إدلب تشتعل بمظاهرات ضد الهيئة والجو لاني
بدأ أهالي مدينة إدلب اليوم الأول من العام الجديد بمظاهرات جديدة وحاشدة تطالب بإسقاط “هيئة تحرير الشام” وزعيمها الجولاني، وذلك بسبب الفساد والتجاوزات الأمنية ضد المدنيين في المنطقة، والتي كان آخرها مقتل مدنيين برصاص الهيئة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، امس الجمعة، تسجيلات مصورة تظهر المظاهرات الغاضبة وسط مدينة إدلب بمشاركة مئات المدنيين وبحضور النساء والأطفال، وطالب المتظاهرون برحيل زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني والكف عن قتل أبناء المدينة، وسط هتافات تقول: “يلعن روحك جولاني”، و”يا جولاني دم ولادنا ما بروح هدر” و”هي ويالله ما منركع إلا لله”.
وجالت المظاهرة الشعبية بعض شوارع مدينة إدلب، رفعت من خلالها شعارات مناهضة للهيئة وزعيمها وكان أبرزها : “اتقوا الله في الدماء التي قدمت على الثغور للدفاع عن المدنيين في الداخل”، فيما تخللها إطلاق نار من عناصر “تحرير الشام” ما دفع المتظاهرين لمهاجمة “أمني الهيئة” المسؤول عن إطلاق النار عليهم.
واندلعت المظاهرات الأخيرة في مدينة إدلب ضد هيئة “تحرير الشام” المسيطرة على المنطقة، الجمعة الماضي، وذلك على خلفية مقتل مدنيين اثنين برصاص عناصر الهيئة على أحد الحواجز والتهرب من تطبيق أحكام القصاص بحق القتلة، إضافة للانتهاكات والاعتقالات المتزايدة تجاه المدنيين في الشمال السوري.
وبدأت شرارة الأحداث الأخيرة خلال بمقتل الشابين (عمر طه غنوم، و وضاح عبد الكريم غنوم) على أيدي عناصر “تحرير الشام” والتي منعت إسعافهما وادّعت مقتلهما بطريق الخطأ، لتقوم الهيئة باعتقال العناصر المتهمين وتعد بمحاكمتهم وبإعدامهم بهدف امتصاص الغضب الشعبي، بحسب مصادر محلية..
وأضافت المصادر، أن الهيئة أخلفت لاحقاً بوعودها وأصدرت أحكاما مخففة عن العناصر المتهمين بالقتل، وتراوحت الأحكام بين النفي والسجن ودفع الديّة، حيث أبلغ أبو ماريا القحطاني (أبرز قياديي الهيئة) ذوي القتلى بأن هذا القرار لا رجعة فيه وقال “إذا ماعجبكم تصطفلوا”.
ولم تعلق الهيئة على الأحداث الأخيرة حتى ساعة إعداد هذا التقرير، فيما تعمد عادة إلى ملاحقة واعتقال المناهضين لسياستها، مقابل غياب جهات حقوقية وقضائية منصفة لمطالب وقضايا المدنيين في المنطقة.
وتسيطر “تحرير الشام” على محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب، بعد طرد الفصائل الأخرى من تلك المناطق وفرض نفوذها بمعارك واشتباكات واسعة على مدار الأعوام الماضية، ورغم الرفض الشعبي لحكمها للمحافظة.
وتتهم “الهيئة” (المصنفة على قوائم الإرهاب الدولي) بانتهاكات واسعة ومتكررة ضد المدنيين، متمثلة بحملات اعتقالات بتهم مختلفة وتجاوزات أمنية من عناصرها واعتقال الناشطين والإعلاميين، إضافة للوضع الاقتصادي المتردي بسبب سياستها الحالية في المنطقة.
وكالات
إضافة تعليق جديد