قمة بوش- براون: أبرز التوقعات

الجمل:  وصل غوردون براون رئيس الوزراء الجديد إلى كامب ديفيد في الولايات المتحدة، وذلك ضمن أول زيارة له للولايات المتحدة، وعلى خلفية الصراع والخلاف الماضي بين غوردون براون، وطوني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق حول العراق والعلاقات مع الولايات المتحدة وملفات الاتحاد الأوروبي، والسياسة الداخلية البريطانية، ينظر المراقبون البريطانيون إلى زيارة غوردون براون الحالية باعتباره تمثل محطة خطيرة في مسيرة تحالف محور البيت الأبيض- داونينغ ستريت.
·       خلفية العلاقة:
الولايات المتحدة الأمريكية برغم خصوصيتها التاريخية والاجتماعية، فهي بلد أنجلو- ساكسوني، تماماً مثلها مثل بريطانيا، واستراليا وكندا ونيوزيلندا.. وارتبط تاريخ الولايات المتحدة بالمهاجرين البريطانيين وبالخضوع للحكم الاستعماري بواسطة الامبراطورية البريطانية، وقد تسبب الاستعمار البريطاني في اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية الوحشية بين الولايات الجنوبية، والولايات الشمالية التي كانت بريطانيا تدعمها للانفصال بحيث تتكون الولايات المتحدة من دولتين، واحدة شمالية والأخرى جنوبية، وذلك حتى تستطيع بريطانيا السيطرة على أمريكا، وفقاً لأسلوب سياسة (فرّق تسد) الذي ابتكره الملك جورج البريطاني.
يقول بين فيلار المحرر في وكالة الأسوشيتيد برس: إن التحالف بين الولايات المتحدة وبريطانيا ظل لفترة طويلة مرتبطاً بطبيعة التوجهات السياسية للشخصيات التي تسيطر على مقاليد الأمور في البيت الأبيض الأمريكي وداونينغ ستريت البريطاني، ومن أبرز الشخصيات التي خلفت بصماتها ومعالمها البارزة في مسيرة هذا التحالف، علاقات روزفيلت- تشيرشل، ريغان- تاتشر، وبوش- طوني بلير.
والآن يتساءل المراقبون: إلى ماذا سوف تتوصل قمة بوش- براون التي تنعقد في ظل الأوضاع الخارجية الدولية المضطربة، والمعارضة الداخلية في أمريكا وبريطانيا للتوجهات السياسية التي مازالت مستمرة؟
·       قمة بوش- براون وأجندة كامب ديفيد:
لقاء القمة الجاري حالياً في كامب ديفيد الواقعة على بعد 70 ميلاً شمال العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، سوف يتطرق إلى العديد من بنود الأجندة، والتي سيكون في مقدمتها الآتي:
-         الملف العراقي.
-         ملف إيران.
-         ملف عملية سلام الشرق الأوسط.
-         ملف دارفور.
-         ملف الإرهاب.
-         ملف التجارة العالمية.
وذلك على أساس اعتبارات أن بقية ملفات علاقات عبر الأطلنطي لا خلاف عليها.
·       أبرز التوقعات:
يتوقع المراقبون أن يحاول كل طرف القيام بالآتي:
-         غوردون براون: سوف يحاول في هذه المرحلة أن يتخذ مساراً وخطاً مستقلاً على الأقل في واحد من الملفات الكبيرة المدرجة على الطاولة بين البلدين، مثل: الملف العراقي، أو الإيراني، أو ملف الإرهاب، أو الاحترار العالمي أو التجارة العالمية.
أشار بعض المراقبين إلى أن غوردون براون سيركز في هذا اللقاء على إبراز خصوصيته المستقلة كرئيس وزراء بريطاني له توجهاته وأجندته وطريقه تعامله التي تختلف عن سابقة طوني بلير.
-         جورج بوش: سوف يحاول التعرف على النوايا الحقيقية لغوردون براون، وذلك لأن الإدارة الأمريكية لديها المزيد من المعرفية حول مواقفه وآرائه السابقة التي كانت تتعارض مع توجهات طوني بلير المؤيدة لجورج بوش.. كذلك لاحظت الإدارة الأمريكية بقيام غوردون براون بتعيين المسؤولين البريطانيين المعارضين لتوجهات الإدارة الأمريكية، ومن أبرزهم مارك مالوخ براون المسؤول الرفيع المستوى السابق في الأمم المتحدة والذي كان يوجه الكثير من الانتقادات لسياسة البيت الأبيض ولجماعة المحافظين الجدد.
كذلك لاحظ البيت الأبيض والإدارة الأمريكية وتابعوا باهتمام بالغ اجتماعات غوردون براون عقب توليه المنصب، مع أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا، ونيكولاس ساركوزي الرئيس الفرنسي، والتي أكد فيها لهم بأن السياسة الخارجية البريطانية الجديدة سوف تكون أكثر ميلاً باتجاه أوروبا عما كانت عليه في الماضي باتجاه أمريكا.
وعموماً، تقرير صحيفة الواشنطن الذي أعده المحرران، ميشيل أبراموفيتند، وماري غوردون، طرح إشكالية علاقة محور البيت الأبيض- داونينيغ ستريت، عن طريق تساؤل واضح يقول: كيف يستطيع رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردون براون أن ينأى ويبعد بنفسه عن جورج بوش رئيس الولايات المتحدة ورجل البيت الأبيض الذي سبق أن كان سبباً مباشراً ومسؤولاً رئيسياً عن القضاء  على شعبية ومكانة وسمعة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، وفي الوقت نفسه كيف يتسنى لغوردون براون الابتعاد عن دائرة نفوذ بوش والبيت الأبيض مع تحقيق النجاح في الحفاظ والإبقاء على علاقات البيت الأبيض- داونينغ ستريت التاريخية.