من يتحمل مسئولية الاغتيالات القادمة في لبنان؟
الجمل: ترفض كل المعتقدات والشرائع القيام بالقتل، إلا جهاز الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، واللذان ينظران للقتل باعتباره أمراً يمليه شرف المهنة، والواجب المقدس... خاصة إذا كان القتلى عرباً لبنانيين، ومن الممكن توظيف عملية اغتيالهم بما يتيح ويعزز قدرة إسرائيل في تنفيذ عملية (تأمين الحدود) الإسرائيلية الشمالية.
* أزمة لبنان: الأيادي الخفية وإشكالية الإدارة عبر (الأزمة):
تؤكد البحوث والدراسات التي سبق أن قام بإعدادها خبراء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والموساد الإسرائيلي، والخارجية الأمريكية، بأن الدول الصغيرة مثل لبنان، الكويت، تونس، جيبوتي، هي دول يمكن السيطرة عليها وتوجيه تطورات الوقائع والأحداث الجارية فيها، وهو أمر أكدته خبرة تدخلات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي سبق أن قامت بها في دول أمريكا اللاتينية، وعلى وجه الخصوص دول أمريكا الوسطى والكاريبي، التي اكتسب فيها رجال وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خبرة وافرة، خلال الحقب الماضية، عندما كان لهم اليد الطويلة العليا وعاثوا فساداً وإفساداً في دول هندوراس، بنما، نيكاراغوا، السلفادور، كولومبيا، هاييتي، وغيرها...
وبالنسبة للبنان، فإن التدخل الإسرائيلي – الأمريكي، ليس جديداً عليه، وليس غريباً على بعض طوائفه.. فهناك من اللبنانيين من رحب بـ(الفرنسيين)، مقتنعاً ومصدقاً لما ورد في كتب جهاز قلم المخابرات الخارجية الفرنسية، بأن أجداده ليسوا من العرب السوريين الفحول الأقحاح... وإنما هم فرنسيون ترعرعوا في النورماندي... وباريس ومونبلييه.. وغيرها.. وقد جاء بهم القدر والحظ العاثر إلى جبال لبنان... كما تقول (أسطورة) مكتب قلم المخابرات الفرنسية!!!
التدخلات الإسرائيلية – الأمريكية الحالية، والتدخلات الفرنسية التي سبقتها، مهما اختلفت، كانت جميعاً تستند إلى منهجية تتمثل في صنع الأزمات وإشعال دورات العنف الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، والعسكري والطائفي.. وذلك على النمط الذي ينقل الأوضاع إلى (مرحلة نوعية جديدة) يتم خلالها ترتيب الأوضاع اللبنانية بالطريقة التي لم يكن ممكناً من قبل ترتيبها بها... ومن هنا فقد كانت النزاعات والصراعات والأزمات اللبنانية تهدف دائماً إلى (تقوية) طرف ما على حساب (إضعاف) طرف آخر.. على النحو الذي يستطيع فيه الطرف القوي (الجديد)، أو الطرف (المصنوع القوة) أن يملي شروطه على أقوياء (الأمس) الذين أصبحوا بفضل التدخل الخارجي ضعفاء (اليوم)..
* لبنان الأمس، واليوم، ولبنان الغد:
بالأمس كان لبنان مستقراً وتمضي فيه الأمور بسلاسة وهدوء.. بفضل حماية الجيش العربي السوري، حامي لبنان، وباني الجيش اللبناني الحالي.. وداعم المقاومة اللبنانية التي وقفت في وجه الغزو الإسرائيلي.
ولكن، برغم ذلك، وكما يقال: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى، فقد تحركت بعض الأطراف اللبنانية بدعم ومساندة (الأيادي الخفية) أو بالأحرى (الأيادي شبه المعلنة) والتي يعرفها اللبنانيون جيداً منذ أيام جيش لبنان الجنوبي وأنطوان لحد، وصولات وجولات سمير جعجع قائد ميليشا القوات اللبنانية... التي اكتسبت مع (رفيقتها) خبرة كبيرة في قتل الزعماء السياسيين اللبنانيين المسيحيين ورجال الدين المسيحي والصحفيين اللبنانيين... ثم القيام بإلصاق التهم بسوريا والسوريين!!!
* نظرية المؤامرة.. ومركزية تفنيد معطيات الأزمة اللبنانية...
لم ينته التاريخ، وبالتالي لم ينته تاريخ سوريا في لبنان، وتاريخ لبنان في سوريا، ولكن جماعة المحافظين الجدد، ما تزال تعتمد التعامل مع سوريا ولبنان على أساس اعتبارات نظرية (نهاية التاريخ) برغم أن صاحبها فوكوياما لم يتخلى عنها فقط بل تخلى عن جماعة المحافظين الجدد نفسها...
عندما اغتالت (الأيادي الخفية) رفيق الحريري، وخرجت القوات السورية من لبنان، ظن أصحاب هذه الأيادي وحلفاءهم بأن (نهاية التاريخ) قد حلت في لبنان، وبالتالي فإن الفرصة أصبحت سانحة لـ(السفير الأمريكي) في لبنان لكي يقوم بعملية صناعة التاريخ اللبناني الجديد... الذي سوف يدفع تكاليفه صندوق باريس للمانحين!!!
* بين زعيم حزب الله ونائب قوى 14 آذار
استعرضت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الصادرة يوم 6 تشرين الأول 2007م، مقتطفات من خطاب السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، وعلى غير العادة، لم يقم الإسرائيليون بالرد على هذه التصريحات، واكتفت الصحيفة الإسرائيلية بنشر رد النائب اللبناني عن قوى 14 آذار وائل أبو فاعور، -طالما أن هناك من يتبرعون في لبنان بالرد على زعيم حزب الله نيابة عن إسرائيل-،
أشارت الصحيفة إلى النقاط الرئيسية التي أوردها السيد حسن نصر الله في الاحتفال بيوم القدس، والتي اتهم فيها إسرائيل باغتيال الشخصيات اللبنانية المعارضة لسوريا من أجل تصعيد الصراع والنزاع، وأيضاً قول السيد حسن نصر الله بأنه يوجد في لبنان شبكة من العملاء، الذين يعملون لصالح إسرائيل وهم الذين يتحملون المسئولية عن الاغتيالات السابقة التي حدثت في لبنان..
ثم بعد ذلك، أوردت الصحيفة الإسرائيلية، تصريح النائب عن قوى 14 آذار وائل أبو فاعور، الذي تطوع بالرد الهادف لتبرئة إسرائيل من اتهامات السيد حسن نصر الله، والتي قال فيها أبو فاعور بأنه (إذا كانت إسرائيل تتحمل المسئولية على ما حدث في لبنان، فلماذا عملت المعارضة التي يقودها حزب الله من أجل إعاقة تكوين المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري).
* قوى 14 آذار وأزمة تغييب السؤال الغائب.. (الحاضر)..
يستخدم زعماء قوى 14 آذار، ومن وراءهم حكومة السنيورة إستراتيجية 2/1 السؤال الذي يؤدي إلى طمس (كل الحقيقة)... فالتساؤل عن لماذا عملت المعارضة اللبنانية من أجل إعاقة المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري.. هو أمر تكمن إجابته في الإجابة التي يعرفها زعماء قوى 14 آذار، جيداً، والمتعلقة بالسؤال القائل: لماذا تخلى المحقق الدولي (اليهودي) الألماني السابق ديتليف ميلس عن الاستمرار في القيام بعملية التحقيق في مقتل الحريري؟.. ولماذا قالت عنه منظمات المجتمع الدولي القانونية في ألمانيا بأنه (....) و(....) و(....)...
إن هذه التساؤلات يعرف إجابتها جيداً وائل أبو فاعور وزعماء قوى 14 آذار، وذلك لأنهم بالأساس شاركوا في وقائعها... وحاولوا تقديم المستحيل من أجل دعم المحقق الدولي اليهودي الألماني ديتليف ميلس في القيام بنجاح بإكمال (عملية تركيب الأدلة) ضد سوريا... ولكن (الفضيحة) لم ترحم في نهاية الأمر لا المحقق ديتليف ميلس الذي اختار العودة إلى بلاده والتواري خجلاً... ولا زعماء قوى 14 آذار... الذين مازالوا (يناضلون) من أجل إكمال إنجاز ما خجل الاستمرار في القيام به اليهودي الألماني ديتليف ميلس وفي الواقع ليس مطلوباً من النائب أبو فاعور أن يطرح مثل هذه التساؤلات، لأنها سوف تدرجه ضمن قائمة (المعادين للسامية) أمام زعماء قوى 14 آذار الثلاثي: جعجع، جنبلاط، وتابعهم سعد الحريري، والذين لن يترددوا في التواطؤ مع معلمهم اليهودي الأمريكي ديفيد وولش والإسرائيليين، وشبكات العملاء الإسرائيليين الناشطة داخل لبنان، في إعداد مخططات السيناريو القادم وتنفيذه، وهو سيناريو التخلص من النائب وائل أبو فاعور... ثم الاحتفاء به شهيداً وتحميل مسئولية اغتياله على عاتق سوريا... لأنه كان من المعارضين لها...- وهكذا تكون السيناريوهات الناجحة التي يعرفها سمير جعجع وعناصر القوات اللبنانية جيداً منذ أيام اغتيالات الساسة ورجال الدين المسيحي اللبنانيين خلال الحرب الأهلية اللبنانية الماضية...
* من يتحمل مسئولية الاغتيالات القادمة في لبنان...
لن نقول أسألوا المقاومة الوطنية اللبنانية، ولن نشير إلى ما قاله زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله، ولكنا نقول... أسألوا القوات اللبنانية وقائدها سمير جعجع... الذي سبق أن تحدث موقع وايناماديسون الاستخباري الأمريكي مراراً وتكراراً.. إضافة إلى الكثير من الصحف الأمريكية التي ظلت تضيف اسمه إلى عبارة (المدان قضائياً بالقتل العمد) وللبنانيين والرأي العام اللبناني نقول، منظور علم النفس والسيكولوجيا يحدد بوضوح الحقائق العلمية السيكولوجية الآتية:
* الإنسان السوي نفسياً تكون ردود أفعاله عادية في المواقف العادية، وغير عادية في المواقف غير العادية...
* الإنسان غير السوي نفسياً تكون ردود أفعاله غير عادية في المواقف العادية، وعادية في المواقف غير العادية..
والمثال الذي سوف نشير إليه، هو مثال بسيط للغاية فقد شاهد كل اللبنانيين والعالم مراسم تشييع الوزير اللبناني المغدور بيير الجميل... وكان جميع الحضور في المراسم تعبر ملامحهم ونظراتهم عن مشاعر الحزن، إلا سمير جعجع... الذي كان جالساً بجوار والد المغدور... فقد كان مختلفاً... وذلك على النحو الذي يتطابق مع مفهوم علم النفس... حول ردود الأفعال غير العادية... والتي تشير... إلى قيام هذا الشخص بأمر غير عادي... ونتمنى أن يراجع الجميع هذا الترابط... قبل أن تتمكن شبكة العملاء التي أشار إليها السيد حسن نصر الله من التخلص منه...
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إقرأ أيضاً:
"الجمل" تحصل على أسماء المتهمين بقضية اغتيال بيار الجميل
كاميرا صورت اغتيال الجميل وتم التعرف على القتلة
إضافة تعليق جديد