أحياناً أضحك على البنوك (1-2)
تعودنا أن تضحك البنوك المحلية علينا ولا نجد جهة محايدة تحقق الإنصاف العاجل العادل. والقصص في هذا السياق كثيرة. وقبل أن أمتع العملاء بقصة لعميل استطاع الضحك على أحد البنوك المحلية، والحصول منها على ما يتمناه كثير من الشباب، لا بد من طرح تساؤل يقول: إذا كانت هذه أحوالنا مع البنوك المحلية... فكيف ستفعل بنا البنوك الأجنبية؟
ومن الطرائف السريعة المنشورة ابتلاع صراف أحد البنوك 150 بطاقة صراف لأصحاب الضمان الاجتماعي، كأني بآلة الصرف هذه قد عملت على «سجيتها»، وهي لم تحد قيد أنملة عن سياسة البنوك مع صغار العملاء وضعفائهم.
أعود إلى القصة الفريدة التي أخبرني بها أحد موظفي البنوك السابقين، وهي عن شاب لم يجد عملاً على رغم بحثه ومحاولاته المستمرة بتقديم الأوراق وانتظار اتصال لا يأتي، ولأنه «فاضي»، صار كل يوم يمر على آلة الصرف «للتشييك» على حسابه البنكي «المصفر»، ولا يجد شيئاً، إلى أن أتى ذلك اليوم «السعيد»، حيث وجد مبلغاً من المال لا يعرف من أين أتى ومَنْ أودعه، اتصل بالبنك فأكدوا له أن في حسابه المبلغ المحدد، ولم يهتموا كثيراً بتساؤله. وبعد شهر أُودع مبلغٌ جديدٌ في حسابه، وهكذا لمدة أشهر. ولأنه من بني «طَفْرَان»، اعتبر المال رزقاً، فأصبح يصرف منه على تحسين حاله، إلى أن وصله اتصال ساخن من البنك يطلب حضوره العاجل. أخبره الموظف أنه يسحب مالاً ليس له، على رغم أنه في حسابه! هنا أحس صاحبنا بأنه في ورطة، فاستشار. «وما خاب من استشار». نصحه صديقه الموظف البنكي السابق بأن يذهب للبنك، فليس لهم عليه حجة، لأن الخطأ منهم! وعندما ذهب تلقى تهديداً ووعيداً في البداية، ثم مع إصراره على سلامة موقفه، تحول التهديد إلى استعطاف ورجاء، إذ إن المبالغ المحولة سيتحملها الموظف الذي أخطأ. هنا رق قلب صاحبنا، لكنه صرف المبالغ ولا يستطيع ردها، فلجأ إلى صديقه الموظف البنكي السابق. وكانت الفكرة الظريفة للخروج من هذا المأزق بربح أكبر، إذ نصحه بأن يطلب توظيفه في البنك المعني، بحيث يحسمون المبلغ بالتقسيط من راتبه، وكان له ما أراد، وهو حالياً موظف رسمي معتبر في البنك، وقد تجاوز الأمر وسدد ما عليه.
سألت الموظف البنكي السابق: لماذا نصحه باللجوء إلى هذه الحيلة؟ فقص عليَّ حكاية أخرى مضحكه مبكية أرويها غداً، بعون الله تعالى.
عبد العزيز السويد
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد