الأسد: تهديدات أنقرة فقاعات
«بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال (تركيا)»، بحسب تعبير الرئيس السوري بشار الأسد، في كلمة متلفزة أمس بمناسبة التحرير الكامل لمدينة حلب، يُكمل الجيش السوري وحلفاؤه عملياتهم العسكرية ضدّ الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة. ويوم أمس، بدأت قواته عمليات تمشيط واسعة للمناطق التي حرّرتها في ريفَي حلب الغربي والشمالي الغربي، حيث عثرت على أنفاق وخنادق ومقرّات محصّنة للمسلحين في ضهرة عبد ربه، والمحلق الجنوبي، في الريف الحلبي الغربي المتاخم للمدينة. كما بسط الجيش سيطرته على قرية ومنطقة الشيخ عقيل الجبلية في ريف حلب الشمالي الغربي، إضافة إلى بلدتَي عنجارة وقبتان، وقرى بسرطون وحور والقاسمية والسلوم وبالا وجبل قبتان في أقصى ريف حلب الغربي. وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، فقد وصلت حصيلة قتلى المسلحين، خلال معارك ريفَي إدلب وحلب منذ الـ24 من الشهر الفائت، إلى 659.
وأكد الأسد، في كلمته أمس، أن «معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة»، مشدداً على أن «هذا التحرير لا يعني نهاية الحرب، ولا يعني سقوط المخطّطات، ولا زوال الإرهاب، ولا يعني استسلام الأعداء، لكنه يعني بكلّ تأكيد تمريغ أنوفهم بالتراب كمقدمة للهزيمة الكاملة عاجلاً أم أجلاً، وهو يعني أيضاً ألّا نستكين، بل أن نُحضّر لما هو قادم من المعارك».
وفي حين يتابع الجيش عملياته، افتتح أمس ممراً إنسانياً في مجيرز غربي مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، لتأمين خروج المدنيين من مناطق انتشار المسلحين في إدلب. وفي المقابل، أنشأ الجيش التركي نقطة عسكرية جديدة في قرية البردقلي التي تقع بين مدينة الدانا وبلدة سرمدا في ريف إدلب الشمالي. كما أنشأ نقطة مراقبة عسكرية جديدة له بالقرب من قرية نحليا شمالي مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي. وهو ما تعزوه مصادر ميدانية إلى أن الأتراك يتوقعون مزيداً من التقدّم للجيش السوري في عمق محافظة إدلب، بحيث يصبح خط التماس هو نفسه الخط الذي تمتدّ عليه النقاط العسكرية التركية حالياً، بدءاً من دير سمعان ودارة عزة شمالاً، وصولاً إلى أريحا وكفرنبل جنوباً. وتحاول أنقرة، من خلال تثبيت نقاطها العسكرية واستحداث أخرى على هذا الخط، إرغام الجيش السوري وحلفائه على التوقف عنده، وتثبيت ذلك في أيّ تفاهم تركي - روسي، بدلاً من تحقيق مطلب الانسحاب الذي رفعته تركيا أخيراً.
وعلى رغم تعثرها مراراً، تستمرّ محاولات التوصل إلى تفاهم جديد حول إدلب بين روسيا وتركيا. وقالت الخارجية التركية، أمس، إن «وفداً برئاسة نائب وزير الخارجية التركي بحث مع مسؤولين روس في موسكو الأوضاع في إدلب». وأضافت أن «تركيا شدّدت على ضرورة خفض التوتر» هناك، مشيرة إلى أن «المحادثات ستستمرّ يوم الثلاثاء (اليوم)». وأوضحت أن المسؤولين الأتراك والروس «ناقشوا الاحتياطات التي يمكن اتخاذها من أجل تنفيذ الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها في وقت سابق بشكل كامل، ووقف الانتهاكات في إدلب». وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن، في وقت سابق، أن «العسكريين الروس والأتراك الموجودين على الأرض في سوريا على تواصل دائم، ويبحثون في ما بينهم تغيرات الأوضاع، ويوجد بينهم تفاهم كامل». كما عبّر عن أمله في أن «يتمكّنوا من تقديم أفكار من شأنها أن تؤدي إلى خفض التوتر في الوضع على أساس الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها بين الرئيسين الروسي والتركي».
في هذا الوقت، تتواصل محاولات واشنطن الاستثمار في الخلاف الروسي - التركي حول إدلب، عبر تأكيدها تضامنها مع أنقرة بوجه دمشق وموسكو، واستعدادها لدعم جهودها. وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جود دير، أمس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب في اتصال هاتفي مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، عن رغبته في أن تتوقف روسيا عن تقديم المساعدة للحكومة السورية. كما أعرب ترامب عن «قلقه» إزاء الوضع في محافظة إدلب، وشكر «جهود تركيا لمنع وقوع كارثة إنسانية» هناك. في المقابل، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، ردّاً على تصريحات ترامب، أن «موسكو ستواصل دعمها لعمليات الجيش السوري ضد الإرهابيين».
عقوبات أوروبية جديدة
أعلن المجلس الأوروبي إدراج 8 رجال أعمال سوريين وشركتين اثنتين في قائمة العقوبات الخاصة بسوريا، بسبب ما سمّاه «أنشطة تستفيد منها الحكومة السورية»، ليرتفع بذلك عدد الأشخاص والشركات المدرجين في هذه القائمة إلى 277 شخصاً، و71 مؤسسة. وتأتي هذه الخطوة في إطار تشديد الحصار على سوريا، وضمن سياسة «الضغوط القصوى» الممارَسة عليها. كما تأتي قبيل أشهر من تفعيل قانون «قيصر» الأميركي (حزيران/ يونيو المقبل)، والذي سيؤدي دخوله حيّز التنفيذ إلى مضاعفة أثر العقوبات على الحكومة والشعب السوريين.
الأخبار
إضافة تعليق جديد