مخترع يضع حلاً مبتكراً يؤمّن للمتضررين من الزلزال ٥٠٠٠ منزل شهرياً
بين المخترع والمدرب عصام حمدي أنه بعد مرور قرابة الشهر على الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة, وبعد مراقبة الوضع العام للمتضررين ومتابعة المشكلات التي يعانونها، يتبيّن أن مشكلة السكن وإيواء المشردين هي أولوية إنسانية، وبما أنه لم يوجد حلّ جذري لهذه المشكلة وللظروف الطارئة فقد صمّمت منزلاً سريع الإنشاء ويمكن إنشاء عشرات أو مئات المساكن منه بسرعة قياسية وبزمن قليل وبتكلفة مقبولة.
ويتابع حمدي: المنزل سريع التشييد صمّم بشكل قالب يصب بأحد أنواع الفوم المناسبة والتي تتصلب بسرعة، ووضعت في الحسبان أن يكون المنزل مريحاً كأنه منزل دائم وفيه كل الخدمات وعازل للحرارة والبرودة والرطوبة ويؤمن الخصوصية للمستخدم ويصلح لعائلة متوسطة.
وفي رد على تساؤل مِمَّ يتكون هذا التصميم أوضح المخترع حمدي أن المنزل تم تصميمه للطوارئ ليحوي غرفتين ومطبخاً وحماماً, طبعاً يمكن تعديل الحجم وعدد الغرف, لكنه منزل قياسي مناسب من حيث التكلفة وسرعة الإنشاء.
وأشار إلى أنه لتصنيع المنزل نحتاج إلى قالبين، الأول قالب داخلي يشكل الحجرات من الداخل، والثاني قالب خارجي يعطي المنزل شكله الخارجي, يضاف لها قوالب خاصة بتشكيل النوافذ والباب كما في الرسمات المرفقة، لافتاً إلى أن القالب الداخلي مؤلف من صفائح صلبة من المعدن أو الخشب أو الفايبر أو أي مادة مناسبة مصممة هذه الصفائح ليمكن شبكها مع بعضها لتشكل جدراناً وسقفاً, فيتم تشكيل الغرفة الخارجية والداخلية والمطبخ والممر بينهم، بينما توضع القوالب الفرعية لتترك فراغات غير قابلة للصب في أماكن وجود النوافذ والباب, وهذه القوالب سريعة التشبيك مع بعضها.
وبعد الانتهاء من القالب الداخلي يضيف حمدي: يتم تركيب القالب الخارجي وله نوعان.. قالب صلب مؤلف من ألواح قابلة للتشبيك السريع مع بعضها لتشكل غلافاً خارجياً للقالب ويتشكل فراغ بينه وبين القالب الداخلي ليتم حقن الفوم سريع التصلب والذي يتصلب خلال نصف ساعة إلى ساعة ليتم تفكيك القالبين الداخلي والخارجي لإعادة تجميعهم لصب منزل آخر, ويتم تركيب النوافذ والباب.
ونوّه بأن النوافذ تصنع من اللدائن الشفافة ويمكن تركيبها أثناء وقبل عملية الحقن لتكون جزءاً عضوياً من المنزل ويمكن طلي القوالب الداخلية والخارجية بمواد تعطي طبقة واقية للفوم وذات لون مطلوب لتلتصق مع الفوم.
أما النوع الثاني من القالب الخارجي فبيّن حمدي أنه قالب مصنوع من النسيج يتم تغطية القالب الداخلي فيه ومن ثم حقن الفوم السريع التصلب, وبعد التصلب يتم فك القالب الداخلي فقط والإبقاء على القالب الخارجي النسيجي ليشكل غلافاً واقياً لمنزل الطوارئ. لافتاً إلى أنه يفترض استخدام أنواع من الفوم مناسبة للمهمة وتحقق شروط الأمان والسلامة والاستدامة(لا يحترق, لا يسبب الحساسية, لا يصدر أبخرة, سريع التصلب, متانته كافية, عازل جيد للحرارة والرطوبة, تكلفته مناسبة, يمكن إعادة تدويره أو لا يلوث البيئة عند الانتهاء منه).
وبخصوص ميزات المنزل الذي ابتكره حمدي لحل مشكلة السكن المؤقت لفت إلى أنه من ميزاته سرعة الإنشاء، فقالب واحد يمكن أن يصبّ منزلاً خلال ساعة أي قرابة 18 منزلاً في اليوم , فعشرة قوالب تعطي 180 منزلاً في اليوم وبذلك قرابة 5000 مأوى في الشهر, ونظراً لأن القوالب قابلة للفك والطي فإن عشرة قوالب تحتاج إلى سيارة نقل متوسطة الحجم، إضافة لشاحنات للمواد الأولية والماء اللازم لتصنيع الفوم بشكل حقلي.
وعن عيوب تصميم المنزل قال إنها تتمثل في أنه يصلح فقط للتمدد الأفقي, مع إمكان إيجاد تصميم يصلح كطابقين فقط, وإمكانية تفتت الفوم إلّا إذا غطي على طريقة القالب النسيجي .
تشرين
إضافة تعليق جديد