حكومة تسلل

03-10-2024

حكومة تسلل

لن أعطي حكومتنا فرصة المئة يوم المتعارف عليها حتى أقول رأيي فيها ، فهي أقرب ماتكون إلى تعديل وزاري بقي فيه وزراء الوزارات الأساسية وتسلل معاونوا باقي الوزارات إلى سدة الوزارة لإكمال ماتأخر من السياسات المرتبكة بحيث يمكن تسميتها بحكومة خميس الثالثة التي لم تجد ماتغني به ميزانيتها سوى مضاعفة سعر مازوت التدفئة المدعوم، كما حصل في بداية حكومة خميس الأولى !!
أدعو حكومتنا العاجزة عن حمايتنا حتى من نفسها إلى تنظيف ركام سياستها المعيشية المكررة منذ حكومة محمود الزعبي، وابتداع جديدها واستعادة جمهورها، حتى لاتبقى مجرد جماعة نقل تخشى برامج العقل وتحديثاته، وأولها أن تبني لنا شبكة تواصل اجتماعي وطني بالتعاون مع القطاع الخاص ومن يرغب من المواطنين، لتكون ملكيتها جماعية، ولن تكون تكلفتها أكبر من كلفة المحاكم الإلكترونية التي لم تضف إلى أماننا الفردي والجماعي بقدر ما اربكت أقسام الشرطة والقضاة ، فنحن مازلنا في حظيرة شبكات التواصل الأمريكية بما فيه وزاراتنا ومؤسساتنا التي تفتح صفحاتها الرسمية على المنصات الأمريكية فتعطيهم معلوماتنا وإحداثياتنا مجانا ليتحكموا بحياتنا وموتنا، كما هو الحال في لبنان الشقيق!! طبعا كان هناك محاولات فردية في بداية الحرب لكن حكوماتنا العقائدية لم تهتم بها، فقد كان جهدها مقتصرا على حماية هيبة الدولة بدلا من حماية هيبة مواطنيها الذين يفترض أنها تأخذ هيبتها من قوتهم !!
وحديثي هذا لمناسبة أن إدارة الفيسبوك الإمبريالية مازالت تحذف كل مايخص قضايانا العادلة، ومنها مقالاتي وآخرها كان عن "غيفارا العربي" ، غير أن وضعي يختلف عن غيري من أمة الفيسبوك بأني مازلت أنشر مقالاتي هنا أولا على موقع "الجمل" منذ ثمانية عشر عاما وهناك بضعة آلاف منها متوفرة في الأرشيف لمن يرغب بقراءة حياة سورية يوما بيوم، وخصوصا مانشرته خلال الحرب وأحرج مرتزقة المعارضة السورية الخارجية التي نشهد اليوم حالة الإنكار التي تعيشها حتى لتشعر بها خائفة على هزيمة الجيش الإسرائيلي، ذلك أن حقدها الطائفي يحجب عقلها السياسي فلا تستطيع الإعتراف ببطولة المقاتلين العرب في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، بل وتشمت بهم في كل ضربة تصيبهم !!
في الختام وكما أكدت في في آخر مقالي المحذوف "فإن الحرب مستمرة والليل طويل" وليس لنا سوى أن نعتمد فلسفة الحرب كأسلوب حياة وسياسة، كما يفعل عدونا، فلطالما كانت سورية الطبيعية ومازالت مسرحا لحرب الأمم منذ الإسكندر المقدوني وصولا إلى هتلر الإسرائيلي، وكل ماكنا نظنه أوقات سلام لم تكن سوى هدنة بين حربين، وهذا يفسر لماذا لدينا عائلات باسم العسكري وعسكر وعساكر والجندي والحربي والظابط والجاويش وغيرها من الأسر التي اعتمدت الحرب كأسلوب حياة واستمرت سلالاتها إلى اليوم .. 

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...