وكالة الطاقة الذرية تنفي المزاعم الأمريكية بشأن النووي السوري
وجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية صفعة للولايات المتحدة و”إسرائيل”، ونفت علمها بوجود تعاون نووي سوري كوري شمالي، ونفت بيونج يانج المزاعم الأمريكية التي روج لها مسؤولون رفيعون في الولايات المتحدة، وجددت سوريا وصف هذه الادعاءات بأنها “أكاذيب”، وزعمت “اسرائيل” ان التزامها الصمت حيال انتهاكها الأجواء السورية يهدف إلى تخفيف التوتر مع دمشق بعد تحذيرات سورية بالرد، وأكد مسؤولون استخباريون في الكيان انه يجب أخذ التهديدات السورية “على محمل الجد”، لكنهم نفوا وجود أي مؤشرات سورية على الحدود تنبئ عن عمل عدواني محتمل، وأكد جيش الحرب انه رمم قدراته على الردع بمواجهة سوريا وايران وحزب الله بعد حرب الصيف الفاشلة على لبنان العام الماضي، ورغم ذلك واصل المسؤولون الأمريكيون كيل الاتهامات لسوريا، وقال وزير الدفاع الأمريكي ان التعاون النووي بين سوريا وكوريا الشمالية سيمثل مشكلة للولايات المتحدة.
قال مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان مسؤوليها اطلعوا على تقارير اعلامية تزعم وجود تعاون نووي بين سوريا وكوريا الشمالية، وأشار إلى أن الوكالة لا تعتزم فتح تحقيق في الموضوع، وأشار إلى ان سوريا عضو في الوكالة وموقعة على اتفاق تعاون وتزود الوكالة بتقارير حول ما يطلب منها، كما ان مفتشين يزورون منشآت سورية بين الحين والآخر، ونفى المصدر صراحة أن يكون لدى الوكالة علم بأي نوع من النشاط النووي في سوريا يمكن أن يدل على انه يحمل صبغة عسكرية. وفي السياق، نفى نائب رئيس بعثة كوريا الشمالية في الأمم المتحدة كيم ميونج جيل وجود تعاون نووي مزعوم بين بلاده وسوريا، وقال ان الأمريكيين وغيرهم كثيراً ما يقولون أشياء لا أساس لها من الصحة. وكانت صحيفة “الثورة” الرسمية السورية قد وصفت أمس المزاعم الأمريكية ب “الأكاذيب”، واعتبرتها مقدمة لاعتداءات أخرى مبيتة على سوريا. أضافت ان “الأغاني السوداء” الأمريكية تجد من يرددها مثل الكورس الملتزم بالمايسترو الشرير الذي يطلق اشارة البدء لتنطلق بعدها أكاذيب بألوان مختلفة.
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست “الإسرائيلي” تسامي هنغبي أمس، ان ثمة مؤشرات مشجعة لهدوء الحدود بين “إسرائيل” وسوريا. أضاف “لا نرى في الجانب السوري استنفاراً من شأنه ان يشير إلى نوايا أخرى”. لكنه شدد على ضرورة أخذ تهديدات سوريا بالرد على الغارة الجوية “الإسرائيلية”، الأسبوع الماضي “على محمل الجد”. وقال “ان التزام “إسرائيل” الصمت ازاء المسألة أثبت جدواه” حيث خف التوتر بعد 12 يوماً من الحادث. وأشار إلى أن الدوائر الأمنية كانت حريصة على جس نبض الأوضاع في سوريا، خاصة أن دمشق تولد لديها انطباع عقب الحرب على لبنان الصيف الماضي ان “إسرائيل” في حالة ضعف، وبدأ السوريون بتكديس السلاح واطلاق التصريحات “المتغطرسة”.
وقال هنغبي عقب لقائه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يدلين ان “إسرائيل” لا تريد مواجهة عسكرية مع سوريا، لكنها جاهزة لمواجهة أي تطور أو خطر.
من جانبه قال يدلين امس ان جيش الحرب رمم قدراته على الردع في مواجهة سوريا وإيران وحزب الله.
وتبنت الصحف العبرية أمس الأحد، بعد عطلة لثلاثة أيام بسبب عيد رأس السنة العبرية، الرواية التي نشرتها الصحف الأمريكية خلال الأيام الماضية والتي تدعي بأن الطيران الحربي “الإسرائيلي” قصف موقعاً نووياً في سوريا، كما أشادت “بالدعم الأخرس” من الدول الأوروبية والعربية.
وواصلت واشنطن حركة التهييج واطلاق المزاعم حول شأن نووي سوري كوري شمالي، وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أمس، ان مثل هذا التعاون النووي سيكون مشكلة كبيرة للولايات المتحدة، لكنه رفض ذكر أي شيء عن وجود موقع نووي سوري، وقال: “كل ما يمكنني قوله هو اننا نراقب الكوريين عن كثب، ونراقب سوريا بانتباه كلي” وأضاف “أي جهد يبذله السوريون للحصول على أسلحة دمار شامل سيكون بلا شك مصدر قلق” لادارة الرئيس بوش.
وكانت صحيفة بريطانية موالية ل “إسرائيل” قد ذكرت أمس ان قوة خاصة “إسرائيلية” تمركزت داخل سوريا قبل 24 ساعة من هجوم السرب 69 “الإسرائيلي” على الموقع السوري. وقالت ان هذا الموقع الذي يقع تحت الأرض اندلعت فيه النيران عقب قصفه، ونقلت عن مصادر أمريكية أن الموقع كان يحتوي على مواد نووية مخبأة، وأشارت إلى “جهود لوضع رؤوس نووية على صواريخ “سكود سي”. وذكرت الصحيفة ان 3 من كبار القادة في الكيان هم رئيس الوزراء ايهود أولمرت ووزيرا الحرب ايهود باراك والخارجية تسيبي ليفني كانوا على علم بطبيعة الغارة على منطقة مركز الأبحاث الزراعية على نهر الفرات في سوريا، وان العملية تمت بالتشاور مع الجهات ذات الصلة في الولايات المتحدة وموافقتها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد