إسرائيل ترفض «لاءات» الأسد: عبد الله غول هو الوسيط
ما أن أكد الرئيس بشار الأسد في خطابه أمام مجلس الشعب أمس الأول، وجود وساطة عبر دولة ثالثة بين بلاده وإسرائيل، حتى تسابقت الصحف الإسرائيلية على التأكيد بأنها تركيا.
وكـتب المراســل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» شمـعون شيـفر أن وزيــر الخارجية التركي عبد الله غول هو الوســيط الجديــد بين ســوريا وإسرائيل. أما المراسل السياسي لصحيفة «هآرتــس» ألوف بن، فنقل عن مصادر سياسية إسرائيلية أن تركيا هي الدولــة المعنية. وأكدت ذلك وزارة الخارجية الإسرائيلية، معتبرة ان رغبة سوريا في السلام مجرد استغلال للورقة من أجل تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا.
وبرغم أن الرئيــس الســوري آثر الإبقاء على اسم الدولة الوسيطة طي الكــتمان، فإن «يديعوت» كشفت، وليس للمرة الأولى، أن المبعوث هو غــول، الذي فوضه رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت «بنقل سلسلة من الرسائل السرية الى بشار الاسد».
وأشارت «يديعوت» إلى رفض مصادر سياسية إسرائيلية اقوال الرئيس السوري ووصفتها بأنها خطاب «لاءات الأسد»، إذ تريد اسرائيل مفاوضات مباشرة ومن دون شروط مسبقة، فيما تقترح سوريا مفاوضات غير مباشرة عبر طرف ثالث. وإضافة الى ذلك، يطرح الأسد شرطا مسبقا هو إعلان اسرائيلي بالاستعداد لإعادة هضبة الجولان المحتلة والانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران. وتقول المصادر نفسها «لن يكون هناك تعهد علني بانسحاب كامل من هضبة الجــولان، هذه اللاءات تنــطوي على إشكالية كبيرة جدا. يبدو هذا مثل لغط سلام، ولكن من دون نية للتقدم حقا في المسيرة».
ونقلت «يديعوت» عن محيط اولمرت أن الأسد لم يرد على الرسائل التي نقلت اليــه. ولذا لم تكن هناك أي اتصالات في الاسابيع الاخيرة، كما لم يسجل أي تقدم في محاولات جس النبض مع السوريين.
وقال مسؤول اســرائيلي رفيع المستوى، مشيرا الى السوريين، «لا أحد يطلب منهم أن يصبحــوا صهاينة. لكن هل هم في معسكر إيران وحزب الله وحماس، أم في معســكر الأردن ومصـر. عليهم أن يقرروا».
واشــارت «هآرتس» إلى قيــام رئيس طــاقم رئــيس الحكـومة يــورام طورفوفــيتش، قبل حــوالى شـهر، بزيــارة أنقرة قـبل أن يقـوم مســؤول تركي رفيـع المســتوى بزيــارة إسرائــيل أيضــا. ونقــلت تركــيا رســائل بـين الدولتــين، وهي التي بادرت أيضـا لفتــح القنــاة غير الرســمية التي ضــمت مديــر عــام وزارة الخارجيــة الإسـرائيلية سابــقا ألـون ليئـيل والأمـيركي مـن أصـل ســوري إبراهــيم ســليـمان.
وكــان ديــوان رئــاسة الحكــومة الإســرائيلية قد عقــب على خطاب الرئــيس الأسد قائلا إن كل حديــث عــن السلام أمر إيجابي. ومع ذلك فــإن الرئيــس الســوري عـرض ثــلاثة شـروط غــير مقـبولة بالنسبة الى إسرائيل: مفاوضات غير مباشــرة، مفاوضــات علنـية، وتعهد إسرائيلي بإعادة كل الجولان. ويطالب أولمرت بمفـاوضات سرية ومن دون شروط مسبقة.
وأكد المتحــدث باســم وزارة الخارجــية الإسرائيــلية مارك ريغيف أن تركيا والاتحاد الأوروبي ورئيــسة مجلس النواب الاميركي نانــسي بيــلوسي، نقــلوا رسـائل من إســرائيل إلى سوريا. وقــال إن ســوريا لم ترد بجـدية، متــهما دمشــق باستغـلال المفاوضــات من أجل تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة. وأضاف أن «جهات مختلفة استخدمت لإيصال رسائل. وهذا ليس بالأمر الجديد. والأمر قائم منذ زمن» مشددا على أن المشكلة لا تتمثل في قلة الناس الطيبين الذين يعرضون خدماتهم، وإنما في الأهداف السياسية للنظام السوري. وتابع «ففيما يتحدثون عن السلام ربما، يبقى حديثهم مجرد كلام. وعمليا فإنهم يلعبون بالورقة الإسرائيلية في محاولة لحل مشاكل دبلوماسية مع دول أوروبا وأميركا الشمالية، من دون نوايا حقيقية لتغيير تعاملهم مع إسرائيل وتحقيق السلام».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد