شارات المسلسلات وصفة إبداعية تزيد من شهرتها وتصنع هويتها السمعية
تسهم شارات المسلسلات في بعض الأحيان بانتشار الأعمال الدرامية وقد توازي شهرتها العمل ذاته ولا سيما ان كبار نجوم الغناء العرب يؤدونها بأصواتهم مع كلمات معبرة ولحن حيوي يلتصق بذاكرة المتابع للدراما.
وتأتي شارات الأعمال الدرامية ضمن الخطة التسويقية للشركات المنتجة فما أن تقترب ساعة الحسم معلنة بدء السباق الرمضاني حتى تبدأ شارات المسلسلات بغزو الشاشات العربية ومواقع التواصل الاجتماعي مشكلة هوية بصرية وسمعية للعمل ونافذة تمنح المشاهد فكرة أولية عن القصة والأبطال ولا سيما أنها تأتي متناغمة من حيث الكلمات والالحان مع مضمون العمل لكي يخرج إلى الجمهور بروح واحدة متوافقة حتى صارت هذه الشارات تصور منفردة على طريقة الفيديو كليب وتذاع كأغنية.
ومن شارات الأعمال الدرامية للموسم الحالي والتي حصدت انتشارا للموسم الثالث على التوالي شارة مسلسل الهيبة بعنوان مجبور التي كتب كلماتها الشاعر اللبناني علي المولى ولحنها الموسيقي السوري فضل سليمان وأضيف على الجزء الثالث في ختام المسلسل أغنية جديدة أزمة ثقة أداها المطرب ناصيف زيتون ومن ناحية الأداء تميزت شارة مسلسل هوا اصفر التي أداها النجم العربي لطفي بوشناق وهي من كلمات الدكتور موريس منصور وألحان الموسيقي طاهر مامللي بالكثير من المشاعر والأحاسيس والكلمات المعبرة.
وجاءت أغنية الشارة الخاصة بمسلسل عن الهوى والجوى من كلمات الفنان كفاح الخوص وغناء الشابين سارة درويش وروجيه لحام لتضفي روحا جديدة إلى العمل وتحقق له التميز.
وأدى كل من إياد حنا وميرنا سكيف شارة مسلسل شوارع الشام العتيقة وهي من كتابة كفاح الخوص وألحان خالد رزق حيث تميزت الأغنية بموالها والقدرات الصوتية العالية عند حنا.
شارة مسلسل غفوة القلوب أداها المطرب خلدون حناوي بصوته وإحساسه المرهفين وكان التأليف الموسيقي وكلمات الشارة لإيهاب المرادني كما كانت شارة مسلسل أثر الفراشة بصوت المغنية نيرمين شوقي وهي من كلمات زهير أحمد قنوع والتأليف والتوزيع الموسيقي لاري جان.
الأعمال الدرامية التي تتبع أسلوب الأجزاء منها ما غيرت شارتها مثل باب الحارة والتي كتبها الشاعر أسامة السعود ولحنها الموسيقي سعد الحسيني وغناها عدنان الحلاق على حين احتفظ مسلسل عطر شام بشارته للموسم الرابع على التوالي وهي من كلمات أسامة السعود وغناء عبد الرزاق المنجد وألحان سعد الحسيني أيضا.
وبعد الدراسة الموسيقية لمعظم شارات الموسم الحالي بين المايسترو نزيه أسعد مدرس في المعهد العالي للموسيقا وقائد للعديد من الفرق الموسيقية في تصريح لـ سانا وجود تفاوت في المستوى بين عمل وآخر لافتا إلى أن المخرج عندما يختار لقطات لمسلسله ليستعرضها بالشارة يكون حريصا على توضيح محاور تعطي فكرة مبدئية عن الشخصيات والأحداث.
ويشير المايسترو أسعد في الوقت ذاته إلى وجود محاولات جيدة عكست الهدف من الشارات في أعمال هذا الموسم إضافة لوجود خصوصية لكل عمل بمستواه السمعي والبصري وبشارتي البداية والنهاية.
وتختزل بعض الأعمال برأي أسعد مضمون المسلسل بشكل شبه واضح والأخرى تبدو استعراضية عادية وتبتعد في بعض الأحيان عن الموسيقا والكلام المكتوب لإيضاح فكرة المسلسل اضافة الى وجود تفاوت واضح بالمستوى بين الكلمة واللحن معتبرا ان هذا التفاوت سببه اختلاف الخبرات التي قامت بالكتابة والتلحين والتوزيع حتى بالمكساج الصوتي والموسيقي.
وعلى صعيد الموسيقا ذكر المايسترو أسعد أنه “لم يلحظ وجود خط جديد او تطور من حيث البنية الموسيقية أو الكلمة” وإنما تنفيذ موسيقي في أغلب الأحيان يعتمد على الموسيقا الالكترونية والأداء الحي للالات الشرقية والكلاسيكية وفي نواح اخرى المؤءثرات الصوتية الحديثة المعروفة بالنسبة للموسيقيين ومهندسي الصوت والعاملين في المكساج.
واكد المايسترو أسعد أن الشارة حتى تكون مؤثرة يجب ان تكون قريبة من إحساس من يسمعها وتنوع تكتسبه من تنوع الأحداث في العمل لافتا إلى أهمية الشارة بإيصال العمل الدرامي الى القمة بغض النظر عن السوية الدرامية التي يتمتع بها.
الثورة
إضافة تعليق جديد