع التجار والصناعيين لتأمين 260 وظيفة في القطاع الخاص لبعض مسرحي الدورة 102 ووجه شكره خلال الحديث للتجار والصناعيين.
وتابع الشاب حديثه: “طلب المحافظ طلال البرازي الاستماع للبعض من عناصر الدورة المسرحة وعندها وقف أحد زملائنا وطلب المساعدة في الحصول على قرض عقاري أو أي قرض آخر كونه لم يحصل على تعويض لأنه موظف وراتبه لا يكفي مصاريف عائلته “فأجابه المحافظ بهدوء بأن “هذا طلب شخصي ويحتاج قرارات و…”
وأشار الشاب إلى أنهم “وقّعوا على استمارات وجداول أسماء قبل التسريح بشأن توظيفهم وهناك قرارات متعددة بشأن الدورة 102 والتي لم يبق مسؤول في سوريا إلا وتحدث عنها إضافة إلى الوعود الكثيرة التي تلقيناها بشأن الحياة الرغيدة التي ستنتظرنا”.
وبعد انتهاء حديث الشاب الأول طلب شاب آخر المساعدة في الحصول على رخصة بناء لأن أرضه خارج التنظيم وهو بحاجة ماسة للسكن ولا يمكنه شراء أرض ضمن التنظيم، فأجابه المحافظ: بأن “طلبك شخصي وأنا أريد طلبات عامة” دون أن يحدد ما هي الطلبات العامة التي يرغب في سماعها”.
وقام أحد الموظفين بأخذ الميكرفون من الشاب وقال المحافظ بلغة غاضبة “أنا ماني جاي لهون لأسمع طلباتكم الشخصية وإذا بدي اسمعلكم بدي ساعتين”.
وتابع الشاب حديثه “ساد استياء عام من الطريقة التي تم التعامل بها مع زملائنا وخاصة بعد أن قال المحافظ لأحد رفاقنا “أنا ما عم اسمحلك تحكي وماعاد بدي اسمع لحدا منكم” فوقفنا وهتفنا للسيد الرئيس وغادرنا القاعة ليتدخل المحافظ ويطلب من البعض البقاء في القاعة فبقي أقل من نصف الحاضرين”.
أحد الباقين في القاعة قال : “بعد خروج أكثر من نصف الحضور من القاعة طلب عضو مجلس الشعب فراس السلوم من محافظ حمص أن يخفف اللهجة الحادة مع الحضور” قائلاً ” ما حدا قدم أكثر منهم غير الشهداء”.
“وعاد المحافظ بعدها لنفس الفكرة وهي تشغيلنا في القطاع الخاص وقوبلت الفكرة بالرفض لأننا قاتلنا على مدى ثمانية سنوات وقدمنا الدم والجراح والدولة بكل تأكيد قادرة على استيعابنا وهذا حق لنا يكفله الدستور كمواطنين”.
و أوضح الشاب في حديثه : “طلبت من المحافظ أن يتم تعيين بعض المسرحين في الوحدات الارشادية أو في الوحدات الإدارية بريف حمص اذا توفرت الشواغر ، كذلك اقترح أحد رفاقي أن يتم تحديد نسبة معينة لمسرحي الدورة 102 ضمن المسابقات التي تجري في محافظة حمص ولم يرد السيد المحافظ على هذه الاقتراحات”.
وتابع الشاب: “بعد الأجواء غير المريحة للاجتماع و فقدان الأمل من الحصول على وظيفة حكومية جاء دور عضو مجلس الشعب وائل ملحم للحديث وقبل أن يبدأ الكلام ضجت القاعة بالتصفيق له، ويبدو أن هذا العمل لم يرق لبعض المسؤولين الحاضرين فوعدنا الملحم بطرح مشكلتنا على مستوى عالٍ مؤكداً على أن أخبار جيدة سنسمعها خلال شهرين”.
تواصل تلفزيون الخبر مع عضو مجلس الشعب فراس السلوم والذي أكد بدوره على أن “تكون وظائف العسكريين المسرحين ضمن دوائر الدولة فالقطاع الخاص ليس فيه ديمومة ولا يمكن أن يستوعب أعدادهم سيما أن الوظائف قد لا تتناسب مع شهاداتهم العلمية التي يحملونها”.
وشدد عضو مجلس الشعب فراس السلوم على أن “واجب الحكومة تأمين فرص العمل للمواطنين وخاصة أننا لا نتحدث عن أناس عاديين، بل عن أناس قاتلوا وحموا البلد على مدار ثماني سنوات وقدموا الكثير من الشهداء والجرحى”.
يذكر أن عناصر الدورة 102 عايشوا الحرب في سوريا منذ بدايتها، فقاتلوا على كافة جبهات الوطن واستشهد منهم من استشهد ومن بقي كتب عليه القتال لكسب عيشه، فكانوا حماة للديار بصدق وما بدلوا تبديلاً.
محمد علي الضاهر - الخبر
إضافة تعليق جديد