سورية: الضغط الذي تمارسه واشنطن وحلفائها هدفه التغطية على الكذب الذي تمارسه
أكد نائب وزير الخارجية و المغتربين- رئيس اللجنة الوطنية السورية لتنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية الدكتور فيصل المقداد ظهر اليوم ، خلال اجتماع دعت إليه اللجنة الوطنية في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين للسفراء و رؤساء البعثات المعتمدين لدى دمشق، بأن ما قامت به سورية بعد انضمامها إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية في أيلول عام 2013 هو الدليل الأكيد على مصداقيتها ورغبتها في الوفاء بكل ما يترتب على عملية الانضمام هذه من التزامات، وتعاونت، وما تزال، بشكل تام ووثيق مع الأمانة الفنية للمنظمة لتنفيذ كل تلك الالتزامات، لأن سورية وقيادتها معروفة بوفائها لالتزاماتها ووعودها وعهودها.
وأضاف الدكتور المقداد بأن سورية كانت تدرك منذ بداية الحرب عليها بأن السياسة الأمريكية قد بنيت على الأكاذيب ومحاولات شيطنة الدولة السورية و الجيش السوري، لذلك كانت توجه الاتهامات للحكومة السورية، وبعد ذلك تجري فبركة الأدلة، والجميع بات يعرف توقيت الإعلان عن مسرحيات استخدام الأسلحة الكيميائية. التوقيت كان دائماً يأتي على خلفية التقدم الذي يحققه الجيش في مواجهة الإرهابيين، وكانت الولايات المتحدة وحلفائها يعيشون حالة من الهلع خشية انكشاف الإرهابيين الذين استخدموا تلك الأسلحة، تحت ذريعة محاربة استخدام السلاح الكيماوي كانت الولايات المتحدة تقوم بالعدوان على سورية والجيش السوري.
وتساءل الدكتور المقداد، إذا كان الجيش السوري يتقدم في مواجهة الإرهابيين وبشكل جيد فلماذا نحتاج للسلاح الكيميائي؟ وأضاف تأكيده على عدم امتلاك سورية لأي سلاح كيميائي وأنها لم تستخدم هذا السلاح اطلاقاً لأنها لم تعد تمتلكه أصلاً.
وقال الدكتور المقداد، الولايات المتحدة الأمريكية، عملت مع جوقة حلفائها على استصدار قرار تم بموجبه إنشاء ما يسمى "فريق التحقيق وتحديد الهوية"، هذا الفريق غير الشرعي والذي يخالف ما تنص عليه اتفاقية الأسلحة الكيميائية، وقد حددت سورية بشكل رسمي موقفها منه بتاريخ 23 نيسان 2019، ومعها العديد من الدول الصديقة.
وأضاف الدكتور المقداد، بأن هذا الفريق غير الشرعي، قام بالدور المنوط به، وبين الدكتور المقداد بالوقائع والأدلة حجم الكذب والتضليل الذي تضمنه هذا التقرير، وكيف تعمل الولايات المتحدة، ومعها العديد من الدول الغربية، على الترويج لهذا الفريق والتقرير الذي أصدره، وبأن سورية تدرك أن الضغط السياسي الذي تمارسه واشنطن وحلفائها هدفه التغطية على عملية التضليل والكذب التي انتهجها هذا الفريق لتصنيع الاتهام وتركيبه وتوجيهه للجيش العربي السوري، الذي يحارب الإرهاب العالمي نيابة عن العالم أجمع.
وتحدث الدكتور المقداد عن تقييم سورية لتقرير " فريق التحقيق وتحديد الهوية"، مؤكداً على أنه تقرير كاذب ومسييس وغير واقعي، ولا قيمة له من الناحية المهنية والفنية والعلمية، ومليء بالتناقضات، وتمت صياغة التحقيقات الوهمية عن بُعد في تركيا، وجاءت الاستنتاجات بالشكل الذي يناسب توجيه الاتهام للحكومة السورية والجيش العربي السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية، كما هو مُبيّن في الرد السوري على هذا التقرير في الوثيقة الرسمية التي تم توزيعها على السفراء الحضور.
وأشار الدكتور المقداد إلى أن من بين الأهداف الرئيسية لهذا التقرير هي تبرير العدوان الموصوف الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا على سورية بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الجيش العربي السوري في تلك الحوادث وغيرها، وبذات الوقت دعم المجموعات الإرهابية وتبرير التدخل في الشؤون الداخلية لسورية.
وفي شأن متصل، تطرق الدكتور المقداد إلى مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع بعض الدول الغربية لطرحه على الاجتماع القادم للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وأشار إلى أن واشنطن وحلفائها يتحركون الآن لدى العديد من العواصم من أجل تمريره مستخدمين لهذا الغرض وسائل الترغيب والترهيب والتهديد والابتزاز.
وأشار الدكتور المقداد إلى أن تسييس عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالنسبة للملف السوري أمر يجب أن يكون مرفوضاً من قبل جميع الدول المناصرة للحق والعدل، وينبغي على الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة الكيميائية أن تضع حداً لمحاولات الولايات المتحدة وعدد من البلدان الأخرى وضع المنظمة في خدمة مصالحها الجيوسياسية، معتبراً أن مشروع هذا القرار ما هو إلا غطاء للإرهابيين وتشجيعاً لهم على الاستمرار في ارتكاب جرائمهم بحق أبناء الشعب السوري، وبذات الوقت هو محاولة للتأثير السلبي والخطير على الجيش العربي السوري الذي يحارب الإرهاب نيابة عن العالم منذ أكثر من تسع سنوات ولا يزال.
وفي ختام اللقاء، أكد الدكتور المقداد بأن كل هذه الألاعيب والأعمال العدوانية لن تثنينا عن الاستمرار في محاربة الإرهاب والصمود في وجه العدوان المستمر الذي تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وأدواتها. وطالب الدكتور المقداد السفراء بنقل هذه المعلومات والرد السوري على تقرير هذا الفريق غير الشرعي إلى عواصمهم، وأن يطلبوا من دولهم رفض مشروع القرار المذكور والوقوف إلى جانب سورية لأنهم يقفون مع العدل والحق.
إضافة تعليق جديد