عمليات إنزال جوي أميركي مشبوهة في ريف دير الزور
مع تردد أنباء عن انتهاء تنظيم داعش الإرهابي في شرق الفرات بـ«صفقة غير معلنة» مع «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا، وعمليات إنزال جوي أميركي مشبوهة في المنطقة، نفت «قوات سورية الديمقراطية – قسد» ذلك وأكدت أن إنهاء التنظيم يحتاج إلى أيام.
وكتب «مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن على صفحة «المرصد»: إن «التحالف وقسد يواصلان تمشيط ما تبقى من شرق الفرات، من مناطق كان فيها التنظيم قبل انتهائه كقوة مسيطرة، حيث انتهى التنظيم بعد استسلام من تبقى من عناصره بصفقة غير معلنة مع التحالف الدولي، إذ جرى نقلهم إلى وجهة غير معلومة».
وأشار عبد الرحمن إلى أن «أغلبية العناصر الخارجة هي من جنسيات غير سورية، وهناك أكثر من 3600 سبقوهم استسلموا لقوات سورية الديمقراطية، فلماذا هاتان الدفعتان فقط هي من جرى نقلها من التحالف الدولي؟»، متسائلاً: هل جرى اعتقال قادة من الصف الأول وقادة بارزين من الشخصيات المهمة في التنظيم؟ فالوضع يحتاج إلى تفسير من قوات التحالف الدولي، والتنظيم جرى القضاء عليه كتنظيم مسيطر أما خلاياه التي تضم من 4-5 آلاف عنصر موتناثرون في شرق الفرات.
وفي وقت سابق من يوم أمس ذكر عبد الرحمن أن «شرق الفرات شهد خروج دفعتين (من الدواعش) مؤلفتين من 440 عنصراً من جنسيات غير سورية، على متن شاحنات وبحماية التحالف الدولي وجرى نقلهم لجهة مجهولة، ولم يعد التنظيم مسيطراً على أي بقعة جغرافية في شرق الفرات، فقد يكون هناك عناصر للتنظيم في أنفاق جرى تجهيزها سابقاً».
وأشار الدفعتين ضمت الأولى استسلام 200 مسلح من التنظيم ضمن صفقة غير معلنة إلى الآن، وأفضت إلى استسلام نحو 440 مسلحاً آخرين وهم الدفعة الثانية.
ولفت عبد الرحمن إلى أنه «تجري تحضيرات لإعلان «المخرج» الأميركي بإنهاء التنظيم من كامل الضفاف الشرقية لنهر الفرات وفق الصفقة».
وفي وقت لاحق ذكر «المرصد»، أن «قسد» واصلت عمليات التمشيط ضمن المزارع الواقعة على مقربة من بلدة الباغوز شرق دير الزور الجيب الأخير للتنظيم، وذلك بحثاً عن متوارين من مسلحي داعش ضمن أنفاق عمد التنظيم إلى إنشائها إبان بسط نفوذه على المنطقة.
في المقابل، نفت «قسد»، الأنباء التي تحدثت عن القضاء على داعش، ونقل موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، عن قيادي رفيع فيها فضل عدم الكشف عن اسمه: إن «قسد تنفي تحرير بلدة الباغوز شرقي الفرات من تنظيم داعش».
وأكدت «قسد» أن «الإعلان عن انتهاء تنظيم داعش المحاصر في نصف كيلو متر مربع في شرق سورية سيتم في غضون أيام».
وقال ما يسمى القائد العام لحملة «قسد» في شرقي سورية، جيا فرات خلال مؤتمر صحفي عقده في حقل العمر النفطي، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء: «في وقت قصير جداً، لن يتجاوز الأيام، سنعلن رسمياً انتهاء وجود تنظيم داعش الإرهابي».
وبات التنظيم وفق فرات، «محاصراً في حي داخل بلدة الباغوز التي أصبحت تحت الرمايات النارية لمقاتلينا وتعد ساقطة نارياً ومحاصرة تماماً في مساحة جغرافية تقدر بنصف كيلو متر مربع».
ووفق «أ ف ب» خفّف «التحالف الدولي» من وتيرة ضرباته الجوية على الجيب الأخير للتنظيم، وقال المتحدث باسمه الكولونيل شون راين: «تستمر المعارك (…) لكننا لا نزال نرى مئات المدنيين يحاولون الفرار إلى بر الأمان»، وأكد أنه «جرى تخفيض الضربات للمساعدة في حماية المدنيين ونظراً لظروف ساحة المعركة».
واعتبرت الوكالة، أن إعلان الانتصار رسمياً على التنظيم، يمهد الطريق أمام ترامب لتنفيذ قراره بسحب كل القوات الأميركية من شمالي سورية، الذي شكل مفاجأة لحلفائه الغربيين والمقاتلين الأكراد، الذين أبدوا خشيتهم من أن يسمح القرار لأنقرة بتنفيذ تهديداتها بشن هجوم على مناطق سيطرتهم قرب الحدود.
على خط مواز، ذكر موقع «دير الزور 24» الإلكتروني أن قوّة خاصة تابعة لـ«التحالف الدولي»، نفذت عمليات إنزال جوي في ريف دير الزور، وتحديداً في منطقة فليطح في ريف المحافظة الشمالي، وأن العملية نفذت باستخدام مروحيتين من نوع أباتشي وأن العناصر المشاركين في العملية استولوا على 7 صناديق كبيرة لا يعرف ما بداخلها.
في الأثناء، اعتبرت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، ، أنه مع فقدان تنظيم داعش آخر معاقله، شرق الفرات، «انتفت الذريعة التي كانت تسوقها الولايات المتحدة، لدعم وحدات حماية الشعب الكردية».
ولفتت إلى أن بعض المسؤولين في الإدارة الأميركية، المعارضين للانسحاب من سورية، يواصلون ادعاءاتهم بضرورة «مواصلة مكافحة داعش بأشكال مختلفة».
من جانبها، نقلت وكالة «بترا» الأردنية عن مصدر أمني عراقي، أنه من المرجح أن يكون زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، محاصراً برفقة خمسة من وزرائه في منطقة صغيرة في دير الزور.
الوطن
إضافة تعليق جديد