قصص قصيرة لـ باسم سليمان
ثياب
بلغتُ منذ فترة.
وهذا الذي اعتبره بلوغ؟ ,لا حظه أبي في تفاصيل ظلي الذي بدأ ينمو بشكل يدل على تسارع حركة الشمس بالسماء. ومن بعدها همهمات رفاقي في محاولتهم لمجاراة ظلي !.
لم نكن عائلة فقيرة ,ولكن الأصغر يلبس الثياب التي ينمو عنها جسم الأكبر. وأنا الأكبر بين أخوتي فلم يكن هناك من كبير غير أبي لذلك كانت ثيابه من نصيبي بدء من حذائه إلى سراويله وقمصانه . وكنت ألبسها كما هي بدون أي محاولة لتقيسها عليّ . فيبتسم أبي وبفم ملأن يقول: رجال !!!.
أما رفاقي فكان يقولون: أني أشبه بالمهرج الذي يطلع بالتلفزيون!!.
أما أمي فكانت خياطة ماهرة؟
15\4\2007
تمت
الشاعرة
صرختُ: أنها هي؟!! وضممتُ الكتاب إلى صدري!.
أنها من أهدتني أول شفرة حلاقة؟. ومن سرّبتْ يداها بشعر صدري في أوائل الربيع كخادرة تتفتح مثلها زهرة النرجس . كم هي شاعرة رائعة؟. أنها تعرف جداولها كالضفاف وتستر قلبها بعري النهار, وترتدي في الليل الظلال.
عرفتها من كتابها الأول الذي وقع بيدي صدفة أما البقية فحصلت عليها من معرض للكتاب الذي يعود تاريخ إصدارهم إلى ثلاث سنوات مضت, كطبعة أولى, استنفذت وأعيد طباعتها. لا أعرف ما كان يعترني عندما أراقب كتبها في صدر المكتبة التي من أجلها اشتريتها؟.
أهو الحب؟! .
سنة مضت, وبقيتْ هي في لون الحرف ,بعيدة عن الأضواء. إلى أن قرأت بالجريدة عن خبر توقيعها كتابها السادس.
مضى الوقت كالسلحفاة وأنا أتنطط حولها كأرنب يمارس هزيمته بإصرار.
دخلتُ.................
كان هناك جمع غفير, تبينت طاولتها من الدائرة البشرية حولها, اشتريت كتاب وتقدمت نحوها لكي أوقعه من يدها التي حلمتُ بها تخط إهداءها لي , لي فقط؟!
ضئيلة كانت خلف الطاولة واليد زنرتها خواتم السنين وشعر أبيض لا حبر له .
بوجه فارغ من الزمن سألتها أأنتِ أنتِ؟؟! .
وقبل أن تجيب كنتُ غادرت المكان !.
جلستُ قبالة المكتبة, تناولت كتابها الأول, وبدأت بالقراءة.
16\4\2007
تمت
باسم سليمان
الجمل: من مساهمات القراء
إضافة تعليق جديد