حجو : 60 ألف جثة شهيد مدني و100 ألف جريح خلال سنوات الحرب..
أكدّ مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي في سورية الدكتور زاهر حجو أنه تم الكشف عن أكثر من 60 ألف جثة شهيد معظمهم من المدنيين خلال الحرب، إضافة إلى فحص ما يقارب 100 ألف جريح، مشيراً إلى أن الاستعراف على الشهداء لا يكون عن طريق تحليل DNA مباشرة، فأحياناً يمكن التعرف على الجثة عن طريق الصور الفوتوغرافية، كما حدث في حلب بداية الحرب فقد كان يتم الدفن بسرعة كبيرة بسبب كثرة الشهداء، إلا أننا كنا نأخذ صور لهؤلاء الشهداء، ونرقم كل صورة برقم القبر الذي دفن فيه الشهيد بهدف التعرف عليه من قبل ذويه، أما في حال كانت الجثة مشوهة بشكل كبير يتم أخذ عينة DNA من أجل إجراء الاختبار عليها.
مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي أشار أنه وخلال الفترة الماضية كثفنا العمل بموضوع الانتر بولوجي ( علم الانسان) وذلك بالتعاون مع طب الأسنان الشرعي بهدف الاستعراف الدقيق للجثة من خلال الرفات والعضم المتبقية من دون الوصول إلى مرحلةDNA ، وقد وصلت عدة حالات من مناطق من ريف دمشق وتم الاستعراف عليها بهذه الطريقة، مؤكداً أنه من المستحيل أن تدفن أي جثة مجهولة من دون أن تجرى لها فحص DNA سواء كان مدني أو عسكري، علماً أن تكلفة التحليل 100 ألف ليرة وتتحمل الدولة نفقاتها بالكامل.
وقال حجو: يوجد تعاون مع المنظمة الدولية للصليب الأحمر حيث تقدم حالياً بعض الاحتياجات مثل طاولات التشريح ، والمعدات اللازمة للتشريح، كما وعدت المنظمة أيضاً بالمساهمة في تجهيز مركز الاستعراف والتي يتم تجهيزه ليكون الأول في منطقة الشرق الأوسط حيث ستورد كل جثث مجهولة إلى هذا المركز و مقره دمشق، إضافة إلى تأهيل الطبابة الشرعية بمشفى حماة، وأيضاً في الشريبيشات مقر أحياء الطب الشرعي في دمشق، إضافة إلى إقامة ورشات عمل مع بعض المنظمات الأخرى بهدف تأهيل وتدريب الأطباء الشرعيين وزيادة مهاراتهم والاطلاع على العلوم المتطورة في مجال الطب الشرعي.
71 حالة انتحار العام الماضي
أما ما يتعلق بملف الانتحار يقول د: حجو ارتفعت النسبة في الحرب عما قبلها، إلا أنها لا يزال ضمن المعدلات العالمية، ففي العام الماضي كان هناك 71 حالة انتحار منها 22 شنق وهو العدد الأكبر، و 21 حالة بطلق ناري إضافة إلى 13 حالة انتحار عن طريق السقوط من أماكن مرتفعة ، أما باقي الحالات كانت عن طريق شرب السموم، كاشفاً أن محافظة حلب احتلت المرتبة الأولى حيث وصل العدد فيها 20 منتحر، تليها السويداء بـ17 حادثة انتحار، ومن ثم حماة 14 حالة، لافتاً إلى أن أهم دوافع الانتحار هي الظروف النفسية والمادية التي تنتج عن الحرب، ولكن رغم ذلك تعتبر نسبة ضئيلة جداً ولا تقارن بأي دولة وقعت فيها حرب ، علماً أنه وراء كل حادثة انتحار مرض نفسي.
وختم د: حجو بالقول: إنه مؤخراً تمّ تأسيس رابطة الأطباء الشرعيين في شمال افريقية والشرق الأوسط، وقد تم تفعيل دور سورية فيها حيث أصبحت مشاركة أساسية ومؤسسة لهذه الرابطة ، كذلك تم إعادة سورية ثانية إلى الربطة العربية للطب الشرعي بعد أن كانت مستبعدة في السنوات الماضية.
الحقيقة- ميليا إسبر
إضافة تعليق جديد