دراسة جامعية: نصف السوريين لا يخافون من الإصابة بكورونا واعتبروه مرضاً غير خطير
أظهرت نتائج دراسة مقطعية عبر الإنترنت من سورية حول معرفة وممارسات أفراد المجتمع تجاه «كوفيد-19» أن نحو ثلاثة أرباع المشاركين، والبالغ عددهم 4336 فرداً من 14 محافظة، على «معرفة جيدة» بالفيروس المستجد من حيث أعراضه وطرق انتقاله وفترة حضانته والوقاية منه، على حين أبدى نصفهم عدم خوفهم من الإصابة به على اعتباره «ليس مرضا خطيرا»!
وكشفت الدراسة أن 68.7 بالمئة من المشاركين عبروا عن قناعتهم بأن «إجراءات الحجر» أثرت فيهم اقتصادياً على حين التزم 65.8 منهم بالإجراءات الوقائية للوقاية من الفيروس مثل البقاء في المنزل وتجنب مصافحة اليدين وممارسة النظافة الصحية لليدين.
وبيّنت الدراسة، التي أجراها أساتذة باحثون في إحدى الجامعات الخاصة بحماة بالتعاون مع أساتذة من الجامعات السورية المختلفة ونشرت في «المجلة الأوروبية للعلوم الطبية الحيوية والصيدلانية» العلمية العالمية المحكمة، أن 73.7 بالمئة من الأفراد، أي حوالى ثلاثة أرباع المشاركين، على «معرفة جيدة بالمرض»، وخصوصاً الأعراض الرئيسية وفترة الحضانة وطرق الانتقال ووسائل الوقاية منه «وهذا على درجة كبيرة من الأهمية حيث يلعب الوعي العام بالتعامل مع الأمراض المعدية دوراً حيوياً في الحد من انتشار العدوى، كما يرتبط الالتزام بالتدابير الحكومية لاحتواء الوباء ارتباطًا وثيقًا بمستوى المعرفة بالمرض».
ووفق الدراسة، التزم 52.5 بالمئة فقط من المشاركين بارتداء قناع الوجه في الأماكن المزدحمة «وهي أقل بكثير مما ورد في دول أخرى»، ويرجع السبب ربما إلى اعتقاد نصف المشاركين أن COVID-19 «ليس مرضاً خطرأ»، وقد عبروا عن عدم خوفهم من الإصابة به. في المقابل، أظهر كبار السن وربات المنزل مستوى أقل من المعرفة ودرجة التزام أكبر بالإجراءات الوقائية مقارنة بالفئات العمرية والمهنية الأخرى.
وأكد 58.6 بالمئة من المشاركين على أن إجراءات الحجر «أمر ضروري»، بينما ذكر 68.7 بالمئة أن إجراءات الحجر أثرت فيه اقتصادياً، لكن الفجوة الأكبر في المعرفة بين المشاركين ارتبطت بعلاج المرض، حيث أفادت الدراسة أن 19.8 بالمئة من المشاركين اعتقدوا أن المضادات الحيوية فعالة بالنسبة لـcovid-19!.
الدراسة المقطعية، التي شارك في بحوثها الدكاترة حسين العيسى وروعة الكيالي (الجامعة الوطنية) وعبدالله خوري وأحمد جدوع (جامعة حلب) ووليد خدام (جامعة البعث) ومازن سلوم (مشفى تشرين الجامعي) وصلاح شحادة (جامعة دمشق)، أجريت على شبكة الإنترنت في نهاية شهر حزيران/ يونيو 2020 بين مستخدمي الإنترنت السوريين وشارك فيها 4336 فرداً من 14 محافظة تراوحت أعمارهم بين 15 و73عاماً، 59.2 بالمئة منهم من النساء و43.4 بالمئة منهم من الحاصلين على درجة جامعية أو أعلى بينما نسبة العاملين في مجال الرعاية الصحية أو المجال الطبي 29.7 بالمئة.
بينما وصلت نسبة سكان المدن من المشاركين في الدراسة إلى 72.3 بالمئة ونصفهم من محافظات المنطقة الوسطى من البلاد.
اللافت بموجب نتائج الدراسة، اهتمام المشاركين بالممارسات التي تقوي المناعة وتدعمها، حيث سجل حوالى 74.2 بالمئة من المشاركين تناولهم للفيتامينات والحمضيات بينما ذكر 44.2 منهم شربهم مغلي الأعشاب الطبية بهدف الوقاية من العدوى. أما الأعشاب التي استخدمها المشاركون فهي معروفة جيداً كجزء من الطب الشعبي الذي اعتاد العديد من السوريين ممارسته، وأكثرها تكراراً كان البابونج والزعتر البري وإكليل الجبل والزوفا والميرمية.
طُلب من المشاركين في الدراسة، التي يوصي باحثوها باستمرار نشر التوعية بهذا المرض عبر الإعلام المرئي ووسائل التواصل الاجتماعي كمصادر رئيسية للمعرفة لدى السوريين، تحديد مصادر معلوماتهم حول «كوفيد- 19» فكانت مصادر المعرفة الأكثر شيوعاً هي القنوات التلفزيونية / الفضائية بنسبة 92،1 بالمئة مقابل 78.1 بالمئة لوسائل التواصل الاجتماعي و66.7 بالمئة للأصدقاء العاملين في مجال الرعاية الصحية والطبية تليها مواقع الإنترنت العلمية على شبكة الإنترنت بنسبة 39.1 بالمئة
الوطن - خالد زنكلو
إضافة تعليق جديد