حروب الغيرة النسوية
الغيرة حالة فطرية وعادة غير مكتسبة لايستثنى منها أحد من بني البشر موجودة في كل بيت وأسرة وأماكن العمل..
بين الأخوة هي أمر جميل فكلما وجدت بينهم زاد حبهم لبعضهم البعض.. بين الرجال مجرد منافسة لاغير.. أما فيما يتعلق بالغيرة بين النساء فمن النادر جداً أن تكون ايجابية وتقتصر على المنافسة وغالباً ماتكون مدمرة ومخربة.. فما سبب هذه الغيرة الحاقدة؟.
منى أحمد مديرة علاقات عامة: أنا أوافق على الرأي القائل إن الغيرة بين النساء مجرد منافسة لكنها تختلف من ا مرأة إلى أخرى, فالغيرة لدى المرأة في معناها المطلق تقتصر على أن صديقتها تمتلك شيئاً باعتقادها أنها هي الأولى به وهذا مايحدث غالباً وفيه نوع من الحسد وبالتأكيد هذه الغيرة خطأ فادح لايمكن لأحد الهروب منه.. وأنا على الرغم من أنني مديرة علاقات عامة فليس لدي صديقات لأنني بالفعل لم أجد المرأة الذكية التي من المفروض أن تكون حميمية والتي تستحق أن تكون مستودعاً لأسراري وأنا لا أنكر أنني لا أغار لأنها صفة ملازمة لبني البشر إنما لن أسمح لهذه الغيرة أن تتحول إلى حسد وحقد لأنني أؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد قسم لكل مخلوق على هذه الأرض مايستحقه من رزق.
ومن النساء من يغرن لمجرد الغيرة فقط لأنها كما قلت سابقاً حالة فطرية موجودة عند كل كائن بشري ولايمكن تجاوزها ونرى أن هذه المرأة تحمل روحاً طيبة ولاتضمن الشر ولكن المخيف والمرعب في هذه الغيرة عندما تتحول إلى غيرة حاقدة تضمر السوء والضرر للغير وهذه الحالة لانراها إلا عند أولئك النساء اللواتي يعشقن رجلاً واحداً, كل واحدة منهن تريد استمالته بأية وسيلة كانت وإن كانت مدمرة ومخربة وهذا للأسف أمرمضحك ومبك في آن واحد.
فاديا شاهين 45 سنة متزوجة وموظفة: بين النساء هناك دائماً منافسة غامضة ولن أقول إنني لا أغار فمن لايغار لايعتبر كائناً بشرياً لأنها ولدت معنا ولكن نحن نستطيع توجيه هذه الغيرة سواء للخير أم الشر, وهذه الغيرة تنتشر في أماكن العمل وهذه من أكبر الحماقات التي ترتكبها المرأة العاملة بعدم تفرقتها بين العمل والحياة الشخصية ولا أنكر أنني واحدة منهم, لذلك التعامل مع الرجال له مزايا عديدة على الأقل أنهم لا يكترثون إلى الجانب الفيزيائي للمرأة على عكس النساء اللواتي يدققن فيك ولاسيما في ملامح وجهك ليبحثن عن أي خدش يثرثرن عليه طوال اليوم وللعلم الرجال يكرهون هذا النوع من النساء المتعاليات اللواتي يتلذذن بإحراج الغير.. فأنا مثلاً غالباً ما أنظر إلى النساء بسخرية ولاسيما أولئك اللواتي يلبسن الكعب العالي اللافت للانتباه ويملكن أظافر طويلة لافتة أيضاً واللواتي يضعن أحمر الشفاه بشكل فاضح, وأنا لا أحبذ هذا النوع من النساء وهذا لايعني أنني أغار منهن بل ذلك يعود لطبيعتي الهادئة.
مي جاسم مدرسة لغة عربية: إن الغيرة تفقد المرأة أنوثتها وجاذبيتها وتضعف شخصيتها وتقلل من شأنها لأن في ذلك لايمكن تمييزها عن الفتاة الصغيرة بتصرفاتها الطفولية وأنا أشمئز من الثرثرة وتحسر النساء لذلك أفضل صداقة الرجال لأنها أكثر تواضعاً وبساطة وبمعنى آخر أنا لاأقول إنني أمقت النساء وأحقد عليهن لكنني أضع مسافة وحاجزاً بيني وبينهن ولا أعطي لهن الفرصة للاندماج معي لأنني سبق ووقعت في فخ ثرثرتهن.
أما د. أحمد سالم اختصاصي علم نفس فقد عقب على موضوع الغيرة وخاصة بين النساء بقوله معظم النساء لايثقن ببعضهن البعض ناهيك عن غموضهن وعدم وجود الاحترام الكافي بينهن وهذا أمر طبيعي لأن النساء قبل أن يكن متناقضات مع غيرهن.. هن متناقضات مع أنفسهن أولاً ولكن كيف هذا? عند التعمق في الأمر نجد أن هذه المرأة غير راضية عن نفسها تماماً وفي كل شيء وهذا طبيعي جداً لأن المرأة بطبيعتها فطرية في تصرفاتها وهي كثيراً ماتنتقد نفسها..لماذا هي كذلك? أو لماذا فعلت ذلك? لماذا لم أحسب حساب ذلك? أو.. أو فكيف لا تنتقد الغير ولاسيما في بنات جنسها, وحب التملك لدى المرأة يحولها لفك مفترس تحب أن تنقض على كل ماهو جميل ولو كان صعب المنال بحيث تكرس كل وقتها وجهدها لنيل مبتغاها وبمختلف الطرق.
ولتذليل هذه العقبات يجب أن تقنع المرأة بوجود الصداقة الحقيقية وذلك باتباع مجموعة من القواعد التي يمكن أن تخفف ولو قليلاً من هذه الغيرة المدمرة نفسياً.
ويجب على كل واحدة ولاسيما أولئك اللواتي يعملن في أماكن محترمة ومناصب عليا وماشابهها أن تتعامل بمبدأ التسامح والمساواة وعدم التفرقة وعدم جمع النساء في كفة ميزان سلبية واحدة فمنهن الصالحات ومنهن الطامحات وهذا من أكثر الأمور التي بإمكانها أن تقلل من تلك الغيرة المدمرة التي تمنع مضي المجتمعات قدماً.
هند دمر حمودي
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد