أميركا تعلن عن قصف موقع للقاعدة في سورية والجيش يعزز جبهاته في ريف حلب
ساد الهدوء التام والحذر منذ بدء سريان وقف إطلاق النار صباح أمس الذي وافق عليه الجيش العربي السوري من جانب واحد، وسط أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية للجيش وحلفائه إلى جبهات ريف حلب، وتوقعات بأن يتم فتح الجبهة في المنطقة.
وبينما ذكر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه قتل أكثر من ٤٠ مسلحاً من تنظيمي «حراس الدين» و«هيئة تحرير الشام» بينهم قياديون، جراء قصف صاروخي تبعته انفجارات عنيفة، هزّت الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، أكدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أنها قصفت موقعا للقاعدة في سورية.
وقد ساد منذ الساعة السادسة من صباح أمس، منطقة خفض التصعيد في قطاعي ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي، ولم تستهدف وحدات الجيش العاملة بتلك الأرياف نقاط الإرهابيين وتحركاتهم، التزاماً منها بقرار وقف إطلاق النار في المنطقة كفرصة أخيرة للمجموعات الإرهابية، كي تخلي الطريق الدولي دمشق حلب حماة ومحيطه، والسماح للمدنيين لبلوغ مناطق سيطرة الدولة الآمنة، مع الاحتفاظ بحق الرد في حال لم يستجب تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه.
بدوره بيَّنَ مصدر ميداني، أنه حتى ساعة إعداد هذه المادة، والهدوء هو سيد الموقف في كل المحاور الساخنة، ولم يسجل أي خرق لافت أو حدث أمني كبير، ماخلا محاولة مجموعة إرهابية مما يسمى «أنصار التوحيد»، التسلل من على محور خربة الناقوس في ريف حماة الغربي باتجاه نقاط الجيش بالمنطقة للاعتداء عليها بقذائف الهاون، ولكن حاميتها تعاملت مع أفرادها بالأسلحة المناسبة وأرغمتهم على الفرار.
ويوم الجمعة الماضي، أعلن مصدر عسكري بحسب وكالة «سانا» للأنباء، الموافقة على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب اعتباراً من صباح السبت (أمس)، مؤكداً الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق من الإرهابيين.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، أن الجيش سيوقف اعتباراً من الساعة السادسة من صباح يوم أمس إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب من جانب واحد.وأضافت الوزارة: إن «المركز الروسي للمصالحة يدعو قيادات المجموعات المسلحة إلى وقف الاستفزازات والانضمام إلى عملية التسوية في المناطق الخاضعة لسيطرتها».على صعيد آخر، اكتشفت وحدة من الجيش خلال متابعة تمشيطها بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي مقبرة جماعية في موقع المرملة تضم جثامين عشرة شهداء كانت المجموعات الإرهابية قتلتهم ونكلت بهم.
وأوضح المصدر الميداني في تصريحه لـ«الوطن»، أنه تم إبلاغ الهلال الأحمر العربي السوري والدفاع المدني لانتشال الجثامين ونقلها إلى مستشفى حماة الوطني لإجراء اختبارات الحمض النووي لتحديد هوية أصحابها ليُصار إلى تسليمها لذويهم وأسرهم.
في الأثناء، نقلت مواقع إلكترونية معارضة، عن مصادر في التنظيمات الإرهابية بريف حلب الغربي، أمس، أنها رصدت وصول تعزيزات عسكرية للجيش وحلفائه إلى جبهات ريف حلب.ولفتت المصادر، إلى أن التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى جبهة «حلب الغربية تتركز حول منيان وضاحية الأسد و1070 شقة»، متوقعة أن تتواصل عمليات نقل العناصر والآليات للمنطقة خلال الأيام القادمة لهدف فتح جبهة في المنطقة هناك.
في المقابل، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن رتلاً عسكرياً تابعاً لجيش الاحتلال التركي دخل صباح أمس إلى الأراضي السورية، عبر معبر كفرلوسين شمال إدلب على الحدود مع لواء إسكندرون السليب، ويتألف من عربات مصفحة وسيارات عسكرية شوهدت على أوتستراد حلب – دمشق الدولي، حيث انقسم الرتل إلى قسمين أحدهما توجه إلى معرحطاط حيث تتمركز قوات الاحتلال التركي منذ سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة خان شيخون على حين توجه القسم الآخر إلى نقطة المراقبة التركية في بلدة الصرمان شرق إدلب.
في غضون ذلك، ذكر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن أكثر من ٤٠ مسلحاً من تنظيمي «حراس الدين» و«هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها «النصرة» واجهة حالية له قتلوا جراء قصف صاروخي تبعته انفجارات عنيفة، هزّت الريف الجنوبي لمحافظة إدلب وسط معلومات عن استهداف تجمع لقيادات «الهيئة» و«حراس الدين» الإرهابيين، مشيرين إلى أن من بين القتلى قياديين.
وبحسب النشطاء، فإن المعلومات الأولية تتحدث عن صواريخ أطلقت من قبل «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بناء على معلومات استخباراتية، وعددها 6 صواريخ.وفي وقت لاحق ذكرت وزارة الدفاع الأميركية بحسب وكالة «أ ف ب» أنها قصفت مواقع للقاعدة في سورية، علماً أن تنظيم «النصرة» يعتبر فرع القاعدة في سورية.ونشرت تنسيقيات الإرهابيين مقطع فيديو لآثار القصف الذي تعرضت له تجمعات إرهابيي «حراس الدين» في إدلب، حيث تمت الإشارة إلى قيام «التحالف» بذلك، ولم يتسنى لـ«الوطن» التأكد من ذلك حتى ساعة إعداد هذه المادة.
إلى ذلك، زعمت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن التنظيمات الإرهابية أسقطت طائرة استطلاع روسية كانت تقوم بمهمتها لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب إدلب، في حين أفادت مواقع إخبارية تركية بأن النظام التركي أعاد فتح معبر باب الهوى أمس، ليعود للعمل بشكل طبيعي، وسط تدابير أمنية واسعة، خشية تكرار ما حدث أول من أمس، حيث أطلقت القوات التركية على الحدود مع سورية الغاز المسيل للدموع الجمعة لتفريق تظاهرة ضمت مئات السوريين على الجانب السوري من الحدود، وحاول بعضهم اختراق المعبر، وأحرقوا، صورة رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان.
الوطن
إضافة تعليق جديد